الجمعة , نوفمبر 22 2024
«رجل بلا وجه».. ما الذي نعرفه حقًّا عن فلاديمير بوتين؟

«رجل بلا وجه».. ما الذي نعرفه حقًّا عن فلاديمير بوتين؟

«رجل بلا وجه».. ما الذي نعرفه حقًّا عن فلاديمير بوتين؟

ربما يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد أكثر الشخصيات السياسية إثارةً للجدل، على مدار العقدين الماضيين، ليس فقط بسبب جولاته السياسية والعسكرية في مواجهة الولايات المتحدة وأوروبا، وتحديدًا منذ غزوه لجورجيا عام 2008، لكن بسبب تلك الهالة التي خلقها حول نفسه.

من الطبيعي أن تحتل صور فلاديمير بوتين وأخباره مواقع التواصل الاجتماعي مع كل مواجهة جديدة يخوضها ضد الغرب، لكن المثير للجدل أن أخبار بوتين يجري تداولها بكثافة أيضًا في الأوقات العادية، وهي أخبار ليست كتلك المتعلقة بباقي رؤساء وسياسيّ العالم، داخل المؤتمرات الصحفية أو داخل أروقة مؤسسات الحكم خلال اللقاءات الرسمية التقليدية، أو حتى تلك الأخبار التي تكشف عن الجوانب الشخصية أو الإنسانية في حياة السياسيين.

تركّز أخبار بوتين وصوره المتداولة بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي على جانب واحد من شخصية بوتين، وهو الجسارة والحزم والدهاء، فنجده ينزل إلى مسبح مُثلّج في فصل الشتاء، أو يمارس رياضة الجودو العنيفة هو في عمر متقدم، أو يجلس بين حيواناته الضخمة المُروّضة. ناهيك عن عشرات المقاطع التي تجمع مع رجال دولته ورؤساء دول أجنبية، تظهر قوة شخصية واعتزازه بنفسه، هذا بجانب مئات الرسومات الكرتونية التي تضع فلاديمير بوتين في قوالب عديدة، لا تخرج في الأغلب عن الأطر السابقة.

كل ما سبق ليس من قبيل الصدفة، لكن يبدو أن بوتين حاول على مدار سنوات، هندسة صورته الشخصية أمام العالم، قادةً وشعوبًا. ومع ذلك، فلا يعلم أحد الكثير عن حياة بوتين الشخصية، فالعالم يعرف عن بوتين ما يريد بوتين أن يُعرِّف به نفسه.

تظهر أهمية التعمق في شخصية بوتين مع كل جولة صراع جديدة تتفجر بين روسيا والغرب، وبعد أن يكتشف السياسيون أنهم استخفوا بقدرات بوتين، ويُدرك المراقبون أنهم أساءوا قراءة مهارته بوصفه خبيرًا إستراتيجيًّا، قادرًا على ترجمة أفكاره إلى أفعال. لكن الجانب الأهم في شخصية بوتين، هو قدرته على قراءة الخصوم وفهم عقليتهم ودوافعهم بشكل كبير، يُمكّنه من اتخاذ الخطوة المناسبة في مواجهتهم.

حاول اثنان من أبرز الأكاديميين في الولايات المتحدة، وهما فيونا هيل وكليفورد جادي، الإجابة عن سؤال: من هو بوتين؟ وذلك من خلال كتابهم الصادر (في نسخته المنقّحة) عام 2015، من معهد بروكينجز، بعنوان: “Mr. Putin: Operative in the Kremlin“. لا يقدم الكتاب مجرد سيرة ذاتية لفلاديمير بوتين، لكن يحاول تقديم صورة نفسية، لا تعتمد على التخمين، بقدر ما تستنير بمسيرته المهنية، ومغامراته السياسية والعسكرية خلال العشرين عامًا الماضية.

