قرار بالإفراج المشروط عن أقدم سجين عربي في أمريكا
أوصت لجنة قضائية في كاليفورنيا بالإفراج المشروط عن “سرحان سرحان” المتهم بقتل المرشح الرئاسي روبرت كيندي بعد 53 عاماً من سجنه وبعد أن دعا اثنان من أبناء كينيدي إلى إطلاق سراحه، ونقلت شبكة CNN مساء الجمعة أن لجنة من شخصين تنظر في قضية سرحان البالغ 77 عاما من عمره قررت التوصية بالإفراج المبكر عنه، لكن القرار النهائي يعود لحاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم.
وكان السناتور روبرت ف. كينيدي في فندق Ambassador بمدينة لوس أنجلوس صباح يوم 5 يونيو 1968 ، بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية في اليوم السابق في كاليفورنيا. وفي لحظتها قام سرحان بإفراغ ثماني رصاصات من مسدسه في جسد كيندي كانت كافية لقنله على الفور وأقر سرحان في لقاء أجره معه الصحفي الريطاني “ديفيد فروست” عام 1989 أن سبب قتله لكيندي هو دعمه اللامحدود لإسرائيل وسعيه لإرسال 39 طائرة مقاتلة من طراز F-4″ إلى “إسرائيل” في حال فوزه بعد أقل من عام على حرب يونيو 1967 بين إسرائيل وجيرانها العرب وعندما سُئل سرحان عن شعوره حيال الصراع في الشرق الأوسط اليوم، انهار باكيا ولم يستطع التحدث مؤقتًا.
وفي يوم 7 نيسان (أبريل) من العام 1969، أدين سرحان بجريمة القتل العمد والاعتداء بنية القتل، وحكم عليه بالإعدام في غرفة الغاز. لكن تم تخفيف هذه العقوبة إلى مدى الحياة في 8 أب أغسطس 1970 عندما حظرت المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا عقوبة الإعدام لفترة وجيزة في عام 1972.وقدم محاموه 15 طلباً للإفراج المبكر عنه ولكنها قوبلت جميعهاً بالرفض، بما فيها طلب تقدم به الزعيم الراحل “ياسر عرفات” أثناء مشاركته في مؤتمر كامب ديفيد بواشنطن عام 2000 لرفضه الإقرار بالذنب أمام المحكمة.
وفي جلسة الإفراج المشروط الأخيرة له في عام 2016، خلص المفوضون بعد أكثر من ثلاث ساعات من الشهادة المكثفة إلى أن سرحان لم يُظهر الندم الكافي أو فهم فداحة جريمته.وهو السبب الذي استدعى تمديد فترة سجنه الطويلة كما أشارت صحيفة “لوس أنجلوس”.
وتعرض سرحان أقدم سجين عربي في العالم داخل سجن “سان دييغو” لعدة محاولات قتل من بعض السجناء العنصريين نقل في إحداها في أيلول سبتمبر 2019 إلى المستشفى بعد أن تلقى طعنه من سجين داخل الزنزانة التي يقبعان فيها.
وينتمي “سرحان بشارة سرحان” إلى عائلة مسيحية فلسطينية وولد في بلدة الطيبة- قضاء رام الله في 19 آذار مارس 1944 هاجر مع والديه وأخوته الأربعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد النكبة عام 1956 بتأشيرة خاصة كانت تمنح للاجئين الفلسطينيين وكان عمره 12 عاماً، ومارس هناك العديد من الأعمال البسيطة كالبيع في المتاجر الكبرى أو العمل بمضمار سباق حيث كان يتمنى أن يصبح فارسا وهو ما لم يتحقق أبداً.
أ.ب