الجمعة , نوفمبر 22 2024
خالد عبود: شكراً.. "حمد بن جاسم"!!!..

خالد عبود: شكراً.. “حمد بن جاسم”!!!..

خالد عبود: شكراً.. “حمد بن جاسم”!!!..

-ما كنّا نتوقع أن يخرج علينا، ونحن أحياء، من يتحدّث عن حقيقة وتفاصيل العدوان الذي حصل علينا، إذ أنّنا كنّا نعتقد أن مثل تلك التفاصيل والأسرار، لا يمكن أن تُقال، أو يُسرّ بها، بعد أكثر من مرور عشرات السنوات الأخرى..

-غير أنّ الأقدار كانت رحيمة جدّاً، ولم تمنعنا من أن نُصغي لمن يخرج كي يحدّثنا بتفاصيل الحرب علينا، والأدوار التي لعبتها بعض حكومات المنطقة، والأموال التي صُرفت من أجل ذلك..

-“حمد بن جاسم”، وفي أكثر من لقاء، منذ خروجه من السلطة في بلاده، لا يوجد لديه إلا الحديث عن المؤامرة على سوريّة، حيث كان قياديّاً فيها، فهو لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وتحدّث فيها وعنها، وبالأسماء والأدوار والأسعار..

-إنّها منحة الأقدار التي لا تريد لشيء أن يبقى مستوراً، ولا تريد لشيء أن يبقى بدون تعرية، كيف لا وهناك أرواحٌ ماتت مظلومة، وتضحيات فاقت الخيال، وتشريد وتهجير ولجوء لم يحدث في تاريخ المنطقة..

-كلّ ما قلناه خلال أكثر من عقد من الزمن، وكثيرون لم يصدّقوه، واعتبروه نسج خيالٍ، قاله “ابن جاسم” دفعة واحدة، من دون لفّ ومن دون دوار..

-أنا شخصيّاً كنت أظنّ أنّ قسماً واسعاً من السوريين، ممّن كانوا في المقلب الآخر، لم يكونوا على اطلاعٍ بحقيقة ما حصل ويحصل لبلادهم، وكنت أخشى على مشاعرهم حين يمكن أن يطّلعوا على حقيقة بعض تفاصيل ما أعدّته لهم ولبلادهم أطراف العدوان..

-وكنت أعتقد أنّهم لم ولن يقبلوا بهذا الدور، فيما لو اطلعوا على حقيقة ما رتّبته حكومات إقليميّة ودوليّة، وأنّ غالبية هؤلاء سوف يقدّمون اعتذاراتهم للسوريّين جميعاً..

-لقد خذلتني قراءاتي مرتين، خلال هذه الحرب:

-المرّة الأولى، أنّني كنتُ أعتبر أنّه مجرد ما دخل الجيش العربيّ السوريّ إلى مناطق أعرفها جيّداً، في محافظتي ومسقط رأسي، سوف يبادر بعض أولئك الذين وقفوا في وجه الدولة، إلى الانتحار، والحقيقة أنّ واحداً من أولئك لم يفعلها!!..

-المرّة الثانيّة، أنّني كنتُ أعتقد، أنّ كثيراً من أولئك الذين وقفوا في وجه الدولة، لو أنّهم اطلعوا على بعض أسرارها، لجهة المؤامرة التي كان كثيرٌ من السوريّين حطباً لها، سوف يبادرون للاعتذار لأنفسهم أولاً، ولأخوانهم ثانيّاً، وللتاريخ ثالثاً، والحقيقة أنّ ذلك لم يحصل أيضاً..

-وهذا معناه أنّ الحرب كانت أقذر ممّا اعتقدنا، وكثيراً من السوريّين كانوا أقذر وأوسخ ممّا تصوّرنا أيضاً!!..

-أخيراً..
اسمحولي أن أتوجّه للمدعو “حمد بن جاسم”، بالشكر الجزيل على كلّ كلمة قالها، خاصةً وأنّ كثيراً ممّا قاله كان صحيحاً ودقيقاً، علماً أنّه كان قاتلاً للسوريّين، لكلّ السوريّين، وأنّه كان شريكاً مسؤولاً مع آخرين، عن دمار سوريّة، وقتل وتشريد أبنائها..

-صحيحٌ أن كثيراً ممّا قاله لن يغيّر شيئاً، ولن يقدّم أو يؤخّر، لكنّه جاء هامّاً جدّاً، لجهة تأكيد الرواية التي قلناها منذ الساعات الأولى للعدوان، وهي الرواية الوحيدة التي سيتناقلها السوريّون فيما بعد، ورويداً رويداً سوف تموت جميع الروايات الأخرى..

خالد_العبود..

اقرأ أيضا: عمرو سالم: رئيس لجنة سوق الهال في اللاذقيّة لايستحق أن يبقى في مكانه يوم واحد