فلاديمير بوتين: الناجي العنيد

الاستنتاج الأولي بشأن شخصية فلاديمير بوتين، وهو استنتاج فشل الغرب في التعامل معه على مدار سنوات، إنه شخصية يجب أن تُؤخذ على محمل الجد، فهو يحرص على الوفاء بكل وعوده أو تهديداته، وهو مستعد أن يذهب من أجل ذلك إلى أبعد مدى، وباستخدام كافة الوسائل الموجودة تحت تصرفه، مهما كانت متدنية أو «قذرة» في نظر البعض.

أراد فلاديمير بوتين وفريقه في الكرملين أن يتصوره الجمهور المحلي والدولي على أنه مقاتل، وكان هدفهم هو التأكيد على أنه إذا دخل في معركة، سيكون مستعدًا للقتال حتى النهاية، حتى لو تعرض للضرب (كما روى عن قصصه وهو طفل في شوارع لينيجراد)، أو خاطر بفقدان منصبه (زعيمًا للبلاد)، أو اضطر إلى الشروع في مهمة انتحارية محتملة (كما فعل والده خلال الحرب العالمية الثانية).

صوّر فلاديمير بوتين نفسه على أنه شخصٌ ناج، ومن أنصار البقاء على قيد الحياة، فهو الطفل الوحيد الباقي على قيد الحياة لوالدين بالكاد نجوا من حصار لينينجراد، خلال الحرب العالمية الثانية، الذي حصد أرواح ما لا يقل عن 670 ألف شخص.

قواعد بوتين للقتال في الشوارع هي نفسها قواعد سياسته الداخلية والخارجية:

«يجب أن تُغلِّف أفعالك بالمصداقية، ولا تتراجع حتى تصبح لك الغلبة، وبعد أن يستسلم خصمك وتؤسس مجالك وشروطك، يمكنك حينئذٍ تصحيح الأمور والمضي قدمًا استعدادًا للمواجهة التالية».

ويبدو أن ممارسة بوتين لرياضة الجودو، وتحديدًا النوع الروسي الأكثر خشونة منها «السامبو»، ساعده في ترسيخ هذه القواعد، فمنحه الانضباط، وساعده في التغلب على نقاط ضعفه، وكيفية مواجهة خصوم أقوى وأكبر منه، من خلال البحث عن نقاط ضعفهم.

ففي ساحات السياسة الداخلية والخارجية، يراقب فلاديمير بوتين باستمرار خصومه ويدرسهم جيدًا، ويبحث عن نقاط ضعفهم الجسدية والنفسية، وأداته الرئيسية في هذه الممارسة هو اتبّاع «نظرية الجنون»، التي تبناها الرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون، في سبعينيات القرن الماضي، حيث يُصوِّر لخصومه أنه شخص خطير وغير متوقع، وقد يُقدم على أي فعل متهور وغير عقلاني.

ثم ينتظر فيرى كيف يستجيبون لهذا الموقف، ويقيس مدى قدرتهم على تنفيذ تهديداتهم، وإلى أي مدى هم مستعدون للقتال. فإذا تبيّن أنهم غير مستعدين لتنفيذ تهديداتهم، فلن يتردد في الإجهاز عليهم وإلحاق الهزيمة بهم. وإذا كانوا مستعدين للقتال، وكان خصومه يتفوقون عليه، فسوف يبحث عن حركات غير تقليدية تلتف حول دفاعاتهم حتى يتمكن من التغلب عليهم، مثلما يلعب الجودو أمام خصوم أقوى.

المُخطِّط الإستراتيجي

أهم ما ينفيه الكتاب عن فلاديمير بوتين، أنه ليس شخصًا انتهازيًا، وهو كذلك ليس مرتجلًا، إنما هو شخص يفكر ويُخطِّط ويعمل بشكل إستراتيجي. ولكن التخطيط الإستراتيجي بالنسبة لبوتين هو التخطيط للطوارئ، فليس لديه مخطط تفصيلي خطوة بخطوة، هو يملك أهدافًا إستراتيجية، وهناك طرق عديدة لتحقيق تلك الأهداف. وتخطيطه لكل خطوة قادمة يعتمد على الظروف من حوله وردود أفعال خصومه.

