ليلة بالشاليه.. قصة صبية سورية ومتحرش
«بدكن تفضحونا، امسحولي هالمحادثات كلها لشوف، الله يلعن الفيس وساعتو»، انتفضت السيدة الخمسينية بغضب واضح، رافضة كل محاولاتي أخذ سكرين شوت عن محادثات ابنتها مع أحد المتحرشين عبر الفيسبوك لفضحه، رغم كل وعودي لها بأني سأموه الأسماء ولن يتم اكتشافها أبداً.
“عليا” 29 عاماً (اسم مستعار) كانت قد تعرضت لتحرش مباشر من خلال ماسنجر فيسبوك، تروي التفاصيل لـ”سناك سوري”: «فاجأني المتحرش بعرض غريب، حين سألني إن كنت قد حصلت على قسيمة غذائية سابقاً من أحد المؤسسات، فقلت له لا، ثم عرض عليّ قسيمة شهرية بقيمة نحو 100 ألف ليرة، أستطيع شراء مواد متنوعة فيها من أحد المولات بمدينتي، وانتهى الحديث هنا بعدما أبديت موافقة وشكراً له».
«كان عرضاً مغرياً في ظل الظروف المعيشية الحالية»، تقول “عليا” وتضيف: «منعني الخجل من إعادة تذكيره، وقلت في نفسي فليبادر هو، وبالفعل كانت الـ1 بعد منتصف الليل حين أرسل إليّ التفاصيل، عنوان المكتب الخاص به وأخبرني بأنه مدير في تلك المؤسسة وقال إنه ينتظرني باليوم التالي».
استمرت المحادثة بأمور روتينية، وفق “عليا”، مضيفة أنه فاجأها بسؤال إن كانت مرتبطة أو متزوجة، فأجابته بالنفي، تضيف: «هنا قال لي إنه يعيش في شاليه وطلب مني زيارته ليلة واحدة، ذُهلت واعتذرت، فقال لي إنه لن يجبرني على شيء وليكن مشوار وتسلية لا أكثر».
رفضت “عليا” العرض وخاب أملها وتبدت أحلامها بعد أن تم ابتزازها من قبل متحرش مقابل توفير بعض الاحتياجات الأساسية لها.
هذه الحادثة التي روتها الشابة ليّ مصادفة، شغلت بالي كصحفية وكسيدة، فأردت تسليط الضوء عليها، وفشلت كل محاولاتي مع “عليا” لإقناعها القبول بمنحي “لقطة شاشة” عن المحادثة التي رأيتها بعيني وقرأت تفاصيلها التي لم نستطع ذكرها كلها أعلاه،
وبعد إلحاح مني قالت فلنسأل والدتي، التي تعاملت مع الأمر حين طلبناه منها بمنتهى العصبية والغضب، ورأت أن الحل الأفضل بالتستر على المتحرش خوفاً من الفضيحة، في الوقت الذي من المفترض أن المتحرش هو من عليه الخوف والشعور بالرعب، لكن للأسف يبدو أننا دائماً نمنحه سبباً ليستمر في فعله مع صبايا أخريات، قد يكنّ ضحايا ظروفهنّ وقلة خبرتهنّ بالحياة لاحقاً.
سناك سوري-وفاء محمد
اقرأ ايضاً:تصاعد وتيرة العنف في درعا.. 9 قتلى حصيلة يومين من الاغتيالات والهجمات المسلحة