الإثنين , نوفمبر 25 2024
أخطاء “غبية” كانت ستفجِّر مواجهة نووية.. 5 أحداث كادت تقضي على البشرية خلال الحرب الباردة

أخطاء “غبية” كانت ستفجِّر مواجهة نووية.. 5 أحداث كادت تقضي على البشرية خلال الحرب الباردة

أخطاء “غبية” كانت ستفجِّر مواجهة نووية.. 5 أحداث كادت تقضي على البشرية خلال الحرب الباردة

وصلت أمريكا والاتحاد السوفييتي في أكتوبر/تشرين الأول 1962 إلى حافة الحرب النووية خلال “أزمة الصواريخ الكوبية”. وقعت المواجهة على خلفية نشر صواريخ نووية في كوبا، على بُعد 90 ميلاً (145 كم تقريباً) فقط من الولايات المتحدة. ومع أنَّ المأزق انتهى بعد 13 يوماً شاقاً، لم تكن تلك هذه هي المرة الأولى أو الأخيرة التي تُوشِك فيها القوتان العظميان على التقاتل.

وفي السنوات التالية، وصولاً إلى انتهاء الحرب الباردة رسمياً عام 1991 بتفكك الاتحاد السوفييتي، أثار الجيش الأمريكي ونظيره الروسي حالة من الذعر الجماعي وبالكاد تجنَّبا إشعال الحرب العالمية الثالثة ما لا يقل عن خمس مرات، كما تقول مجلة The National Interest الأمريكية.

وفي حين يبدو بعض هذه الحوادث كما لو كان مأخوذاً من أفلام الكوميديا والخيال، فإنَّها حقيقية.. إليكم خمس مناسبات كاد خطأ غبي فيها يُنهي العالم بكرة نار نووية عملاقة.

1- تلك المرة التي فُعَّل بأمريكا نظام بث الطوارئ

في عام 1971، ومع أنَّ توترات الحرب الباردة قد هدأت مقارنةً بنقاط أوجها في بداية الستينيات، كانت الحرب في فيتنام لا تزال في ذروتها، وهو ما يفسر حالة الارتباك التي حدثت في 20 فبراير/شباط 1971، حين فُعِّلَ نشاط بث الطوارئ بطريق الخطأ في تمام الساعة 9:33 صباحاً في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتم على مدار الأربعين دقيقة التالية تعليق البرامج العادية المجدولة فيما كان المستمعون والمذيعون ينتظرون بفارغ الصبر إعلاناً من البيت الأبيض. ولحسن الحظ، كان الأمر مجرد خطأ، فلم تكن هناك صواريخ نووية متجهة نحو الولايات المتحدة، أو قوات عسكرية معادية تتقدم نحو الأراضي الأمريكية.

سلَّط الخطأ الضوء على بعض المشكلات في إجراءات نظام بث الطوارئ وتدابيره الوقائية؛ إذ اتبعت نحو 20% من وسائل الإعلام الإجراءات الصحيحة وعلَّقت بث البرامج المعتادة في حين أنَّ البقية إمَّا بدأت تعليق البث ثم عادت عن القرار أو تجاهلت الإنذار بالكامل وحسب. وبعدما أدرك مُشغِّلو “مركز إنذار الطوارئ الوطنية” في كولورادو خطأهم، بعثوا برسالة إلغاء، لكنَّهم فشلوا في استخدام الرمز الصحيح، لذا تسبب ذلك في إبطاء الأمور بعض الشيء.

2- ظنَّ الجيش الأمريكي في عام 1979 أنَّ المحاكاة التدريبية التي كان يقوم بها حقيقية وكاد يبدأ الحرب العالمية الثالثة

تُعرَف هذه الحادثة باسم “حادثة شريط التدريب”، وقد أظهرت الحواسيب الموجودة في “قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية” (نوراد) في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 ضربة نووية هائلة تستهدف مراكز القيادة والقوات النووية الأمريكية. تلقَّت مراكز التحكم في إطلاق الرؤوس النووية الأمريكية تحذيراً أولياً بأنَّ الولايات المتحدة تتعرَّض لهجوم واستعدت المقاتلات لاعتراض قاذفات العدو: الحرب العالمية الثالثة قد بدأت.

