الخميس , أبريل 24 2025
شام تايمز
ام الزنار أقدم الكنائس السورية

“أم الزنار”.. أقدم الكنائس السورية المحفورة تحت الأرض تستعد لاستقبال زوارها.. شاهد!

شام تايمز

تستعد كنيسة “أم الزنار” لاستقبال زوارها من أنحاء العالم مع قرب انتهاء عمليات إعادة ترميمها من التخريب الذي لحق بها خلال سيطرة التنظيمات الإرهابية على المدينة القديمة في محافظة حمص، وسط سوريا.

شام تايمز

تعود كنيسة “أم الزنار” إلى فجر المسيحية في الشرق، وتعد من أقدم كنائس العالم، بناها القديس إيليا أحد تلاميذ السيد المسيح أواسط القرن الميلادي الأول تحت سطح الأرض، لتسهيل التعبد السري لأتباع الديانة الجديدة، حماية لهم من البطش الذي لاقاه معتنقوها على أيدي الإمبراطورية الرومانية آنذاك.

شام تايمز

وتتميز كنيسة السيدة العذراء، والتي تمت تسميتها بـ “أم الزنار” أواسط الخمسينيات من القرن العشرين، بوجود الذخيرة الأقدم للسيدة العذراء (الزنار) في العالم، وهو زنار حقيقي لثوب مريم العذراء تم حفظه في الكنيسة القديمة الواقعة في حي الحميدية بمدينة حمص القديمة.

يقول كاهن كنيسة السيدة العذراء “أم الزنار” للسريان الأرثوذكس، الأب زهري خزعل، لـ “سبوتنيك”: “يعود تاريخ الكنيسة القديمة إلى عام 59 ميلادي، كان يختبئ فيها المسيحيون قبل صدور مرسوم (ميلانو) وهي تحت الأرض بمسافة أكثر من سبعة أمتار، حيث بدأنا بترميمها عام 2007، ونتيجة الأحداث التي عصفت بالمدينة توقف العمل، وحالياً عدنا لترميمها”.

أقدم الكنائس السورية

وأضاف الأب خزعل: “تم اكتشاف قسم ثان فيها، وبسبب الانهيارات نعمل على ترميمه وإعادته كما كان وأجمل.. وحاليا يشرف مهندسون وآثاريون على العمل الذي ينصب على إظهار دور الكنيسة وجدران هذا المكان في إثبات وجود المسيحية مند آلاف السنين”.

وتقول المراجع التاريخية، إن معتنقي المسيحية عام 313 ميلادية شيدوا كنيسة صغيرة فوق الكنيسة القديمة المحفورة تحت الأرض، وفي 1825، قام المطران يوليوس بطرس بإعادة ترميمها وأشاد كنيسة كبيرة على 16 عموداً ضخماً.

وحتى خمسينيات القرن العشرين، كانت “أم الزنار” مقرا لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وبعد انتقال الكرسي البطريركي إلى دمشق العاصمة، باتت مقرا لأبرشية حمص وحماه وطرطوس، لتقوم مطرانيتها منذ مطلع القرن الحالي، على ترميم القسم التحت أرضي من الكنيسة بإشراف مهندسين سوريين مختصين، تمهيدا لافتتاحها أمام السياح والمؤمنين من كافة أنحاء العالم.

وتضم الكنيسة التاريخية “مقام الزنار” الذي يعرض فيه زنار السيدة العذراء، وفي (15 آب/ أغسطس) الذي يصادف عيد انتقال العذراء من كل عام، كانت الكنيسة تشهد حشودا ضخمة من كل أنحاء العالم نظرا للرمزية الكبيرة لزنار العذراء في قصة الانتقال.

وكشف الأب خزعل عن “أن العمل جار لإقامة مقام خاص بـ (الزنار)، ليصبح محجاً للمسحيين والمسلمين، تبعا للقيمة التاريخية للكنيسة، ولوجود أقدم ذخيرة للسيدة العذراء (الزنار) في العالم”، مضيفاً: “توجد أفكار أخرى للمقام، وسيتم تجهيز الكنيسة القديمة بمدخل مستقل بحيث يقوم الزائر بالتبرك من “الزنار”، ومن ثم الكنيسة القديمة، ليخرج من الجهة الأخرى حيث الكنيسة الجديدة”.

يؤكد كاهن كنيسة أم الزنار أن “أرض سورية مقدسة، لما أعطيت من كل شعوب العالم، وما أعطته للعالم، خاصة أن انطلاق المسيحية كان من أنطاكية السورية، لذلك نجد فيها الكثير من دور العبادة”، مستشهدا على ذلك بالقول: “في أيام الحكم الروماني وعدم السماح باعتناق الديانة المسيحية، كانت تقام الكنائس تحت سطح الأرض، و بعد مرسوم (ميلانو) واكتشاف خشبة الصليب عام 325 ميلادي، وقيام الملك قسطنطين بإقرار حرية الأديان في الإمبراطورية الرومانية، بدأ المهندسون السوريون (السريان) بناء كنائس غاية في الروعة، مثل دير سمعان العامودي، ودير مار إليان، وموسى الحبشي، وكنسية أم الزنار، وأيضا الجامع الأموي بدمشق الذي كان كنيسة، و كذلك الجامع الكبير في حمص القديمة”.

سبوتنيك

اقرأ أيضا: مصاب بأعراض ما قبل الخرف.. مخاوف جدية على صحة الملك السعودي

شام تايمز
شام تايمز