السبت , نوفمبر 23 2024
مكب نفايات يهدد مياه الشرب بالتلوث في مشتى الحلو

مكب نفايات يهدد مياه الشرب بالتلوث في مشتى الحلو

مكب نفايات يهدد مياه الشرب بالتلوث في مشتى الحلو

يشتكي سكان ناحية “مشتى الحلو” التابعة لمحافظة “طرطوس”، من وجود مكب للنفايات بات كالسرطان الذي تحول لمصدر خطر على صحتهم، فهو يتربع على أحد سفوح جبالها في منطقة تدعى “القشعات”، الذي تملؤه أشجار الصنوبر وقريب جداً من مصادر المياه التي تغذّي البلدة، وأنهم حاولوا مراراً وتكراراً تقديم شكوى لترحيله.

ولتجنب وقوع كارثة بحق الطبيعة والإنسان، أقدم عدد من الأهالي على تقديم شكوى لبلدية “مشتى الحلو”، لترحيل النفايات إلى مكان آخر، بعيداً عن المناطق السكنية ومياه الشرب، وهم لايزالون حتى اليوم ينتظرون الحل، بينما يقول “جورج متري” 35 عاماً، وأحد سكان البلدة في حديثه مع سناك سوري: «إذا استمر الوضع هكذا، سوف تزول مشتى الحلو عن الخارطة السياحية “بسوريا”، وهذا سينعكس سلباً على المنطقة، لأن اعتمادنا الكبير هنا على السياحة، ونطلب من البلدية أن تجد محطة ترحيل، قبل حدوث كارثة بيئية محتملة».

مكب نفايات يهدد مياه الشرب بالتلوث في مشتى الحلو
مكب النفايات

وبحرقة تحدث “أكرم حدّو” 25 عاماً عن معاناتهم قائلاً: « منذ سنوات ونحن نعاني من هذه المشكلة، ونناشد رئيس البلدية والمحافظ لنقل هذا المكب إلى مكب الهدّة، لأن كل محافظة “طرطوس” تقوم بترحيل النفايات إلى ذلك المكب إلّا مشتى الحلو، فمن المعيب تواجد مكب للنفايات في أعلى جبل بناحية “مشتى الحلو”، بين أشجار الصنوبر وبالقرب من بئر المياه الذي يغذّي المنطقة».

لا تسمم بالمياه بعد، لكن الخطر قائم- المركز الصحي

الخوف من تلوث مياه الشرب قائم لدى سكان البلدة لكن مصدر في المركز الصحي بالبلدة فضل عدم الكشف عن اسمه أكد لـ سناك سوري أنه حتى اليوم لم تراجع المركز أية حالة تسمم بسبب المياه، لكن المصدر لفت إلى أن الخطر قائم وأن هناك خشية أيضاً لدى السكان من تلوث الهواء وانتشار الأوبئة والجراثيم.

المكب متواجد منذ عام 1995 تقريباً، ويتم وضع نفايات “مشتى الحلو” والقرى التابعة لها بالإضافة لنفايات الكفرون والقرى المجاورة في هذا المكب، حسب ما أوضحه مصدر في البلدية مشيراً إلى أن عدد القرى التي يتم ترحيل نفاياتها إلى هذا المكب 22 قرية و 10 مزارع، ويصل للمكب يومياً حوالي 25 طن من النفايات.

وعن قرب مصدر المياه من “مكب القشعات”، أشار المصدر الرسمي إلى أن المكب يبعد عن البئر الارتوازي الذي يغذّي “مشتى الحلو” حوالي 150 متراً، وعن محطة توليد المياه 100 متر، مؤكداً أنهم مدركون لحجم هذا الخطر، ويعملون على متابعة الموضوع، لترحيل النفايات على دفعات متتالية إلى محطة ترحيل، وكان من المفترض ترحيل النفايات إلى “وادي الهدّة” لكن للأسف هذا المكب لا يستوعب كميات إضافية، ومازالت البلدية تتابع المشكلة لإيجاد الحل المناسب.

 

مدركون لحجم هذا الخطر، ونعمل على متابعة الموضوع – مصدر رسمي في البلدية

يذكر أن المكب تعرض مؤخراً لحريق ضخم تم إطفاؤه والسيطرة عليه حتى لايمتد لمناطق أخرى ولكن بقيت النفايات تحترق مطلقة غازات سامّة في الجو، لا يمكن إيقافها إلا في حال نزول المطر.

حريق مكب القشعات في مشتى الحلو

وكان مواطنون في “صافيتا” القريبة من “مشتى الحلو”، قد احتجوا جراء التلوث في منطقتهم، وطالبوا بنقل معمل “وادي الهدة” لما سببه من تلوث في المياه الجوفية لقرى المنطقة إثر تسرب القمامة إلى مصادر المياه.

سناك سوري – روان ديوب

اقرأ ايضا: 4 أطفال ضحية احتراق منزلهم بغياب أهلهم في أشرفية صحنايا