رصاصة الجندرما تنهي حياة شاب سوري بعد لحظات من فرحته بقرب دخول تركيا
على مسافة أمتار قليلة من تحقيق غايته، رفع الشاب محمد أصابع النصر مستبشرا بوصوله إلى بر الأمان بعيدا عن بلاده “البائسة”، لكن رصاصة عناصر حرس الحدود التركي (الجندرما) حالت بينه وبين غايته وأنهت حياته بالقرب من الجدار الحدودي الذي يعيق وصول الكثيرين، ليكون ضحية جديدة من أولئك المدنيين الفارين من جحيم الحياة في الشمال السوري.
وقتل الشاب محمد تيسير رزوق أول أمس، المنحدر من بلدة كفردريان شمال إدلب جراء إصابته برصاص عناصر حرس الحدود التركي (الجندرما)، أثناء محاولته اجتياز الجدار الحدودي للدخول إلى الأراضي التركية من منطقة حارم شمال غرب إدلب.
محمد رزوق : فرحة لم تكتمل وحلم ثمنه الروح
ونشر الناشطون تسجيلا مصورا يظهر اللحظات الأخيرة للشاب محمد وهو يلوّح بيديه ويرفع (أصابع النصر) استعدادا لمغادرة آخر الأمتار في الشمال السوري باتجاه تركيا، لتكون تلك تحيته الموثقة بعدسات رفاقه، وداعية لحياته وطموحاته المتمثلة بالبحث عن فرصة عيش آمنة بعض الشيء وفيها ما يغني حاجته.
ولا شك أن الحادثة أثارت حزنا وغضبا على مواقع التواصل الاجتماعي كونها تعد انتهاكا جديدا تجاه المدنيين الساعين لعبور الحدود التركية طمعا بحياة مختلفة عن الواقع المرير في إدلب وأرياف حلب الذي رسمته ظروف الحرب الطويلة وما خلفته من مآسي الفقر والتشرد والمستقبل القاتم لعشرات آلاف الشبان.
وكانت قوات حرس الحدود التركي (الجندرما) قتلت في نيسان الماضي، 3 مدنيين بينهم امرأة، على الحدود السورية – التركية من جهة ريف إدلب، اثنان منهم لقيا حتفهما جراء الضرب المبرح من قبل حرس الحدود.
وبحسب إحصائية غير رسمية لمنظمات محلية فإنه قتل ما لا يقل عن 500 مواطن سوري خلال السنوات الخمس الماضية على الحدود برصاص “الجندرما”، والتي تنتشر في مخافر ونقاط عسكرية على طول الجدار الفاصل بين سوريا وتركيا.
اقرأ ايضاً:“إسرائيل” تتحدث عن “حرب إيران الأولى”: الهجوم سينطلق من 6 جبهات أحدها سوريا