السبت , نوفمبر 23 2024
كيف سينتهي التصعيد الأقوى في القامشلي؟

كيف سينتهي التصعيد الأقوى في القامشلي؟

كيف سينتهي التصعيد الأقوى في القامشلي؟

شهدت مدينة القامشلي شمالي سوريا تصعيداً عسكرياً بدى مختلفاً عن الاشتباكات المتفرقة التي كانت تشهدها أحياء المدينة سابقاً، والتي كانت في معظمها تأتي كانعكاس لتطور سياسي في المنطقة أو العالم.

يوم أمس الأحد، تم التوصل إلى اتفاق هدنة دائمة بوساطة روسية، يقضي بخروج “قسد” من حي طي وعودة الأهالي إليه، وذلك بعدما حاولت “قسد” الضغط باتجاه خروج قوات “الدفاع الوطني” الذين يشكل أبناء القبائل العربية النسبة الأكبر منهم، في مطلب قد يُدخل المنطقة ضمن معادلة جديدة، الأمر الذي أكده الموقف الأمريكي الذي عبر عنه قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي: “إن قوات سوريا الديمقراطية شريك مهم جداً لنا وهي تقوم بحماية جنودنا”

مضيفاً “سنبذل كل ما بوسعنا لتهدئة الوضع”، ومن جهة أخرى فإن وجود “الدفاع الوطني” الذي يُعتبر قوة رديفة للجيش السوري هو أمر مُزعج لـ”قسد” كونها لا تستطيع القضاء عليهم لأنها في هذه الحالة ستلجأ إلى ما يسمى بـ”التطهير العرقي” لأن أبناء هذه القوة هم من أبناء المنقطة وقبائلها.

وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي والخبير العسكري كمال الجفا في حديث لـ”أثر برس” أن “قسد” تسعى منذ سنوات لطرد “الدفاع الوطني” الذي يعتبر خط الدفاع ونقطة حماية متقدمة للجيش السوري، معتبراً أن “مطالب “قسد” بدخول الجيش هي مجرد كذبة مناورة أو مرحلة أولى لن يتم الموافقة عليها”،

ما يشير إلى أن هذا التصعيد مرتبط بمشهد تحاول “قسد” فرضه على المنطقة لتحقيق مكاسب معينة تتعلق بضمان سيطرتها على مراكز حيوية في المنطقة،

حيث قال الجفا في هذا الصدد: “سياسة قسد تهدف إلى استفزاز الدولة السورية وطردها من مركزين أساسيين وهم القامشلي والحسكة وهذا ما يعملون عليه” مشيراً إلى أن الدولة السورية تحاول استيعابهم في حلب وتتحمل استفزازاتهم.

الاشتباك يختلف عن السابق:

بلا شك أن هذا التصعيد هو الأقوى من ضمن الاشتباكات التي مرت على المنطقة، وقد يعود هذا الأمر إلى حالة التصدي التي أظهرها الأهالي ضد “قسد”، حيث لفت الجفا، أن أبناء القبائل طلبوا من الدولة السورية مساندة في هذه المعارك، مشيراً إلى أن قتلى “قسد” الذين سقطوا في معارك حي طي معظمهم لم يكونوا سوريين،

مؤكداً في الوقت ذاته أن هذه المساندة من الجيش السوري لأهالي القامشلي ليست أمر مستجد، كاشفاً أنه “حتى العمليات العسكرية والاغتيالات التي تتصاعد ضد قسد، تدعمها الدولة لكنها لا تعلن عنها وتستهدف قسد ويومياً عندهم 10 حالات اغتيال وهذا عمل جيد جداً، والدولة لا تتبناه لأنها بدأت بالعمل بمنظومة الذئاب المنفردة”، لافتاً إلى أنه في النهاية من ينفذ العملية هم أبناء منطقة ويحق لهم اللجوء إلى دولتهم وتأمن لهم بنية تحتية لتحرير أرضهم.

ما الهدف من هذا التصعيد:

المفاجئ في تصعيد “قسد” الأخير في حي طي أنه يتزامن مع الأنباء التي تؤكد أن القوات الأمريكية تعمل على تخفيض عدد قواتها في الشرق الأوسط، إلّا أن ما حدث يشير إلى أن أمريكا لا تنوي خلال هذه الفترة التخلي عن سياسة الضغط واستنزاف الدولة السورية،

حيث قال الجفا: “أمريكا تعمل حالياً على استنزاف كل القوى في الأرض، وفي حال حصل اتفاقات دولية وتم عقد صفقة معينة مع إيران فلن يكون لهذه الاعتداءات أي قيمة”.

يبدو من خلال التصعيد الأخير أن “قسد” تحاول تحقيق أهدافها خلال فترة وجيزة وتعمل على تثبيت وجود لها في مراكز مهمة، قبل أن تحدث تطورات معينة، خصوصاً وأن منطقة الشرق الأوسط قد تكون مقبلة على تطورات جديدة، في ظل التفاهمات الدولية التي قد يتم الإعلان عنها لاحقاً كالاتفاق النووي وغيره.

زهراء سرحان -أثر برس

اقرأ ايضاً:أين إسرائيل من استراتيجية بوتين في سوريا؟