شهود يكشفون اللثام عن أعضاء خلية “البيتلز” في سوريا
تحدث شهود كانوا رهائن لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في أثناء محاكمة أحد المتهمين بالانتماء لخلية “البيتلز”، الضالعة بعمليات اغتيال وتصفية صحفيين وعمال إغاثة أجانب كانوا مختطفين في سوريا.
وقال الشهود الثمانية لمحكمة ” ألبرت برايان” الفيدرالية في الولايات المتحدة، إنهم تعرضوا لمعاملة وحشية وقصوا تفاصيلًا مروعة عن الظروف القاسية التي تعرضوا لها، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس“، الأحد 10 من نيسان.
وأوضح الشهود أن المتهم الشافعي الشيخ، المعروف باسم “الجهادي جورج” (33 عامًا)، كان مع قياديين آخرين يرتدون أقنعة تظهر أعينهم فقط في معظم الأوقات.
ولم يُطلب حتى الآن من أي من أسرى التنظيم السابقين تحديد هوية آسريهم المزعومين رسميًا في المحكمة، لأن الشيخ (33 عامًا)، والمتهم الآخر وهو أليكساندا آمون كوتي (37 عامًا)، بذلا جهدًا لإخفاء هويتهما بسبب لهجتهما البريطانية.
من اللذين يحاكمان؟
الشافعي الشيخ (الجهادي جورج) وأليكساندا كوتي (الجهادي رينجو)، هما عضوان بريطانيان في خلية تابعة لتنظيم “الدولة” من أربعة بريطانيين كانت تطلق على نفسها “البيتلز”، على اسم فرقة موسيقية بريطانية، واكتسب أعضاؤها ألقاب تماثل أسماء نجوم الفرقة.
وألقي القبض عليهما في سوريا في كانون الثاني 2018، وجرى تسليمهما إلى القوات الأمريكية في العراق في تشرين الأول 2020، ثم نقلهما إلى فيرجينيا لمواجهة تهم احتجاز رهائن والتآمر لقتل مواطنين أمريكيين ودعم منظمة إرهابية أجنبية.
وأقر كوتي الملقب بالذنب في أيلول 2021، وبموجب الاتفاق الذي أبرمه مع المحكمة سيمضي 15 عامًا في سجن في الولايات المتحدة، قبل أن يسلّم مجددًا إلى بريطانيا لمحاكمته هناك.
وبقي من أفراد المجموعة شخصان هما محمد اموازي (الجهادي جون)، الذي قتل في غارة لطائرة من دون طيار في تشرين الثاني 2015، أما “الجهادي بول” فلعب دورًا أقل أهمية واعتقل في تركيا عام 2015، وحوكم وأدين فيها بتهمة التحضير لهجمات إرهابية.
الخلية كانت تحمي نفسها
وقال المصور الفرنسي الذي احتجزه تنظيم “الدولة”، في الفترة من حزيران 2013 إلى نيسان 2014، إدوارد إلياس، في المحكمة “لقد حاولوا دائمًا حماية أنفسهم”.
وأكد أنه يمكنه الإدلاء بمعلومات عن حراس آخرين، لكن ليس المتهمين، قائلًا، “لقد رأيت للتو أن الشخص لديه بشرة داكنة. هذا كل شيء”.
وكانت لدى الخاطفين “قاعدة”، كلما دخلوا الزنازين التي احتجز فيها الأسرى، وهي عدم إظهار هوايتهم.
كما قال عامل الإغاثة إيطالي فيديريكو موتكا، الذي احتُجز لمدة 14 شهرًا، (أي أكثر من أي رهينة آخر)، “كان علينا الركوع ووجهنا نحو الحائط وعدم النظر إلى وجوههم أبدًا”.
العاملة السابقة في منظمة “أطباء بلا حدود” والتي احتُجزت لمدة ثلاثة أشهر، فريدة سعيد، قالت، “كان علينا تغطية وجوهنا”.
أما الصحفي الفرنسي نيكولاس هينين، قال للمحكمة إن الخاطفين يعتقدون على ما يبدو أنه “طالما ظلوا ملثمين، فإنهم محميون من الملاحقة القضائية”.
وعلق هينين من جانبه، “ربما كانت هذه فكرة غبية”.
وعلى الرغم من الاحتياطات التي اتخذها الشافعي الشيخ، فإن المدعين واثقون من أنهم قادرون على إثبات أمام هيئة المحلفين، بما لا يدع مجالًا للشك أنه كان أحد أعضاء خلية “البيتلز”.
فريق واحد
يحكي الرهائن السابقون قصصًا مختلفة عن الضرب الوحشي على أيدي “البيتلز” الثلاثة (الرئيسيين)، وإيهامهم بالغرق، والصعق بالصدمات الكهربائية وأشكال أخرى من التعذيب.
قال عامل الإغاثة الإيطالي فيديريكو موتكا، “كان جورج (الشافعي الشيخ) يحب الملاكمة، جون (محمد اموازي) ركل كثيرًا، بينما تحدث رينجو (الكسندا كوتي) عن مدى إعجابه بالمصارعة، ووضع الناس في أقفال الرأس”.
وأكد الصحفي الفرنسي إداورد الياس من جانبه أن عمل الخلية كان أشبه بالفريق.
بينما قالت سعيد إنهم كانوا “ودودين ومرتاحين حول بعضهم البعض، ويبدو أنهم أصدقاء حميمون”.
وشهد الرهائن السابقون أنه حتى لو لم يتمكنوا من رؤية وجوههم، يمكنهم بسهولة التعرف على “البيتلز”، حتى من الطرق الفردية التي كانوا يطرقون بها على أبواب زنازينهم، إلى جانب لهجاتهم البريطانية المميزة.
كانت فرقة “البيتلز” مجهزة بشكل أفضل من الحراس الآخرين بمسدسات باهظة الثمن وأجهزة اتصال لاسلكي.
ماذا يقول محامو الشافعي الشيخ؟
في المقابل، استغل محامو الشيخ مسألة تحديد الهوية في سياق دفاعه.
وفي المرافعات الافتتاحية، أقروا أن الشيخ كان جهاديًا في التنظيم، لكنهم أصروا على أنه لم يكن واحدًا من “البيتلز” وأن القضية كانت تتعلق بـ “هوية خاطئة”.
ويتهم الشافعي الشيخ بقتل الصحفيين الأمريكيين المستقلين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعمال الإغاثة كايلا مولر وبيتر كاسيج، ويشتبه في اختطاف ما يقرب من 20 غربيًا آخر.
وأجرى الشيخ مقابلات مع العديد من وسائل الإعلام بعد إلقاء القبض عليه، وقام المدعون بتشغيل مقتطفات من تلك المقابلات لهيئة المحلفين.
وفي المقابلات، أقر الشيخ بالتعامل مع الرهائن، لكنه ادعى أنه لم يفعل أكثر من طلب المعلومات كعناوين البريد الإلكتروني، على سبيل المثال، حتى يتمكن الخاطفون من فتح مفاوضات للحصول على فدية مع عائلاتهم.
كما سعى الشيخ إلى إبطال المسؤولية عن عضو آخر في فرقة “البيتلز”، وهو محمد إموازي (الجهادي جون)، جلاد تنظيم “الدولة الإسلامية”.