الجيش السوري يواصل انتشاره غرب درعا ويستعد لدخول بلدتي مزيريب وتل شهاب
كشفت مصادر خاصة لـ”سبوتنيك” عن استعدادات الجيش السوري، لدخول بلدات مزيريب وتل شهاب بريف درعا الغربي، الملاصقة للحدود السورية الأردنية، فيما أكد مصدر أمني الانتهاء من تسوية أوضاع المسلحين والمطلوبين في بلدة (اليادودة)، وذلك بعد أيام قليلة من إغلاق ملف (حي درعا) البلد في المدينة.
وقال الرائد حمزة حمام، رئيس لجنة التسوية وقاضي الفرد العسكري بمحافظة درعا في تصريح لمراسل “سبوتنيك”: تم اليوم تسوية أوضاع 53 شخصاً (7 كم غرب مدينة درعا)، ليصبح إجمالي من تمت تسوية أوضاعهم خلال اليومين الأخيرين في البلدة 271 شخصاً بينهم مسلحين ومطلوبين وعسكرين فارين.
وأضاف الرائد حمام بأن “مركز التسوية في البلدة قدم تسهيلات كبيرة لكل من بادر إلى تسوية وضعه، حيث يقوم المسلحون بتسليم سلاحهم والتوقيع على تعهد بعدم القيام بأعمال من شأنها إثارة الفوضى والإرهاب، ومن ثم يحصل على وثيقة أمنية ويشطب أسمه من لوائح المطلوبين، في حين يتم منح العسكري الفار أمر ترك قضائي وتزويده بمهمة للإلتحاق بقطعته العسكرية بعد منحه مهلة 3 أشهر، وكذلك الأمر يتم تسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة العسكرية عبر معالجة وضعهم أمنياً ومن ثم إعطاءه مهلة لمعالجة وضعه تجنيديا”.
وعلى التوازي مع عمليات التسوية، قامت وحدات من الجيش العربي السوري والقوى الأمنية بنشر نقاط لها على جميع المحاور المحيطة ببلدة اليادودة لتأمينها بشكل كامل.
وقال مراسل “سبوتنيك” في درعا أن “الجيش نشر نقاطا هامة ضمن مواقع تطل على بلدات (المزيريب) و(طفس) والطرق المؤدية إلى البلدات المحيطة بـ (اليادودة)، وتأمين تلك الطرق بشكل كامل لاسيما أن تلك الطرق بقيت على مدى السنوات الماضية مرتعا للعصابات الإرهابية التي مارست جرائم الاغتيال وزرع العبوات الناسفة”.
كما بدأت وحدات من الجيش والقوى الأمنية عملية تفتيش وتمشيط لأحياء (اليادودة) بحثاً عن بقايا الأسلحة والعبوات الناسفة بهدف تأمين البلدة بشكل أكبر وتعزيز الحالة الأمنية فيها.
من جهتها، كشفت مصادر خاصة لمراسل “سبوتنيك” في درعا أن “الجيش يمم وجهه نحو بلدة (المزيريب) المحاذية لبلدة (اليادودة) والتي تعتبر بلدة هامة بموقعها الجغرافي والسياحي الهام كونها تحتضن بحيرة المزيريب المشهورة”.
ويأتي هذا التوجه بعد التوصل لاتفاق آخر في البلدة تم بين اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة درعا ووجهاء من البلدة لتنفيذ بنود تسليم السلاح وتسوية الأوضاع وانتشار نقاط الجيش وإجراء عمليات التفتيش ضمن أحياء البلدة، فيما تشير التوقعات أيضا إلى وجود قبول لدى المجموعات المسلحة في بلدة (تل شهاب) للخضوع لذات الاتفاق أيضا.
هذا وكانت وحدات من الجيش والقوى الأمنية برفقة عناصر من الشرطة العسكرية الروسية دخلت صباح الأمس إلى بلدة اليادودة غرب مدينة درعا بعد أيام قليلة من الانتهاء من تنفيذ اتفاق (درعا البلد)، وقامت برفع علم الجمهورية العربية السورية فوق عدد من الأبنية الحكومية ضمن البلدة تزامناً مع افتتاح مركز لتسوية الأوضاع في مدرسة (اليادودة للبنات) لتسوية أوضاع المطلوبين وتسليم السلاح ضمن البلدة.
وتعتبر اليادودة بوابة الريف الغربي لمحافظة درعا وشهدت خلال الفترات الماضية العديد من الأحداث الأمنية من قطع للطرقات وهجوم على بعض نقاط الجيش المحيطة بها وعدة عمليات اغتيال طالت مدنيين وعسكرين على الطرق المؤدية لتلك البلدة.
وفي عام 2013، بدأت بلدات ریف درعا الغربي الواقعة عند المثلث السوري الأردني مع منطقة االجولان التي یحتلها الجیش الإسرائیلي، بالخروج تباعا عن سیطرة الدولة السوریة، قبل أن یعاود سیطرته على المنطقة في عام 2018، دون الدخول إلى بعض البلدات أملا بتجنیبها العملیات الحربیة بعد التزام مسلحیها بتسویة أوضاعهم وتسلیم أسلحتهم، إلا أنهم ما لبثوا أن نكثوا بوعودهم منذ ذلك الحین.