اتهام لاجئ سوري تحول للمسيحية بتفجير ليفربول!
كشفت وسائل إعلام بريطانية تفاصيل مثيرة عن هوية الشخص الذي كان يحمل القنبلة التي انفجرت في ليفربول الأحد.
ووقع الانفجار عند الساعة 10:57 صباح الأحد، أمام مدخل مستشفى النساء في ليفربول، في وقت كانت فيه بريطانيا تحيي ذكرى ضحايا الحروب في مناسبة “أحد الذكرى”، وعلى بعد مسافة قصير من كاتدرائية ليفربول، حيث تجمع مئات الجنود وقدامى المحاربين وحشود لأحياء الذكرى.
وحسب صحيفة ديلي ميل، فإن عماد جميل السويلمين، الذي أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب أنه هو الذي كان يحمل القنبلة التي انفجرت في سيارة التاكسي خارج المستشفى، وأدت لمقتله، هو لاجئ يبلغ من العمر 32 عاما، وقدم نفسه للسلطات على أنه سوري. وكان قد أعلن في عام 2017 تحوله من الإسلام إلى المسيحية.
وكان السويلمين يستخدم اسم “إنزو الميني”، حيث كان يعتقد أن تغيير اسمه سيسهل حصوله على اللجوء في دول غربية، لكن رُفض طلبه للجوء في بريطانيا.
واعتقل عام 2014؛ بسبب حمله سكينا كبيرة في وسط ليفربول، بعد وقت قصير من رفض طلبه للجوء، الأمر الذي انتهى بقضائه عدة أشهر في مصحة للأمراض النفسية.
وحسب أصدقاء له، فإن السويلمين ولد لأب سوري وأم عراقية، وقضى معظم سنوات حياته في العراق، قبل انتقاله إلى بريطانيا، وكان يعمل كخباز بيتزا.
وقضى ثمانية أشهر تحت رعاية الزوجين مالكوم وإليزابيث هيتشكوت في منزلهما عام 2017.
وقال مالكوم هيتشكوت إنه التقى السويلمين عام 2015، وأبدى حينها رغبة في التحول للمسيحية.
وبحسب هيتشكوت، فإن سبب رفض طلبه للجوء مرتبط باحتجازه السابق، والمرتبط بدوره بمشكلاته النفسية.
وكان يحصل على دعم متطوعين مسيحيين ضمن شبكة كنائس تساعد طالبي اللجوء. وكان يقيم في مركز إيواء لطالبي اللجوء تديره شركة خاصة، قبل أن يستأجر مكانا آخر تعتقد الشرطة أنه استخدم لتصنيع القنبلة التي انفجرت الأحد.
وقال هيتشكوت إنه أصيب بالصدمة بعد سماعه بخبر التفجير، لأنه لم يعرف عن السويلمين سوى اهتمامه بسباق السيارات، وإنه كان قبل أشهر قد تحدث عن بدء دورة لتعلم صناعة الحلويات.
ويعكف محققو شرطة مكافحة الإرهاب والمخابرات الداخلية (إم آي 5) على دراسة دوافع الهجوم، وما إذا كانت مرتبطة بخلفية “إسلامية”. لكن ديلي ميل نسبت إلى مصادر أمنية قولها إن ظروف حالته النفسية تمثل محورا أساسيا لفهم دوافع التفجير.
وتقول الشرطة إن وصفها الحادثة بالإرهابية يعود لطبيعة الانفجار، وليس بسبب أيديولوجية الرجل الذي كان القنبلة، التي ما زالت قيد التحقيق.
وأظهر تسجيل فيديو من كاميرات المراقبة لحظة الانفجار، حيث تظهر السيارة وهي تتحرك ببطء أمام المستشفى، قبل أن تنفجر وتتصاعد أعمدة الدخان منها، فيما يهرع شخص لتفقد السيارة، قبل أن يظهر السائق وهو يهرب من السيارة التي اشتعلت فيها النيران.
ولم يُعرف المكان المستهدف بالانفجار، وهل هي كاتدرائية ليفربول الأنجيليكانية التي تبعد نحو نصف ميل، والتي شهدت إعلان تحول السويلمين للمسيحية؟
وقال مسؤول شرطة مكافحة الإرهاب في المنطقة، راس جاكسون، خلال مؤتمر صحفي الاثنين، إنه “لا يمكننا إقامة رابط” بين التجمع في الكاتدرائية وهذا الانفجار “في هذه المرحلة، لكنّها فرضية في التحقيق نستطلعها”.
