ما أسباب التصعيد الإسرائيلي في سوريا؟
وسط تهديدات أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بضرورة إبعاد سوريا عن إيران، لا تزال الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية متصاعدة، وسط استمرار الصمت الدولي.
ووجه وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، رسالة احتجاجية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن “استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية”.
وقال المقداد في رسالته إن “استمرار كيان الاحتلال الاسرائيلي في شن الاعتداءات ضد سوريا بات يرقى لمستوى العدوان الممنهج والنمطي”، مؤكدا أن “عدم إدانة هذه الاعتداءات المتكررة بات يشجع كيان الاحتلال الإسرائيلي على التمادي والاستمرار والتوسع في دائرة العدوان على الأراضي السورية ويضع مصداقية الأمم المتحدة وفاعلية هيئاتها وأجهزتها المختصة على المحك”.
وأضاف أن “موقف سوريا قائم على رفض العـدوان وتعريض الأمن والسلم في الشرق الأوسط لمخاطر حقيقية طالما حذرت سوريا من تبعات وعواقب استمرارها خاصة وأنها تمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين وخرقا لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية”.
شروط غانتس
ووضع غانتس، “شرطا على الرئيس السوري، بشار الأسد، إذا كان يريد أن يكون جزءا من المنطقة والعودة إلى جامعة الدول العربية”.
وقال غانتس، إنه “يتوجب على الرئيس السوري، بشار الأسد، قطع علاقاته مع إيران إذا ما أراد أن يكون جزءا من المنطقة والعودة إلى جامعة الدول العربية”، مشيرا إلى أن “إسرائيل تسعى إلى تعزيز التعاون الاستخباري ضد ما وصفه بالانتهاكات الإيرانية بالتعاون مع واشنطن وشركائها الإقليميين”، مضيفا أن “إسرائيل تعمل ضد عمليات نقل الأسلحة والتهديدات التي يولدها الإيرانيون ضدها في سوريا”.
وأوضح غانتس: “وفقا لمعلوماتنا تواصل إيران تخصيب اليورانيوم وهي قريبة من الوصول إلى تخصيب بنسبة 90%، إذا أرادوا ذلك، مما يجعلها قريبة من امتلاك سلاح نووي”، مؤكدا أنه “من الجيد الضغط من أجل تحصيل اتفاق مع طهران، ولكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جيد، فقد يحين الوقت لتفعيل الخطة البديلة على الفور”.
أهداف المواجهة
اعتبر أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، أن العدوان في السلوك الإسرائيلي هو القاعدة وليس الاستثناء، وطالما أن الدولة السورية لم تتخلّ عن حقها المشروع في استعادة أراضيها المحتلة، فستكون النزعة العدوانية الإسرائيلية مستمرة.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، أما في إطار الوضع الراهن، فتزامن هذا الاعتداء مع تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس حول إبعاد سوريا عن إيران إنما يعكس توجهين إسرائيليين؛ الأول يتعلق باستمرار الضغط العدواني الإسرائيلي على سوريا لتغيير تحالفاتها كنتيجة إضعاف الدولة السورية والاستفراد بها لتطويعها سياسيًا، وهو ما يتماهى أيضا مع خطاب وتوجهات وأهداف الإرهابيين.
أما الثاني، وفق رؤية دنورة، فيعكس تزايد القلق الإسرائيلي من إمكانية توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وانعكاساته التي يمكن أن تتجلى بانتهاء مرحلة التراجع الذي عانت منه سوريا منذ انطلاق ما يسمى بالربيع العربي، والذي أدى إلى انخفاض منسوب الردع تجاه العدوان الإسرائيلي نتيجة الفعل الإرهابي والحصار الغربي.
قنوات خلفية
وتابع: “ليس مستبعدا أيضا أن يكون الإسرائيلي قد حاول عبر بعض القنوات الخلفية تليين الموقف السوري تجاه قضية تحرير الأرض المحتلة ومبدأ المقاومة، وهذا دفعه إلى تخفيف وتيرة العدوان في الفترة السابقة، إلى أن تأكد عمليًا من عدم نجاح مساعيه.
وأكد أن إسرائيل قد تكون اختارت تبريد الساحة السورية مرحلياً مع بدء المواجهة في أوكرانيا حتى تنجلي معادلات المواجهة في أوروبا وانعكاساتها الإقليمية.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي السوري غسان يوسف، أن إسرائيل مستمرة في عدوانها على سوريا، وتتخذ من الوجود كما تقول في دمشق ذريعة لضرب البنية التحتية السورية، وكذلك البنية العسكرية، وما يسقط من قتلى هم من سوريا سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، إسرائيل شهدت في الفترة الأخيرة تصاعد العمليات في الداخل الإسرائيلي، وهو ما يؤكد بأن تل أبيب تنظر لمحور المقاومة ككل متكامل، لذلك تقول إن تصاعد العمليات من قبل المقاومة الفلسطينية مدعوم من سوريا وإيران.
دعم المقاومة
وتابع: “سوريا لديها أراض محتلة في الجولان، ولم تقبل حتى اليوم بأنصاف الحلول، وإذا استمرت إسرائيل في انتهاكاتها، فإن سوريا ستستمر في دعم المقاومة، سواء في فلسطين او لبنان، فلها الحق والمشروعية في ذلك”.
وأكد أن إذا أرادت إسرائيل أن تخرج إيران من سوريا، ليس بهذه الطريقة، فهذا يقوي حلف المقامة بين إيران وسوريا والحركات التي تدور في فلكهما، مشيرا إلى أن القصف الإسرائيلي لسوريا لم يتوقف.
واستطرد: “يقول وزير الحرب الإسرائيلي إن سوريا لن تنعم بالسلام ما دامت إيران موجودة في دمشق، ونحن نقول إن إسرائيل لن تنعم بالسلام في هذه المنطقة ما دامت تحتل الأراضي السورية، وما دامت القضية الفلسطينية لم تحل بعد، وفي ظل وجود شعب عربي يعتبر بأن الوجود الإسرائيلي في فلسطين غير شرعي، من مصلحة إسرائيل أن تتجه نحو السلام وليس الحرب”.
والسبت الماضي، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن الدفاعات الجوية تصدت لغارات إسرائيلية استهدف منطقة مصياف في حماة بوسط البلاد.