لدى فلاديمير بوتين اليوم الأولويات نفسها التي وضعها بداية رئاسته في ديسمبر (كانون الأول) 1999، فهدفه الإستراتيجي الأكبر هو ضمان الدفاع عن مصالح روسيا، المتماهية بإحكام مع مصالحه واهتماماته، أي أن مصالح روسيا تبدأ من توطيد أركان حكمه وصيانة مصالح النظام الاقتصادية. وهي مهمة عسيرة في ظل عدم اليقين الاقتصادي والسياسي الذي تمر بها البلاد، والنظام العالمي بأكمله، فالأحداث غير المتوقعة تُخرِج الأمور عن مسارها، سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية.

مفتاح تعامله مع حالة عدم اليقين، هو أنه يتوقع الأسوأ على الدوام، ما يعني أنه يركز على الطوارئ والتخطيط التكيفي للتعامل مع هذه الحالات، ويملك على الدوام خططًا وموارد احتياطية جاهزة متى ظهرت الحاجة إليها، وخطط بوتين تستفيد دائمًا من أخطاء الماضي، ومن نجاحاته كذلك.

جانب آخر من نهج فلاديمير بوتين الإستراتيجي يتمثّل في تبسيط نمط حكمه في شئون الداخل والخارج، وذلك من خلال إنشاء نظام يتعامل فيه فقط مع عدد قليل من المسئولين، إذ يحرر بوتين نفسه من الاضطرار إلى التعامل مع التفاصيل والديناميكيات الفوضوية. لذلك، فهو يقوم بتحديد وتجنيد الأشخاص الذين يمكنهم تحقيق النتائج المرجوة.

ويدير بوتين النخبة من حوله عن طريق نظام صارم من القواعد، بجانب حزم كبيرة من الحوافز والمكافآت. وهو عادةً لا يتدخل في التفاصيل، يراقب من بعيد، ويقوم بالتحقق بشكل دوري للتأكد من أن كل فرد في فريقه الأساسي -وفي المستويات التشغيلية الأدنى- يقوم بمهامه على النحو الأمثل. كذلك هو يُصر على تقريب منافسيه منه قدر الإمكان، يُظهر لهم الاحترام، ويجتمع بهم، ويمنح أفكارهم جلسات استماع منتظمة، ويمنحهم –في أحيان كثيرة- حصة في النظام.

فلاديمير بوتين والتجربة الجورجية

تعكس قصة غزو بوتين لجورجيا عام 2008 معظم سماته السابقة، لكن أهم ما تعكسه، أنه لا يتساهل مع من يخالف قواعده أو يستهين بمصالحه، وهذا ما قام به الرئيس الجورجي السابق، ميخائيل ساكاشفيلي.

قبيل الغزو، علم بوتين أن ساكاشفيلي سيواصل الضغط من أجل إعادة تأكيد سيطرة جورجيا على جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين، بما في ذلك محاولة استعادتهما بالقوة إذا شعر أنه مضطر لذلك أو يستطيع ذلك. لم يخف ساكاشفيلي هذه النية أبدًا، وغالبًا ما تحدث عن ذلك علنًا. كما أوضح أنه سيواصل الضغط من أجل عضوية الناتو بشكل ما، لذلك أعد بوتين خطط الطوارئ لمعاقبة ساكاشفيلي عسكريًا.

الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي

علنيًا، تحدث بوتين عن خداع الغرب لساكاشفيلي، وأنه لن يقف بجانبه أو يُسانده عسكريًا، وذلك على عكس ما ادّعته وزيرة الخارجية الأمريكية -حينئذ- كوندوليزا رايس، حين أشارت إلى ساكاشفيلي خلال زيارتها له قبيل حرب أغسطس (آب) 2008، أن الغرب سيدعم جورجيا.