غير أنَّها لم تبدأ؛ إذ أُدخِل شريط تدريب واقعي بالخطأ في الحاسوب الذي كان يدير برامج الإنذار المبكر للبلاد. ولحسن الحظ، جرى اكتشاف الخطأ في غضون دقائق بعدما أظهرت البيانات الخام من الأقمار الصناعية وأنظمة رادار الإنذار المبكر عدم وجود صواريخ أو قاذفات معادية قادمة.

3- ثُمَّ، وبعد أقل من عام، حدث خلل حاسوبي آخر لدى الجيش الأمريكي

في الثالث من يونيو/حزيران 1980، تلقَّت قيادة الجيش الأمريكي تحذيراً بأنَّ الاتحاد السوفييتي قد شنَّ ضربة نووية. وكما كان الحال من قبل، سارع الجيش بإطلاق معدات الاعتراض، ووُضِعَت أطقم إطلاق الصواريخ في حالة الاستنفار القصوى، وجُهِّزَت القاذفات. محال أن يكون هذا خطأ آخر، أليس كذلك؟ خطأ.

لحسن الحظ، عُقِدَ على الفور اجتماع لتقييم التهديد وجرى مسح البيانات الخام مجدداً، ما أدَّى إلى اكتشاف عدم إطلاق صواريخ في حقيقة الأمر. واتضح أنَّ رقاقة حاسوبية في الشاشة قد تعطَّلت وتسببت في ظهور أعداد عشوائية لهجمات صاروخية على الشاشة!

4- تجنَّب قائد روسي نهاية العالم بعدم إخباره رؤسائه بشأن هجوم نووي محتمل

عند منتصف ليل 26 سبتمبر/أيلول 1983، دخل ملجأ سوفييتي مخصص لاكتشاف الصواريخ في حالة فزغ حين ضُرِبَ جرس الإنذار، مُشيرَةً إلى أنَّ الولايات المتحدة قد أطلقت 5 صواريخ باليستية عابرة للقارات نحو روسيا.

في الواقع، كان التحذير إنذاراً كاذباً نجم عن ظن السوفييت أنَّ بريق ضوء الشمس عبر الغيوم قرب ولاية مونتانا هو عملية إطلاق صاروخي. ومع أنَّ البروتوكول كان يتطلَّب إبلاغ الملجأ القائد السوفييتي الأعلى بأي إشارات تخص إطلاق صواريخ، كان العقيد ستانيسلاف بيتروف يعلم أنَّ الأقمار الصناعية عُرضة للأخطاء وقدَّر بالمنطق أنَّ أي ضربة نووية استباقية حقيقية ستتضمَّن مئات الصواريخ، وليس خمسة فقط. وبالنظر إلى التوترات العالية في كلٍّ من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، فإنَّ قرار بيتروف باتباع حدسه وعدم الإبلاغ ربما منع وقوع محرقة نووية.

5- عندما ظنَّ الاتحاد السوفييتي بعد بضعة أشهر مناورات تدريبية للناتو ضربةً استباقية

على الرغم من أنَّ ذلك لم يكن معروفاً على نطاق واسع حينها، كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في نوفمبر/تشرين الثاني 1983 أقرب إلى بدء الحرب العالمية الثالثة أكثر من أي وقتٍ منذ أزمة الصواريخ الكوبية. فخلال مناورات لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا، أُطلِق عليها مناورات “الرامي البارع 83″، نقل الجيش الأمريكي 19 ألفاً من قواته إلى المنطقة، ونقل عناصر قيادته، ورفع حالة التأهب، وهي كلها خطوات عادةً ما تُتَّخذ في زمن الحرب.

في الوقت نفسه، كان الاتحاد السوفييتي يفقد صوابه على الجهة الأخرى من الستار الحديدي. كان الجيش السوفييتي في حالة استنفار قصوى، وجُهِّزَت ترسانته النووية، وحضَّرت الوحدات في ألمانيا الشرقية وبولندا المقاتلات للإقلاع بسبب المخاوف من أنَّ مناورات الناتو كانت خدعة قبيل ضربة استباقية. وأبقت البلاد على مستوى الجاهزية ذاك حتى انتهت المناورات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني ذلك العام.

اقرأ ايضاً:قوة بريطانية تدخل التنف لزيادة عدد مقاتلي الفصائل المدعومة من “التحالف الدولي”