من هو الضيف.. المطلوب الأول لإسرائيل؟
أكدت القناة الـ”13″ العبرية أن محمد الضيف كان سببا رئيسا في إطالة أمد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، المعروفة باسم “سيف القدس”، معتبرة إياه رأس الحربة للفصائل الفلسطينية في القطاع, والمطلوب الأول على لائحة الاغتيال الاسرائيلية.
من هو محمد ضيف
محمد ضيف، وكنيته أبا خالد (وُلد محمد دياب إبراهيم المصري في 1965)، هو قيادي فلسطيني والقائد العسكري الأعلى لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
خلال 26 سنة، منذ عام 1995، كان من أكثر المطلوبين لدى إسرائيل, و تعرض لعدة محاولات إغتيال من قبل إسرائيل، آخرها في مايو 2021 أثناء عملية سيف القدس.
توفيت زوجته وطفله الرضيع وابنته في هجوم إسرائيلي عام 2014.
أضافته الخارجية الأمريكية على قائمتها للإرهابيين العالميين في 8 سبتمبر 2015.
وُلد محمد دياب إبراهيم المصري عام 1965 بمدينة خان يونس في قطاع غزة، لأسرة فلسطينية مهجرة من قرية القبيلة ضمن الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد حرب 1948.
استقرت الأسرة في مخيم خان يونس حيث وُلد الضيف. بسبب الظروف الاقتصادية لأسرته، اضطر الضيف للعمل مبكراً لمساعدة والده، الذي كان يعمل في محل للغزل.
درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وفي تلك الفترة برز طالباً نشيطاً في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح. بعد تخرجه، أسس مزرعة دواجن صغيرة، ثم حصل على رخصة قيادة لتحسين دخله.
تشبّع الضيف في فترة دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي، فانضمّ إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية.
عام 1990 انضم الضيف لحركة حماس بمساعدة يحيى عياش وعدنان الغول، الذين كانوا زملائه في ذلك الوقت.
في عام 1994، أشرف الضيف على عدة عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان وشاهار سيماني وآريه فرانكنثال، وبعد اغتيال يحيى عياش -أحد أهم رموز المقاومة- في 5 يناير 1996، خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقاماً للرجل، أوقعت أكثر من 50 قتيلاً إسرائيلياً.
اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو 2000، لكنه تمكّن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى التي اعتبرت نقطة تحول نوعية لكتائب القسام.
أصبح الضيف قائداً لكتائب القسام في 2002، بعد اغتيال صلاح شحادة في غارة إسرائيلية. ثم اغتالت إسرائيل الجعبري في 14 نوفمبر، في بداية العملية العسكرية على قطاع غزة عام 2012، التي أطلقت إسرائيل عليها اسم “عمود السحاب” واستمرت ثمانية أيام.
وبعد اغتيال الجعبري، الذي كان نائب الضيف وقائداً تنفيذياً يُشرف على العمل العسكري، تم الإعداد لترتيبات جديدة في تشكيلات القسام أعدها الضيف، ولكنها “سرية جداً”، حسبما نقل موقع فرانس 24 عن مسؤول كبير في حماس.
وحسب هآرتس، فإن الضيف أشرف على مشروع حفر شبكة الأنفاق في غزة، مشيرة إلى علاقات سابقة له مع محمد دحلان الذي كان يعيش في خان يونس، ومسئولية الضيف عن عشرات العمليات المسلحة، سواء في المدن الإسرائيلية أو في مستوطنات غزة عند بداية الانتفاضة الثانية، لافتة إلى اتهامات ضده لمسئوليته عن مقتل 3 مستوطنين في هجوم على مستوطنة إيلي سيناي عام 2002، ومسئوليته عن تفجير قارب صيد ومقتل جنديين، وعملية قتل 5 مستوطنين من المدرسة الدينية في مستوطنة گوش قطيف وغيرها من العمليات التي قتل فيها إسرائيليون.
محاولات اغتياله
نجا محمد الضيف من خمس غارات جوية إسرائيلية تسببت له في إصابات خطيرة وإعاقات.
على الرغم من التقارير الأولية عن مقتله في غارة جوية إسرائيلية في 27 سبتمبر 2002، أكد مسؤول في المخابرات الإسرائيلية أنه نجا من الهجوم.
اغتيل كبير مساعديه، عدنان الغول في غارة إسرائيلية في 21 أكتوبر 2004.
في الساعات الأولى من صباح 12 يوليو 2006، قصفت طائرة إسرائيلية من طراز إف-16 بقصف منزلاً تزعم إسرائيل أنه يضم اجتماعاً لقادة رفيعي المستوى من حماس.
ونجا الضيف من الانفجار لكنه أصيب بجروح بالغة في العمود الفقري.
بعد هذا الحدث أصبح أحمد الجعبري قائداً بالإنابة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
في أغسطس 2014، شن الطيران الإسرائيلي غارة على منزل بحي الشيخ رضوان في مدينة غزة[16] أسفرت عن استشهاد إحدى زوجات الضيف (وداد، 27 عاماً)، وابنه علي (7 أشهر) وابنته سارة (3 أعوام)، بالإضافة لثلاث مدنيين.
في أبريل 2015، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مصادر استخباراتية أن الضيف نجا من محاولة الاغتيال.
أثناء عملية حارس الأسوار في مايو 2021، أفادت التقارير أن الجيش الإسرائيلي حاول قتل الضيف مرتين في أسبوع واحد، لكنه هرب في اللحظة الأخيرة في المرتين.
ومن بين الأسباب التي دفعت إسرائيل لتمديد أو لإطالة عمليتها على غزة، حارس الأسوار، كانت محاولة استهداف محمد الضيف، وهو ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية.
وكانت القناة 13 العبريت قد ذكرت، مساء 22 مايو، أن الجيش الإسرائيلي حاول اغتيال قائد كتائب القسام، محمد الضيف أكثر من مرة، دون جدوى، خلال الحرب نفسها على القطاع، وهو ما دفع بالقيادة السياسية إلى طلب المزيد من الوقت لاغتياله، وإطالة أمد الحرب على غزة.
أثناء عملية حارس الأسوار، كانت صورة محمد الضيف على رأس وسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة بالعبرية، حيث تصدرت صورته تلك الوسائل، بشكل أساس، وكأن الضيف هو من يدير تلك الحرب ضد إسرائيل. وغير مرة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد أهدافه الأساسية قتل كبار قادة حركة حماس، وتمت تسمية محمد الضيف، على وجه الخصوص كهدف محتمل، بل على رأس قائمة الاغتيالات الانتقائية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
إقرأ أيضاً: سوريا توجه تحذيراً لاسرائيل وتكشف عن سفارات جديدة ستعود الى دمشق