هل ستستولي الصين على القمر؟
قال بيل نيلسون مدير ناسا، خلال مقابلة مع صحيفة بيلد Bild، في 2 يوليو/ تموز الجاري: ”يجب أن نكون قلقين للغاية من أن تهبط الصين على سطح القمر وتعلن ”أنه ملكنا الآن وستبقون أنتم خارجه“.
وعلق تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، خلال مؤتمر صحفي عقده، في الرابع من يوليو/ تموز الجاري: ”هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها مدير ناسا الصين في تحدّ منه للحقائق“.
وأضاف: ”تحدّث بعض المسؤولين الأمريكيين بشكل غير مسؤول لتحريف جهود الصين الفضائية الطبيعية والشرعية، والصين ترفض بشدة مثل هذه التصريحات“.
ووفقًا لتقرير نشره موقع elishean777، اليوم الثلاثاء، كان تشاو المعروف بمعاداته المسعورة لأمريكا، يرد على التعليقات السريعة من مدير ناسا بيل نيلسون. لقد قال نيلسون لصحيفة بيلد الألمانية: ”يجب أن نشعر بالقلق الشديد من أن تهبط الصين على سطح القمر، وتقول: إنه ملكنا الآن وستبقون أنتم خارجه“.
وبحسب التقرير، فإن نيلسون له كل الحق بأن ينشغل ويهتم، وقد تضطر أمريكا إلى خوض حرب مع الصين إذا أرادت الهبوط على سطح القمر.
وأوضح الصينيون أنهم إذا كان لهم السبق في الوصول إلى هناك فسيقتلون الزوار، وهكذا يكشف المسؤولون الصينيون أنفسهم عن طموحات كبيرة، ونوايا خبيثة.
وقال رئيس البرنامج القمري الصيني يي بيجيان في العام 2017: ”الكون محيط، والقمر هو جزر دياويو، والمريخ هو جزيرة هوانغيان“، في إشارة إلى ملامح بحر الصين الشرقي والجنوبي اللذين تدّعي بكين السيادة عليهما.
وأضاف يي بيجيان: ”إذا لم نذهب الآن حتى لو كنا قادرين على القيام بذلك سيلومنا أحفادنا لاحقًا، وسيقولون إذا ذهب آخرون إلى هناك سيحتلون المكان، ولن يسعكم الذهاب إلى هناك حتى لو أردتم ذلك“.
وباختصار كان يي بيجيان يلوم الآخرين على ما تنوي بكين القيام به، وكان يقول في الأساس إن الصين ستستبعد الآخرين عن هذه الأجرام السماوية.
وفي الواقع، يُعد اختيار يي بيجيان لأمثلة معيّنة له دلالاته. لقد قال إن القمر مثل جزر دياويو. ودياويوس في بحر الصين الشرقي كانت تطالب بها وتديرها اليابان التي تسميها سنكاكو.
ووفقًا لتقرير elishean777، تبدو مطالب جمهورية الصين الشعبية حول تلك الجزر ضعيفة بموجب القانون الدولي: اعترفت بكين بأنها يابانية حتى العام 1971، لكن خلال هذا الشهر اقتحمت سفن صينية المياه الإقليمية اليابانية حول سينكاكو، من أجل الضغط على طوكيو حتى تسلمها للصين.
وقال يي بيجيان أيضًا إن كوكب المريخ يشبه جزيرة هوانغيان، الاسم الصيني لسكاربوروغ شول. وفي أوائل العام 2012، استولت السفن الصينية على الشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي من الفلبين.
وأضاف التقرير أن بكين تطالب بسكاربوروغ على الرغم من كونها تبعد 124 ميلًا بحريًا فقط عن جزيرة لوزون الرئيسة في الفلبين، و472 ميلًا بحريًا من الساحل الصيني.