لكن يبدو أن بوتين تحدّث بعكس ما كان يعتقده ويُخطط له، إذ كانت دوائر السياسة الداخلية في روسيا تعتقد أن الناتو مستعد فعليًا للتدخل عسكريًا بجانب جورجيا، في مواجهة روسيا. وتحدث العديد من المسئولين الروس في لقاءات خاصة مع مؤلفي الكتاب عن التوتر الذي كان سائدًا في الدوائر الأمنية في موسكو أغسطس 2008. وتحدثوا عن خوف الجيش الروسي من التدخل العسكري للولايات المتحدة والناتو. ورغم ذلك كان فلاديمير بوتين يرى أن حرب جورجيا حتمية، حتى وإن كلّفته مواجهة الغرب، لذلك أعد القيصر الروسي، الخطط العسكرية الطارئة لتلك المواجهة المرتقبة.

عندما لم تأت الولايات المتحدة لمساعدة جورجيا عسكريًا، واندفع الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمته الرئيس الفرنسي –آنذاك- نيكولا ساركوزي، للتوسط في وقف إطلاق النار، ساد الارتياح والاطمئنان بين بوتين ونخبته السياسية، فقد أدركوا أن الأولويات الأمنية للولايات المتحدة صارت موجّهة إلى اتجاه آخر، وبدا واضحًا أن الغرب أراد احتواء روسيا.

مثّل هذا التاريخ نقطة انطلاق حقيقة لطموحات فلاديمير بوتين وخططه المستقبلية، فقد فرض قواعده السياسية على المجتمع الدولي، وأثبت مصداقيته، وعزّز قدرته على الردع.

بعد حرب جورجيا، نظر بوتين وفريقه إلى الوراء، وفحصوا الأخطاء التي حدثت بالتفصيل، بدايةً من حرب الشيشان ووصولًا إلى جورجيا، وحلّلوا ردود فعل الغرب، ثم قرّروا أنهم بحاجة إلى القيام بشيء مختلف عندما تأتي المواجهة القادمة.

المحطة الأوكرانية

اعتبر فلاديمير بوتين أن الحركة الاحتجاجية التي تأججت في روسيا خلال عامي 2011 و2012 إشارة إلى أن الغرب فتح جبهة أخرى للهجوم، وأنه سيحتاج إلى اتخاذ إجراءات تحضيرية فورية. لذلك قام في نهاية 2012 بتعيين سيرجي شويجو وزيرًا للدفاع، وفاليري جيراسيموف رئيسًا للأركان، وكأنه يستعد لتعبئة روسيا لخوض حرب القرن الحادي والعشرين الجديدة مع الغرب.

الإشارة الثانية ضمن مواقف الغرب السلبية تجاه موسكو تمثّلت في سعي الاتحاد الأوروبي لعقد اتفاقيات الشراكة الأوروبية مع أوكرانيا عام 2013. لكن بوتين كان يعتقد أنه يسيطر على الوضع في أوكرانيا، مع وجود «تابعه» فيكتور يانوكوفيتش على كرسي الرئاسة.

كان رهان بوتين على يانوكوفيتش خاسرًا، إذ لم يستطع الأخير السيطرة على أوكرانيا، وبدا أن «ليس له مستقبل سياسي» منذ تصاعد الحركة الاحتجاجية ضده في 2013، لذا اتجه بوتين إلى ترتيب خططه الاحتياطية الطارئة. وبمجرد سقوط يانوكوفيتش عام 2014، لجأ بوتين إلى هذه الخطط، فأعلن ضم شبه جزيرة القرم وأشعل النار في باقي أنحاء أوكرانيا.

