بعد المتوسط والأحمر إلى أين ستصل “حرب السفن التجارية” بين طهران وتل أبيب؟
أظهرت القائمة التفصيلية للهجمات التي تعرضت لها سفن شحن وناقلات إيرانية عدة جوانب لافتة، منها أن ناقلة تدعى “سراب” تعرضت للهجوم مرتين في البحر الأحمر في عام 2020.
وبيّنت المعلومات التفصيلية أن الناقلة “لوتس” هي الأخرى تعرضت للهجوم مرتين، الأولى في البحر الأحمر نهاية عام 2020، والثانية في البحر المتوسط مطلع عام 2021.
والأمر ذاته حصل لسفينة الحاويات “سراب”، حيث هوجمت في البحر الأحمر في يوليو من عام 2019، وتعرضت في مارس 2021 إلى هجوم آخر، وهذه المرة في المتوسط.
ومن ذلك نرى أن ما يمكن وصفها بـ “حرب الناقلات والسفن التجارية” بين إسرائيل وإيران تصاعدت في العامين الأخيرين، وربما هي مرشحة للمزيد مع ديمومة التوتر ببين الطرفين ورغبة كل منهما في إصابة الآخر في مقتل.
وعلى الرغم من أن مثل هذه الهجمات اقتصرت حتى الآن على حوضي البحر الأحمر والمتوسط، إلا أن عدم وقف “المواجهات السرية” النشطة بين الطرفين، تفتح الطريق إلى إمكانية امتداد “حرب السفن التجارية” إلى بحار ومحيطات أخرى، فيما يشبه البديل عن المواجهة العسكرية المباشرة، التي قد تعرض الأمن والاستقرار العالميين برمتهما للخطر.
ويبدو أن تربص كل طرف بالآخر، أصبح نوعا من السياسة الدفاعية، الهادفة إلى ردع الخصم ومحاولة دفعه إلى الانكفاء، أو على الأقل عدم توجيه أسلحته مباشرة إلى أرضه.
مثل هذه السياسة على كل حال خطرة للغاية، إذ أن الطرفين بدأا في تجاوز الخطوط الحمراء ما يوفر أرضية مناسبة لانفجار لا تحمد عقباه مع إصرار البلدين على توسيع نفوذه الإقليمي، وغياب أي هامش لحلول وسط بينهما، علاوة على تناقش مصالحهما تماما.
كل ذلك يشير إلى أن المواجهة السرية بين الطرفين ستتواصل، وقد تتوسع حرب الناقلات السرية وتتحول إلى حرب معلنة وشاملة يستنزف كل طرف من خلالها غريمه، بأسلوب انتقامي الهدف الرئيس منه، تجنب حرب مباشرة قد تكون مدمرة لكامل المنطقة، وخاصة في ظل ظروف عالمية معقدة واستثنائية نتيجة جائحة كورونا المتواصلة منذ عامين تقريبا.
المصدر: RT