واسم العربة الجوالة الصينية على المريخ زهورونغ Zhurong له دلالاته، وتوضح وكالة أنباء شينخوا الرسمية أن زورونغ هو إله النار، وما لم تقله بكين هو أن زورونغ هو أيضًا إله الحرب في الصين، وإله بحر الصين الجنوبي، وتدّعي الصين أن حوالي 85 % من هذه المسطحات المائية هي ”التربة الوطنية السيادية الزرقاء“.
و“بدأ الكثيرون يتساءلون عما إذا كانت الصين ستفعل قريبًا بالقمر وبِبقية الفضاء ما فعلته ببحر الصين الجنوبي والشرقي، وتايوان، وشمال الهند: المطالبة بها كمناطق سيادية صينية، كمال قال براندون ويشِرت، مؤلف كتاب Winning Space: How America.
ويرفض بعض العلماء الخطاب الصيني وتحذير نيلسون، حيث أكد سفيتلا بن إتسحاق و ر.لينكولن هاينز، وهما أستاذان مساعدان في الجامعة الجوية للقوات الجوية والقوات الفضائية الأمريكية أن الصين لا تستطيع ”السيطرة“ على القمر لأنها مقيدة بموجب القانون الدولي.
وتحظر المادة الثانية من معاهدة الفضاء الخارجي للعام 1967، التي وقعتها الصين وصدّقت عليها ”التملك الوطني بدعوى السيادة أو الاستخدام أو الاحتلال أو بأي وسيلة أخرى“.
لقد كتب بن إسحاق وهاينز إذا حاولت بكين المطالبة بالقمر ستخاطر بمزيد من تشويه صورتها الدولية من خلال انتهاك القانون الدولي، وقد يؤدي ذلك إلى ردود انتقامية“.
ولا تهتم الصين بالقانون الدولي بشكل عام أو بمعاهدة الفضاء الخارجي بشكل خاص. في العام الماضي، على سبيل المثال، اختبر الجيش الصيني مركبة شراعية مدارية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وكان هذا الاختبار في الأساس إعلانًا عن نية انتهاك حظر المعاهدة الخاصة بوضع أسلحة نووية في الفضاء.
وقال ريتشارد فيشر من المركز الدولي للتقييم والإستراتيجية لجون باتشلور من برنامج CBS Eye on الإذاعي العالمي، في 6 يوليو/ تموز الجاري: ”يحتاج الحزب الشيوعي الصيني إلى السيطرة على نظام الأرض والقمر لتحقيق طموحاته في الهيمنة على الأرض“.
وأشار إلى أن برنامج أرتميس الأمريكي، وهو جهد مشترك مع 20 دولة أخرى، متأخر كثيرًا عن الجهود الصينية للهبوط على القمر.
فالصينيون مثلا، يُكملون الآن إنجاز محطة تيانغونغ الفضائية، وهو مشروع عسكري، في الوقت الذي تصل فيه محطة الفضاء الدولية المدنية إلى نهاية عمرها في المدار. بالإضافة إلى ذلك تطور الصين بشكل سريع أجهزة رفع ثقيلة، الضرورية للوصول إلى القمر والحفاظ على المستعمرات هناك.
وقال فيشر لباتشيلور في إشارة إلى الأمريكيين: ”لا أعتقد أنهم يفهمون الصولجان الذي يرغب الصينيون برميه على القمر لكسب الوجود المهيمن“.
ولسوء الحظ يبدو أن الرئيس جو بايدن ليس لديه مصلحة في الذهاب إلى القمر. فقط إيلون موسك، من خلال مشروعه سبيس إكس ستارشيب Starship الخاص به، يطور وسائل التنافس مع الصينيين.
وقال فيشر لباتشيلور: ”نحن في جولة سباق ثانية على القمر.. هذه المرة إلى الأبد. فمَن يصل إلى القمر مع مزيد من الأشياء سيحتفظ بالقمر، وتظل الولايات المتحدة متخلفة عن الركب“.
المصدر: مدني قصري – إرم نيوز