الإثنين , نوفمبر 25 2024
Map of the Middle East with Saudi Arabia, Iraq, and Iran in focus with bullets draped across

لمَن مفاتيح الشرق الأوسط؟!

لمَن مفاتيح الشرق الأوسط؟!

نبيه البرجي

الى متى، والى أين، هذا التزلج على الرياح…؟!

جو بايدن، الآتي من تلة الكابيتول، لا بد أن يفشل حين يحاول أن يلعب دور المهرّج، أو دور البهلوان، على المسرح الدولي، كما دونالد ترامب، الآتي من… لاس فيغاس.

الرئيس الأميركي يدرك أننا في عالم يتغير. لم يعد هناك دوايت ايزنهاور ليقود انزال النورماندي على وقع سنفونية «بحيرة البجع» لتشايكوفسكي، ولا فرنكلين روزفلت ليدفع بالاقتصاد الأميركي من التداعيات الكارثية للكساد الكبير، الى ادارة الأسواق العالمية عبر الـ New Deal .

الولايات المتحدة منهكة، ومثقلة بالأزمات. حتى كبار الفلاسفة، والباحثين في السوسيولوجيا السياسية، يحذرون من «القنبلة التي في ظهورنا». ذلك الجدار (جدار الكراهية) بين البيض كـ «منتجات الهية» والأجناس الأخرى كـ «حثالة بشرية تغتال، بأقدامها العارية، العبقرية الأميركية».

ثمة رجل في الكرملين يتقن اللعب داخل الرؤوس الأميركية. اذا نصّبتم الصواريخ في أوكرانيا وجورجيا، وحيث الخاصرة الروسية، سننصّب صواريخنا في كوبا وفنزويلا، أي عند أسوار البيت الأبيض…

حتى أن دنيس روس يصرخ، من مكان ما من سفر اشعيا «كيف يمكن أن تدعوا آية الله خامنئي يجرجرنا على أرصفة فيينا. هذه فضيحة، هذه فضيحة»، ليسأل ما اذا كانت هذه، حقاً، أميركا.

لن نذهب مع اصحاب الخيال الخشبي، الذين يتوقعون تفكك الأمبراطورية بين ليلة وضحاها. الياباني سايوناري كاواباتا وصفها بـ «حوذي الكرة الأرضية»، ولكن… «يا لهذا الحوذي المجنون»!

كل تلك الأضواء، كل تلك التعليقات، حول ايران «لكأن أمبراطورية قوروش عادت لا لانقاذ اليهود من السبي البابلي، وانما لتدع نصرالله يهددهم بالنزول الى الأقبية أو بالنزول الى القبور». (الحاخام شلومو بو طيح).

لماذا تبدو طهران كما لو أنها محور السياسات، والاستراتيجيات، الدولية؟ بونيت تالوار الذي سبق وشارك في المحادثات السرية مع ايران، لاحظ كيف أن اليمين هناك يذهب يساراً (نحو روسيا والصين)، وكيف أن اليسار يذهب يميناً (نحو أميركا وأوروبا).

هؤلاء هم حائكو السجاد (كما تجار الزعفران والكافيار). بموازاة مفاوضات فيينا «على الفحم الحجري»، وحيث يبدو جليّاً اللهاث الأميركي، مناورات في المحيط الهندي، وحيث بوابة الخليج بل وبوابة الشرق الأوسط، مع كل من روسيا والصين على مساحة 17000 كيلومتر مربع، مع تجربة الصواريخ المضادة للبوارج وللغواصات.

هذا ما يثير الضجيج (والقلق) في البنتاغون، الذي هو من يضغط باتجاه المفاوضات ليس فقط للحؤول دون آيات الله وامتلاك القنبلة النووية، بل وأيضاً لأغراض تتعلق ببلورة المعادلات الجيوستراتيجية في الهضاب الآسيوية. مفاوضات مع نصف الكرة الغربي ومناورات مع نصف الكرة الشرقي.

المخططون الاستراتيجيون مربكون «أين نحن في ردهة المفاوضات، فوق الطاولة أم تحت الطاولة؟ وماذا يمكن أن نقرأ في عيون المفاوضين الايرانيين سوى الرغبة في تسليمهم مفاتيح الشرق الأوسط»؟

فلاديمير بوتين سبق وقال ان النظام العالمي الجديد ينبثق من دمشق. ابراهيم رئيسي قال في الكرملين ما معناه «فليكن النظام الاقليمي الجديد»…. المنطقة، حتى اللحظة، تقف على ساق واحدة. حتى أن هناك في «اسرائيل» من يتحدث عن «أزمة في الرؤية». ربما «أزمة في الرؤيا»، ما داموا يتبعون خطى التوراة، وملوك التوراة. التزلج على الحرائق أم التزلج على الرياح؟

لماذا تحاول الأمبراطورية أن تدخل الى النظام العالمي المتعدد الأقطاب من ثقب الباب. كلام الى بايدن بأن لا يلوّح بالمنديل الرمادي في مصارعة الثيران. المسرح الأوكراني باهت وعبثي لأن القيصر «يرقص على نقاط ضعفنا، لكأننا بعثرنا، أو استهلكنا، نقاط قوتنا بالسياسات العشوائية».

كيف الخروج من سياسة الهذيان؟ يقول ليسلي غليب «لسنا أمبراطورية الوقت الضائع. في الحال، يفترض بنا استعادة وعينا بقوتنا. قوتنا كصانعين للعالم لا كعربة في قطار» …!!

الديار