لهجة الخطاب بين روسيا والدول الغربية تزداد حدة يوما بعد يوم، حتى أن رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بدأ يحذر من حرب محتملة في أوروبا بينما يتحدث الروس عن تحرك للدفاع عن الأمن القومي في حال لم يكن “الردّ إيجابيا”.
لم يستبعد رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا زبيجنيو راو من “اندلاع حرب في أوروبا”. وذلك مع بدء مباحثات في فيينا بشأن خفض التوترات بين روسيا والدول الغربية.
وأشار راو، الذي يشغل منصب وزير الخارجية البولندية، إلى حشد القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية. وقال ” يبدو أن خطر اندلاع حرب في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أكبر من أي وقت خلال الـ30 عاما الماضية”.
ودافع عن استخدام المنظمة لخفض التوترات الإقليمية، وذلك في أثناء حديثه أمام الدول الأعضاء الـ57، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة .
ويأتي هذا الاجتماع بعد إجراء مباحثات أزمة بين أمريكا وروسيا في جنيف الاثنين الماضي، وعقد اجتماع نادر بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا في بروكسل أمس الأربعاء.
في المقابل، قال مبعوث روسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلال اجتماع للمنظمة اليوم الخميس (13 يناير/ كانون الثاني 2021)، إن موسكو ستتحرك للدفاع عن أمنها القومي إذا لم تتلق “ردا إيجابيا” من الغرب على مطالبها الأمنية.
وكتبت البعثة الروسية إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على تويتر نقلا عن المبعوث ألكسندر لوكاشيفيتش “إذا لم نسمع ردا إيجابيا على مقترحاتنا خلال إطار زمني معقول واستمر السلوك العدواني تجاه روسيا، فسيتعين علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التوازن الاستراتيجي والقضاء على التهديدات غير المقبولة لأمننا القومي”.
ويعتقد الناتو أن حشد عدد كبير من القوات الروسية على الحدود يمثل تهديدا أمنيا على أوكرانيا. في حين ترى موسكو أن توسع الناتو يمثل تهديدا عليها، وطالبت بتعهدات بعدم حصول دول مثل أوكرانيا وجورجيا على العضوية في المستقبل.
وقال راو إن الأزمة الحالية تمثل ” تحديا لاستقرار وأمن النظام الأوروبي”. وأضاف أن المنظمة تعد المنصة الحقيقية لمناقشة المشاكل الأمنية لبعض الدول، وتدشين إجراءات لبناء الثقة، وذلك دون الاشارة بصورة مباشرة لموسكو وواشنطن.
يشار إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هي المنتدى الأمني الإقليمي الوحيد الذي تجلس فيه الولايات المتحدة وروسيا بانتظام على نفس الطاولة.
كما يراقب مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الوضع في شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه جزئيا انفصاليون موالون لروسيا تدعمهم موسكو.
وقال مايكل كاربنتر، ممثل الولايات المتحدة لدى المنظمة إن المنظمة يمكن أن تثبت أنها المكان المثالي لتخفيف التوترات.
وأضاف” فقط في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يمكننا أن نجلس سويا على نفس الطاولة، جميع أصوات الدول الـ57 الأعضاء متساوية، لمناقشة سبل تعزيز الأمن في الحفاظ على المبادئ والالتزامات الاساسية، ويشمل ذلك احترام السيادة والوحدة الإقليمية للدول الأعضاء، وحدود كل دولة، وعدم استخدام القوة أو التلويح باستخدامها”.
(أ ف ب، رويترز)
اقرأ أيضا: مسؤول في مفوضية اللاجئين: عودة السوريين إلى وطنهم غير ممكنة حاليا