الجمعة , نوفمبر 22 2024
ميركل ترفض أول عرض عمل لها بعد

ميركل ترفض أول عرض عمل لها بعد 16 عاماً من زعامة ألمانيا

أفادت وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”، الأربعاء 19 يناير/كانون الثاني 2022، بأن المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، رفض عرض عمل مقدماً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ويتعلق الأمر بترؤس مجلس استشاري رفيع المستوى كجزء من مشروع إصلاحي للأمم المتحدة.

فقد نقلت الوكالة، عن بيان صادر عن مكتب المستشارة الألمانية السابقة، قولها إن ميركل شكرت غوتيريش، في مكالمة هاتفية أجرتها معه، الأسبوع الماضي، على الفرصة التي قدمها لها، لكنها قالت إنها لن تقبل العرض.

في حاجة للراحة

ميركل، التي كانت أول مستشارة في ألمانيا، والتي شغلت أعلى منصب بالبلاد لمدة 16 عاماً تقريباً، لم تطلب إعادة انتخابها في عام 2021، وقالت بعد ترك المستشارية إنها لن تشارك في السياسة النشطة بعد الآن.

كانت المستشارة الألمانية أكدت حاجتها للراحة، حيث ترغب في التمتع باستراحة للتفكير في الأمور التي تثير اهتمامها، مضيفةً أنه لم يكن لديها خلال الأعوام الـ16 الماضية، “الوقت الكافي للقيام بذلك”.

عن أول يوم بدون لقب المستشارة، قالت ميركل: “سأحاول أن أقرأ، إلى أن أشعر بالنعاس ثم أخلد إلى النوم، وبعدها نرى ماذا سيحدث”، بحسب إعلام محلي.

كما أشارت ميركل إلى نيتها عدم قبول أول عرض يوجَّه لها بعد ترك المنصب، “بدافع الخوف من الفراغ أو تراجع الاهتمام بها”، على حد تعبيرها.

ماذا فعلت ميركل في أيامها الأخيرة؟

يقول موقع Deutsche Welle الألماني إنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، فعلت ميركل أشياء كثيرة للمرة الأخيرة بوصفها مستشارة: المشاركة للمرة الأخيرة في جلسة للبرلمان الألماني “بوندستاغ”، ورئاسة مجلس الوزراء الألماني للمرة الأخيرة، أو حتى المشاركة في اجتماع الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات الألمانية؛ للتباحث بشأن تدابير مواجهة وباء كورونا في البلاد. وتوديع الجيش الألماني لها بآخر استعراض موسيقي عسكري.

للمرة الأخيرة كانت المستشارة أنجيلا ميركل بعديد من عواصم العالم في الأسابيع القليلة الماضية. لم يبدُ عليها أي حزن. وعندما قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، في قمة مجموعة العشرين، إنه يأمل أن يرى ميركل كثيراً في إيطاليا مستقبلاً، “ربما في مناسبات أكثر استرخاءً”، ردَّت ميركل بأنها قريباً ستكون قادرة على أن تعيش حباً لإيطاليا بطريقة مختلفة تماماً “عندما أنهي فترة ولايتي مستشارة لألمانيا”.

ما تصوُّر ميركل عن فترة تقاعدها؟

تبدأ حياة جديدة لميركل في أول يوم لها كمستشارة سابقة. حتى الآن، ظلت تفاصيل هذه الحياة بعيدة عن الأضواء. في يوليو/تموز الماضي، وفي أثناء زيارتها لواشنطن، سُئلت ميركل عن تصوُّرها لفترة تقاعدها. وعلى الرغم من أنها كانت تستجيب مراوِغةً في مناسبات أخرى، فإنها كشفت هذه المرة أنها ستستمتع بأخذ قسط من الراحة ولن تقبل أي دعوات، مضيفةً أنه يجب عليها إدراك أنَّ مهامها السابقة “يقوم بها شخص آخَرُ الآن”، وتابعت: “أعتقد أن هذا سيعجبني كثيراً”.

