الجمعة , نوفمبر 22 2024
خلاف المفتي والأوقاف يخرج من الظلمات إلى النور

خلاف المفتي والأوقاف يخرج من الظلمات إلى النور

خلاف المفتي والأوقاف يخرج من الظلمات إلى النور

خرج الخلاف بين مفتي “سوريا”، “أحمد بدر الدين حسون” ووزارة الأوقاف، إلى العلن مؤخراً، بعد سنوات من مرحلة تصفها مصادر مطلعة لـ سناك سوري بأنها “سنوات شبه القطيعة” غير المعلنة.

المصادر تشير إلى أن الخلاف بين الطرفين عمره عدة سنوات وقد تطور مع صدور قانون الأوقاف الذي قلص صلاحيات المفتي لصالح الوزارة التي يرأسها من سنوات طويلها “محمد عبد الستار السيد”.

وساهم حديث المفتي “حسون” خلال عزاء الفنان الراحل، “صباح فخري”، بإظهار الخلاف بينه وبين الأوقاف للعلن، إذ قال “حسون” في فيديو تناقله ناشطون كثر عبر السوشل ميديا، إن خريطة “سوريا” موجودة في القرآن الكريم، بسورة «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ».

وواجه المفتي حملة انتقادات واسعة، خصوصاً من ناشطي المعارضة بوصفه محسوباً على الحكومة السورية، قبل أن تدخل وزارة الأوقاف على الخط بشكل غير مباشر، ويصدر المجلس الفقهي التابع لها بيانا مطولا قال إنه جاء «استجابةً للتساؤلات الكثيرة التي وردت إلى المجلس العلمي الفقهي حول ماتداولته بعض المواقع من تفسير مغلوط لسورة التين من القرآن الكريم»، دون أن يسمي المفتي “حسون” بشكل مباشر.

وجاء في بيان المجلس الفقهي: «قد تداولت بعض المواقع الإلكترونية مؤخراً مقطعاً يحرّف تفسير قول الله: (والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ويخرجه عن تفسيره الصحيح، فكان لابد من البيان أن المفسرين قد أجمعوا فيما ذكروه من تفسير الآيات أن الله تعالى يقسم بكل عظيم، ومنه ما خلق للإنسان مما ينفعه ويصلح حياته، وما جعل في التين والزيتون من نفع عظيم».

وتابع: «ثم أقسم بالبقاع المقدسة، ثم بيّن سبحانه أنه خلق الإنسان الذي هو المحور الأساسيُّ في الكون في أحسن تقويم، والمقصود به كل إنسان، وليس إنساناً مخصوصاً بعينه في زمان ما أو مكان ما؛ فإن هذه عصبية مقيتة حذّر الإسلام منها ونهى عنها، ثم تحدَّث سبحانه عن أطوار الإنسان وردِّه إلى (أسفل سافلين) والذي عبّر عنه في آيات أخرى ب: (أرذل العمر )؛ للضعف الذي يصيبه بعد القوة والكمال، أو بمعنى أن الإنسان يحط من مرتبته القويمة إلى أسفل سافلين عندما يخالف أوامر الله ويعرض عنها، وهذا حال يصيب كل إنسان في كل مكان وفي كل زمان، ولا علاقة له ببلاد الشام أو غيرها من المسميات القطرية التي تتغير من زمان لآخر».

واعتبر المجلس الفقهي في بيانه، أن «تفسير إعجاز الخلق بهذا المفهوم الضيق بعدٌ عن المقصد الإنساني الذي أراده الله في هذه السورة، وهو كلام لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم، كما أنه إقحام للدِّين في إطار إقليمي ضيق».

ودعا المجلس، للتأكيد على «ضرورة التمسك بالثوابت، وعدم الانجرار وراء التفسيرات الشخصية الغريبة التي لا تسعفها لغةٌ، ولا يقرُّها منطق أو برهان، والتي تخرق إجماع الأمة، وتكون سبباً في تفريق شملها وتساهم في شق صفّها ووحدة كلمتها، وأما فضل بلاد الشام فمعروف تثبته الكثير من الآيات والأحاديث الواضحة الصريحة ولا حاجة في إثباته لمثل هذه التحريفات ولي أعناق الآيات».

وختم قائلاً أن «منهج التفسير بالأغراض الشخصية أدى إلى ظهور التطرف في تفسيره من جهة أخرى؛ لأن منهج المتطرفين والتكفيريين إنما يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية».

وتساءل عدد من الناشطين السوريين، عن الأسباب التي دفعت المجلس لإصدار مثل هذا البيان الذي تضمن لغة حادة، متسائلين إن كانت العلاقات بين المفتي والوزارة مقطوعة للدرجة التي لا تسمح للطرفين النقاش حول الأمر وجها لوجه، دون نشر مثل هذا البيان.

بالتوازي مع بيان المجلس الفقهي التابع للاوقاف، استهدفت حملة واسعة الانتشار عبر السوشل ميديا، المفتي “حسون”، وقال رواد هذه الحملة، إن المفتي لم يعد مفتي “سوريا”، كون قرار التمديد له لم يصدر بمرسوم رئاسي، وقد انتهت ولايته منذ يوم الـ3 من تشرين الثاني الجاري، كما أنه تجاوز السن القانوني وبالتالي أصبح متقاعداً، بحسب المنشور الذي تداوله نسخ لصق عشرات الصفحات والمواقع المقربة من وزارة الأوقاف.

وكانت مواقع معارضة قد هاجمت المفتي “حسون”، وحرفت كلاماً قاله خلال مراسم تشييع الفنان الراحل “صباح فخري”، الأسبوع الفائت.

يذكر أن مكتب مفتي الجمهورية لم يعلق إطلاقاً على بيان الأوقاف أو الحديث المتداول عن تقاعده.

سناك سوري

اقرأ ايضاً:سوريا تستعيد مقعدها في الاتحاد العام للمنتجين العرب