الجمعة , أبريل 25 2025
شام تايمز

ادلب.. هل سيتكرر السيناريو؟

شام تايمز

ادلب.. هل سيتكرر السيناريو؟

شام تايمز

شهدت محافظة إدلب الواقعة شمالي غرب سوريا في الآونة الأخيرة اضطرابات أمنية كبيرة، جراء تصعيد المعارضة السورية المسلحة لوتيرة الأحداث في المنطقة، ومنذ مطلع شهر أكتوبر الحالي تداولت وسائل إعلام محلية وأجنبية أنباء تنم عن نية الجيش السوري في إرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهات جنوب وشرق مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
تأتي هذه الخطوات متزامنة مع الإعلان عن بدء الجيش السوري في تنفيذ غاراته الجوية والقصف الصاروخي على المواقع التي تتحصن فيها المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة تركياً وكذلك تم استهداف مواقع “هيئة تحرير الشام” و”جبهة النصرة” في أكثر من منطقة داخل محافظة إدلب وريفها.
ووفقاً للمراقبين الدوليين فإن الجيش السوري لا يتحرك لوحده على أرض الواقع، إذ رصدت كاميرات بعض وكالات الأنباء خلال شهر أكتوبر الجاري تحركات عسكرية وعمليات تمشيط يقوم بها الجيش التركي والعناصر التي يدعمها في شمال مدينة حلب وغيرها من المدن خاصة تلك التي تقع تحت سيطرة ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية.
وكذلك أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى منطقة تل أبيض في إتجاه الجنوب.
تنوع التواجد العسكري على خارطة الدولة السورية أدى إلى نشوب إشتباكات مسلحة بين الإرهابيين فيما بينهم، فقد راجت مؤخراً في وسائل الإعلام أنباء عن إشتباك مجموعة “هيئة تحرير الشام” مع مسلحين من “جنود الشام” و”جند الله” في منطقة جبل التركمان في محافظة اللاذقية.
كل ما تقدم سرده يؤكد جاهزية أغلب الأطراف المختلفة في الأزمة السورية، لخوض غمار دورة جديدة من الصراع المسلح، ويحاول الجيش السوري الخروج منها منتصرا في نهاية المطاف ليتخلص بشكل نهائي وحاسم من تواجد القوات الإرهابية على أرضه خاصةً في محافظة إدلب وفي جبال اللاذقية.
وحتى يتجهز الجيش بأفضل ما يكون للمعارك القادمة إستعان بقدرات حلفاءه الروس إذ شنت القوات الجوية الروسية غارات جوية عديدة، ففي يوم 24 أكتوبر من الشهر الجاري تم قصف مقرات “جبهة النصرة” في كل من سفوهن وكفرعويد والفطيرة و في جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وبذلك تم تحجيم الدوائر التي كان يتحرك فيها قادة المجموعات الإرهابية، بينما قام الجيش السوري من جانبه بقصف المسلحين مستخدماً المدفعية الثقيلة وذلك حتى يتسنى له كشف نقاط الضعف في المحاور الدفاعية للإرهابيين تمهيداً لاختراقها.
ومع إقتراب موعد المعارك الحاسمة طرح الكثيرين جملة من الأسئلة تتعلق أغلبها عما هي القوات التي ستجري العمليات العسكرية على أرض الواقع؟
وأيٍ من وحدات المشاة في الجيش سوف تشارك في الهجوم، وتم طرح هذه الأسئلة بناءً على ما توفر من معلومات في بداية أكتوبر الجاري عن وصول فرقة مهام خاصة إلى محور إدلب.
وكذلك نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو كشفت عن قيام جنود الفيلق الخامس بعمل مناورات عسكرية في إطار استعداداتهم للمشاركة في الاقتحام القادم.
وبالإضافة إلى ذلك يمكن مشاهدة دبابات T-90 ومدرعات BMP-2 التابعة لفرق خاصة سورية بعد وصولها إلى محيط مدينة تل رفعت شمال حلب، ومن المعلوم أنه توجد عدة وحدات تابعة للحرس الجمهوري في محيط مدينة معرة النعمان.

شام تايمز

وكانت تقارير صادرة عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ربطت مسألة إنشاء وتأسيس “الفيلق الخامس” بالشركة الأمنية الروسية الخاصة “فاغنر”، كما ربطت تلك الشركة الأمنية الروسية الخاصة بتدريب وتسليح فرق قتالية سورية ضاربة، من بينها “لواء االقدس”، الذي قاتل على جبهات حلب.

إذ تلقى هؤلاء الجنود تدريبات عسكرية من أعلى مستوى من قبل خبراء روس يتبعون ل”فاغنر”، فضلاً عن تلقيها لكامل عدتها و عتادها العسكري منهم، وشمل ذلك الأسلحة بنوعيها الخفيفة والثقيلة والذخيرة والبدلات العسكرية، بحسب تلك التقارير.

ويشير التقرير أن دور هؤلاء المقاتلون لم يقتصر على تلقي التدريبات العسكرية فقط بل تعداه إلى خوض بعض المعارك في بعض الأحيان جنب إلى جنب مع مقاتلي “فاغنر” في عمليات قتالية مشتركة.

فيما كان لدي “فاغنر” مستشارين عسكريين في عدد من الوحدات القتالية للتنسيق بشكل أفضل بين مقاتلي “فاغنر” والقوات السورية.

التجهيزات لمعركة فاصلة في جبهة إدلب فتح الباب أمام مسألة تقييم هذه القوات من حيث الجاهزية القتالية، والقدرة على إختراق دفاعات الإرهابيين في جبهات إدلب، حيث أجمع المراقبون على ثبات الأداء القتالي لهذه الفرق الخاصة، في أوقات سابقة ضد تنظيم داعش الإرهابي، خاصةً في معركتي تدمر، عام 2016 والرقة، عام 2017، بالإضافة إلى الهجوم الذي نفذوه في مدينة دير الزور في سبتمبر 2017م.

خلال الأعوام القليلة الماضية تم تنفيذ أغلب العمليات العسكرية ضد المسلحين بمشاركة مباشرة من مقاتلي فاغنر و خبراءهم العسكريين و من بين تلك العمليات تحرير مدينة تدمر في 2016 و 2017 و تحرير دير الزور في خريف 2017.

مقاتلي “فاغنر” في الضفة الشرقية لنهر الفرات، سبتمبر 2017. مصدر الصورة: حساب تويتر Muhammad

و وفقاً للمحللين الأمريكان فإن قوات فاغنر إلتقت مع عدة فرق خاصة تابعة للجيش السوري و هذه المعلومات تم تأكيدها ليس فقط من الجانب الأميركي إنما من قبل جملة من المصادر المستقلة الأخرى.

و من المعلوم أن قوات فاغنر في وقتنا الحاضر قامت بالانسحاب الكامل من كل الأراضي السورية، وبحسب خبراء روس فإن هذا الإنسحاب ربما يلقي بظلاله على الأوضاع الأمنية خاصةً في ظل التهديدات الأمنية و تواتر الأنباء عن إجراء عملية إقتحامية في القريب العاجل.

فهل سيتكرر مشهد تحرير تدمر ودير الزور قريباً في ادلب؟ فلننتظر ونر!

 

شام تايمز
شام تايمز