قال علماء أمريكيون إنهم اكتشفوا أخيراً اللغز الذي يقف خلف إصابة آلاف الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج عام 1991 بأعراض غامضة سميت لاحقاً بمتلازمة حرب الخليج وظلت لغزاً غامضاً لعقود.
بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية BBC الأربعاء 11 مايو/أيار 2022، فإن السبب المجهول لهذه الأعراض هو غاز الأعصاب “السارين” الذي انطلق في الجو بعد قصف مخابئ أسلحة كيماوية بالعراق.
كان كثير من الجنود المشاركين في هذه الحرب قد شكوا من إصابتهم بمجموعة من الأعراض المُنهِكة التي تطورت بعد انتهاء خدمتهم.
وغاز السارين قاتل عادة، لكن الباحث الرئيسي في هذه الدراسة الدكتور روبرت هالي قال: “إن الغاز الذي تعرّض له الجنود في العراق كان مخففاً، وبالتالي لم يكن قاتلاً، ولكن كان يكفي ليُمرض الجنود لو كانوا مهيئين وراثياً للإصابة”.
وقال الدكتور هالي إن المفتاح لمعرفة مرض الشخص من عدمه هو الجين المعروف باسم PON1، والذي يساهم بدور مهم في تكسير المواد الكيميائية السامة بالجسم.
ووجد فريقه أن الجنود الذين يحملون نسخة أقل نشاطاً من جين PON1 كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
وهذه الدراسة الجديدة التي موّلت الحكومة الأمريكية الجزء الأكبر منها، شملت أكثر من 1000 جندي اختيروا عشوائياً من بين المشاركين في حرب الخليج.
وقال الدكتور هالي من المركز الطبي الجنوبي الغربي بجامعة تكساس: “هذه الدراسة هي الأدق. ونتصور أنها ستصمد أمام أي انتقادات. ونأمل أن تؤدي النتائج التي توصلنا إليها إلى علاج يخفف بعض أعراض هذا المرض”.
أعراض ظلت لغزاً لسنوات
شارك أكثر من 50 ألف جندي بريطاني في الحرب التي أعقبت غزو الرئيس العراقي صدام حسين للكويت، فيما يقدر الفيلق البريطاني الملكي أن نحو 33 ألفاً منهم ما زالوا يعانون من أعراض تشمل الإرهاق المزمن وآلام المفاصل ومشكلات في الذاكرة والكلام.
وقال الجنود إن مرضهم لم يؤخذ على محمل الجد خلال العقود الثلاثة الماضية.
من جانبها، رحبت الرابطة الوطنية لجنود وعائلات حرب الخليج، وهي مؤسسة خيرية تتعاون مع الجنود البريطانيين السابقين المصابين بالمرض، بهذه الدراسة.
وقالت في بيان: “تعاملت معهم الحكومات المتتالية على مدى 30 عاماً بالتهميش والتجاهل، ولم تمنحهم إجابات مطمئنة على أسئلتهم عن تعرضهم للمواد السامة والغازات وتأثير ذلك عليهم بدنياً ونفسياً”.
وأضافت: “نأمل أن تضع الحكومة البريطانية هذا التقرير في اعتبارها وأن تمنح الجنود المشاركين في حرب الخليج الفرصة لإجراء فحوصات. ونتمنى أن يؤدي هذا إلى علاج طبي أكثر فعالية بعد حرمانهم منه لفترة طويلة”.
عربي بوست
اقرأ أيضا: في مجلس الشعب.. مطالب بتسريح الاحتياط وتحديد مدة الخدمة الإلزامية والاحتفاظ