لماذا يوجد قيمة لعملة البيتكوين؟

منذ نشأتها في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008/2009، غيرت البيتكوين الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الأموال بشكل ثوري. ومع ذلك، فإن أحد أصعب التحديات التي يواجهها المبتدئون في مجال العملات الرقمية هو فهم لماذا قد يكون لعملة البيتكوين (BTC) قيمة، خاصةً لأنها غير مدعومة بأي سلعة حقيقية.

في الواقع، قد يكون مفهوم العملة الرقمية محيرًا إلى حد ما. للوصول إلى هذا المفهوم، دعونا أولاً نفهم تعريف المال نفسها.

ما هو المال؟

النقود هي وسيلة تبادل مقبولة تخزن قيمة لها وحدة حساب. كانت الأشكال الأولى للمال في الأيام الأولى للحضارة الإنسانية هي الصخور والخرز والملح والسكر والحجارة والنحاس والفضة والذهب؛ كانت جميعها موارد طبيعية يمكن أن نجدها في محيطنا المباشر.

كل شيء في حياتنا، من طهي وجباتنا اليومية إلى طباعة النقود، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتكلفة الكهرباء. في نهاية المطاف، يعود الأمر كله إلى تقييمك الشخصي لقيمة الطاقة لأن استخدام الطاقة بحد ذاته أمر شخصي.

للوصول إلى ذلك، يتم استخدام المال لدفع ثمن الخدمة التي تستهلك الطاقة للقيام بها أو السلع التي تتطلب طاقة لصنعها. بالتالي، لا معنى للمال حتى يتم إنفاقه وتحويله إلى نوع آخر من الطاقة، مثل الطعام أو المنزل أو السيارة أو القميص الجديد. يجب إنفاق الأموال حتى تؤدي عملها كطاقة مخزنة.

منذ أكثر من مائة عام، تصور هنري فورد ولادة عملة قائمة على الطاقة. في 4 كانون الأول (ديسمبر) 1921، نشر هنري فورد مقالاً في صحيفة نيويورك تريبيون حول هذه الفكرة لديه والتي يمكن أن تغير الأموال كما نعرفها.

كان عنوان المقال يقول، “فورد سيستبدل الذهب بعملة الطاقة لأنهاء الحروب.” اقترح المؤسس لشركة فورد المعروفة أن تكون العملة مدعومة بالطاقة بالكيلوواط ساعة (kWh)، وهيكما تعرفون على غرار كيفية استخدام الطاقة لتعدين البيتكوين.

في العالم الرأسمالي، بعد صرف الطاقة هو الطريقة الأكثر مباشرة وإنصافًا للعالم الفعلي للتحقق من شيء ما في العالم الرقمي. إثبات العمل، أو التعدين، ليست خوارزمية قام باعتمادها ساتوشي عن طريق الخطأ، من المفترض أن تكون عملية التعدين ميزة مكلفة تسمح بتحويل الكهرباء إلى ذهب رقمي، مما يجعلها ضرورية للغاية وضرورية للبيتكوين، وتستمد قيمتها الجوهرية منه.

هل النقود الورقية لها قيمة؟

لم تعد الأوراق النقدية الخاصة بنا مدعومة بالذهب أو الفضة أو أي أصول أخرى. بسبب النظام المصرفي الاحتياطي الجزئي، فإن الأموال التي لدينا غالبًا ما تكون موجودة فقط كأرقام على الشاشة. عندما كنا صغارًا ، أخبرنا آباؤنا مرارًا وتكرارًا أن الأموال لا تنمو على الأشجار. ولكن بفضل اتفاقية بريتون وودز، يمكن طباعتها في أي وقت حيث لم تعد عملاتنا “الورقية” قابلة للاسترداد، ولجعل الأمور أسوأ، يمكن للحكومات والبنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي طباعة نقود جديدة وزيادة المعروض منها أينما شعروا بذلك. بالضبط ما فعله بنك الاحتياطي الفيدرالي للتخفيف من حدة COVID.

لذا، فإن النقود الورقية ليس لها قيمة جوهرية، باستثناء القيمة التي نعطيها لها بقبولها. في العالم المادي الذي نعيش فيه، الثقة الجماعية ليست كافية حيث يمكننا أن نرى مدى سهولة كسر هذه الثقة كما تشهد عليه السياسات النقدية الفاشلة في لبنان.

نشر مبتكر البيتكوين الذي يعمل تحت اسم مستعار، ساتوشي ناكاموتو، عنوان الصفحة الأولى لصحيفة The Times، والذي يقرأ “المستشار المالي البريطاني يتعمد الإنقاذ الثاني للبنوك” ، في كتلة التكوين- كتلة البيتكوين الأولى- أظهر عدم ارتياحه في وضع الثقة في البنوك المركزية، يلمح إلى دوافعه لإنشاء أول عملة رقمية حقيقية.

بيتكوين لها ميزات العملة

الخصائص الفريدة للبيتكوين تجعلها ذات قيمة في أعين من يمتلكها. والجدير بالذكر أن العرض المحدود والقابل للتدقيق لا تحتكره حكومة أو منظمة منفردة.

تعتبر البيتكوين في النهاية وسيلة تبادل تعتبر على نطاق واسع مخزنًا للقيمة حيث يطلق عليها اسم الذهب الرقمي، تعمل عملة BTC كمخزن ذي قيمة مماثلة للذهب.

في واقع الأمر، تعمل عملة البيتكوين بشكل أفضل في كونها ذهباً أكثر من الذهب نفسه! عندما يتعلق الأمر بالندرة، فإن البيتكوين هو المنتصر بعرض محدود ثابت عند 21 مليون عملة. على الرغم من أن عمليتها كثيفة الاستهلاك للطاقة هي الميزة الأكثر انتقادًا لعملة البيتكوين.

صمم ساتوشي إثبات العمل ليكون مكلفًا عن قصد، حيث اعتبر أن الطاقة هي السلعة الأساسية الفائقة للكون.

إثبات العمل هو إثبات الحرق أو إثبات أن الطاقة قد تم استهلاكها لتحقيق التعدين والتحقق من صحة وتأمين الشبكة.

اقرأ أيضا: خبيرة أمريكية: الولايات المتحدة يجب أن تستعد لصد الضربات النووية