وفي وقت فراغها المُستكشف حديثاً، أشارت المستشارة إلى أنها تريد التفكير في “ما يثير اهتمامي حقاً”. فقد كان لديها قليل من الوقت للقيام بذلك خلال السنوات الـ16 الماضية. وبابتسامة ماكرة، قالت المستشارة الألمانية السابقة، التي كانت -وقت طرح السؤال- قد حصلت للتوّ على الدكتوراه الفخرية من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية: “بعد ذلك، قد أحاول قراءة شيء ما، ثم أغلق عينيَّ لأنني متعبة، ثم سأنام قليلاً، لنرى بعد ذلك أين سأظهر”.

سبق أن استشرف فنان تصويري وآخر كاتب في أدب الجريمة، مستقبل ميركل. فقد قام أندرياس موهه بتصوير شخصية تمثل المستشارة في كثير من الهدوء، وفي أوضاع تظهر فيها وحيدة، وحوَّلها إلى معرض. من ناحية أخرى، يفترض الكاتب في أدب الجريمة ديفيد زافيير، أن ميركل ستصاب بالملل لدرجة الانفجار بسرعة دون جدول أعمالها المزدحم.

ميركل مع المستشار السابق هيلموت كول، الذي يعتبر والدها الروحي سياسياً

وفي روايته المثيرة للضحك “الآنسة ميركل”، يجعل زافيير “المستشارةَ السابقة” تشكو من الحياة الريفية الهادئة بعد انتقالها إلى بيتها الحالي المخصص للعُطَل في براندنبورغ. فقط المشي في الغابات والمرتفعات وتحضير الكعك؟ لا! وبشكل حر، واستناداً إلى روايات “الآنسة ماربل” البريطانية البوليسية التي كتبتها أغاثا كريستي، يتيح زافيير لميركل التعثر بقضية قتل والتحقيق فيها بحماسة.

كتاب “الآنسة ميركل” فكاهي، ينطلق من سؤال له ما يبرره، وهو: هل يمكن لشخص، كان جدوله مخططاً لعقود، من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل، وتحمَّلَ مثل هذه المسؤولية الكبيرة، أن يغادر بين ليلة وضحاها؟ قالت ميركل مؤخراً في برلين: “ما يفتقده المرء عادة، لا يلاحظه غالباً إلا عندما يفقده”.

كيف سيكون راتب ميركل التقاعدي؟

بلغت ميركل من العمر 67 عاماً في 17 يوليو/تموز 2021. لكن لا داعي للقلق من الناحية المالية. فبصفتها مستشارة اتحادية، تكسب حالياً 25000 يورو شهرياً. وإضافة إلى ذلك، يحق لها الحصول على ما يزيد قليلاً على 10000 يورو كعضو في البوندستاغ، الذي لاتزال عضواً فيه منذ أكثر من 30 عاماً. وعندما تترك ميركل وظيفتها، ستستمر بالبداية في تلقِّي راتبها لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصفه لمدةٍ أقصاها 21 شهراً كراتب انتقالي.

بالنسبة للمعاش التقاعدي اللاحق، سيتم حساب استحقاقات التقاعد المختلفة من عملها كمستشارة ووزيرة وبرلمانية في البوندستاغ مع بعضها البعض. تستفيد ميركل من أنها ظلت في الخدمة فترة طويلة جداً. ويمكن العثور على قواعد الحساب، بدقة تصل إلى خمسة منازل عشرية، في ما يسمى بـ”القانون الوزاري الاتحادي” لعام 1953. فبعد أربع سنوات على الأقل في المنصب، يحق للمستشارين الاتحاديين الحصول على 27.74% من رواتبهم السابقة. ومع كل سنة إضافية في المنصب، يزيد الاستحقاق بنسبة 2.39167% إلى أن يصل إلى حدٍّ أقصى يبلغ 71.75%.

نتيجة لذلك، يمكن أن تعتمد ميركل على معاش تقاعدي يبلغ نحو 15000 يورو شهرياً. كما يحق لها الحصول على حماية شخصية وسيارة مع سائق حتى نهاية حياتها. يضاف إلى ذلك مكتب بمبنى البوندستاغ في برلين وبه إدارة مكتب: وكيلان مساعدان وكاتب.

عربي بوست

اقرأ أيضا: رئيس جمهورية القرم: سوريا مستعدة لشراء ما يصل إلى مليوني طن من القمح سنويا