وحسب ما نقل مقربون عن السائق ديفيد بيري، الذي نجا من الانفجار وأصيب بجروح فقط، فإنه نقل الراكب من عنوان في شارع راتلاند في ليفربول. ويُعتقد أنه كان يريد التوجه للكاتدرائية، لكن الطريق كانت مغلقة، فطلب التحول إلى وسط ليفربول، وعند المرور أمام المستشفى طلب التوقف.
وكانت شرطة مكافحة الإرهاب قد أعلنت، الاثنين، أنّ لديها أدلة “قوية” على أن المشتبه به هو عماد السويلمين، وذلك بعدما توصّل المحققون إلى إقامة رابط بينه وبين عنوانين كانت عمليات التفتيش فيهما لا تزال جارية الاثنين. وتعتقد الشرطة أنّه كان يقيم في العنوان الأول “منذ مدة”، وأنه استأجر مؤخراً العنوان الثاني الواقع في شارع راتلاند.
وفي هذا العنوان، تم “العثور على عناصر مهمة، وسيتوجب إجراء عمليات تفتيش إضافية اليوم من المحتمل أن تمتد إلى الأيام المقبلة”، وفق الشرطة التي أعلنت من جهة أخرى أنها نفّذت “احترازياً” عملية تفجير تحت السيطرة.
وفي إطار التحقيق، تمّ توقيف أربعة رجال، تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاما، بموجب قانون مكافحة الإرهاب. لكن تم إطلاق سراحهم لاحقا بعد التحقيق معهم، وقالت الشرطة إنها مقتنعة بصدق الإجابات التي قدمها الأربعة.
ووصف مسؤولون سياسيون وبعض الصحف سائق سيارة الأجرة ديفيد بيري الذي أصيب في الانفجار بأنّه “بطل”، لأنّه أتاح تجنّب سقوط قتلى.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال زيارة الى مركز طبي في لندن: “يبدو أنّ سائق سيارة الأجرة المعني تصرف بسرعة بديهة وشجاعة لا تصدق”.
وكتبت “ديلي ميل” أنّ الراكب أوحى له بأنّه يحمل شيئا “مثيرا للشبهة”، فأبقاه داخل السيارة التي أقفل أبوابها، قبل أن يلوذ بالفرار.
وقالت رئيسة بلدية ليفربول جوان أندرسون، في حديث مع “بي بي سي”: “تمكّن سائق سيارة الأجرة بفضل جهوده البطولية من درء كارثة رهيبة كان يمكن أن تقع في المستشفى”.
وأعطى راس جاكسون بعض التفاصيل حول الحادثة، وقال: “عندما اقتربت سيارة الأجرة من نقطة الإنزال في المستشفى، وقع انفجار داخل السيارة، وسرعان ما اجتاحتها النيران”.
وأضاف المسؤول الأمني: “اللافت للنظر أنّ سائق التاكسي هرب من السيارة، وعولج من إصاباته، وخرج الآن من المستشفى”.
والاثنين، رفعت بريطانيا مستوى التهديد الإرهابي إلى “حاد”، ويعني رفع مستوى التهديد من “عالٍ” إلى “حادّ” أنّ السلطات تعتبر وقوع هجوم إرهابي محتملا للغاية.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون، في مؤتمر صحفي، إنّ الهجوم الذي أدّى إلى مقتل المهاجم المفترض، هو تذكير بـ”ضرورة التزام كل منا باليقظة”، مؤكّداً أنّ “الشعب البريطاني لن يخيفه الإرهاب أبداً”. وأضاف: “لن نستسلم أبداً لمن يريدون تقسيمنا”.
وشدّدت وزيرة الداخلية بريتي باتيل على أنّ الهجوم هو الثاني خلال شهر، بعد مقتل النائب ديفيد أميس في كنيسة على بعد ستين كيلومترا من لندن. ووجّهت إلى المشتبه به تهمة القتل والتحضير لأعمال إرهابية.
وكالات
اقرأ ايضاً:إردوغان يهاجم اليونان.. ويتوعد أميركا!