في يوليو (تموز) 2014، وقع حادث غير متوقع أربك خطط بوتين، واختبر قدرته التكتيكية على إدارة الأزمات والحالات الطارئة، وذلك بعد سقوط رحلة الخطوط الجوية الماليزية (MH17) فوق شرق أوكرانيا عن طريق الخطأ. كان حادثًا مأساويًا لخطط بوتين. فحتى ذلك التوقيت كان الاتحاد الأوروبي فاترًا بشأن فرض عقوبات على روسيا ردًا على ضم شبه جزيرة القرم. لكن جاءت تلك الحادثة لتُغير قواعد اللعبة بالنسبة لأوروبا. حيث كان معظم ضحايا الطائرة من الأوروبيين، وهم مواطنون من أحد أقرب الشركاء التجاريين لروسيا، هولندا.

 

فرق التحقيق بشأن سقوط طائرة الخطوط الماليزية MH17

مع ذلك، لم يُغيِّر هذا الحدث قواعد اللعبة بالنسبة لبوتين، فقد قرر الاستمرار في إستراتيجيته الشاملة، لكن بتكتيكات جديدة تتكيّف مع المستجدات، إذ استعد للتعامل مع مستوى مكثف من العقوبات الاقتصادية الغربية، ثم أطلق وابلًا من الدعاية والمعلومات المُضلِّلة لإرباك الرأي العام العالمي بشأن القضية، وزرع الشك في نفوس الجميع، وصرف الانتباه بعيدًا عن الحادث عن طريق تصعيد الوضع عسكريًا في شرق أوكرانيا، حتى تحقق له ما أراد.

اليوم ومع تجدد الصراع في أوكرانيا، يتجدد السؤال: ماذا يريد بوتين من أوكرانيا؟

بالنسبة لبوتين، روسيا هي الدولة الوحيدة ذات السيادة في هذا الجوار، وفي رأيه، لا تتمتع أي من الدول الأخرى بمكانة مستقلة، بل تتمتع جميعها بسيادة مشروطة. السؤال الوحيد الذي يطرحه فلاديمير بوتين هو: أي من القوى السيادية الحقيقية (روسيا أم الولايات المتحدة) ستسود في هذه البقعة الجغرافية؟ وبالطبع يحاول بوتين من خلال حربه على أوكرانيا التأكيد على سيادة روسيا.

لا يرغب فلاديمير بوتين في إعادة بناء الاتحاد السوفيتي، لكنه يعتمد على الماضي السوفيتي والقيصري لتشكيل روسيا الجديدة. فهو لا يريد استعادة سيطرة الدولة الكاملة على الاقتصاد. لكن وظيفته في التسعينيات نائبًا لرئيس بلدية سانت بطرسبرغ، حين كان يوزع التصاريح للشركات الجديدة، جعلته يرى أن اقتصاديات السوق تتعلق باستغلال نقاط ضعف المنافسين وتوزيع الأدوار عليهم، دون أن يكون لهم دور حقيقي أو إرادة مستقلة.

إجمالًا، ورغم ما سبق، فما زال بوتين أحد أكثر سياسيّ العالم غموضًا، ليس لأنه شخصية أسطورية، ولكن لأن الجانب الأكبر من المعلومات المتوافرة حول سيرته الذاتية -من نشأته وعمله في المخابرات السوفيتية وصعوده السريع إلى السلطة- تمت صياغتها وإخراجها بدقة من قبل فلاديمير بوتين نفسه، وجماعته السياسية.

فمن المؤكد أن فلاديمير بوتين وفريقه بارعون في مجال الدعاية السياسية، إذ استطاعوا تحويله إلى علامة تجارية، وجعلوا من عاداته الشخصية وظهوره العام وأعماله الدعائية محتوى مثيرًا للاهتمام من جانب مختلف شعوب العالم. وفي الوقت ذاته احتفظ بالغموض من حوله، فهو قد يكون أي شخص؛ عميل المخابرات السابق، أو السياسي الشعبوي، أو الرجل القومي، أو المواطن العادي، أو لا أحد على الإطلاق، إنه رجل بلا وجه.

ساسة بوست
محمد محمود السيد

اقرأ ايضاً:هل حان الافتراق الروسي الإسرائيلي في سوريا؟