السبت , نوفمبر 16 2024
أردوغان التطبيع مع دمشق

الوطن السورية: لهذا يريد أردوغان التطبيع مع دمشق

بدأت الأمور تتكشف أكثر فأكثر لفك شيفرة التصريحات التركية المتناقضة والغاية منها في كل مرحلة، فبعد تراجع الضجيج الإعلامي عن الاستعداد لإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، عاود أركان نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نهاية الأسبوع الماضي لإطلاق تهديدات كانوا قد رددوها على مدى أشهر، بشن عملية عسكرية لاقتطاع شريط داخل الأراضي السورية لإقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة بعمق 30 كيلو متراً.

مصادر تركية وعربية في تركيا، متابعة لتصريحات المسؤولين الأتراك عن عملية غزو الأراضي السورية أو التصريحات عن تقارب أنقرة مع دمشق، أكدت أن لدى أردوغان توجهاً حقيقياً ومصلحة عارمة في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يخرجه من المستنقع الذي ورط فيه بلاده طوال عقد مضى، لكن بما ينسجم مع مصالحه الشخصية في الفوز بانتخابات حزيران 2023، ومن دون الإفصاح للرأي العام بشكل مباشر وجلي عن عزمه القيام باستدارة كاملة لتحقيق أجندته الداخلية والخارجية.

وكشفت المصادر، في تصريحات لـ«الوطن»، أن إعادة أردوغان في المدى المنظور الحرارة للعلاقة مع دمشق، وإطلاق مسؤوليه «بالونات اختبار» في هذا المجال، هي لقطع الطريق على أحزاب المعارضة التركية التي تركب موجة تطبيع العلاقات مع دمشق فور فوزها بالانتخابات، وينزع منها ورقة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، والتي تساوم عليها لكسب ود الرافضين لوجودهم داخل تركيا.

وتوقعت المصادر أن يشتغل نظام أردوغان على الموازنة والمزاوجة بين مصالح الكرملين والإدارة الأميركية، لإحداث تقارب مع القيادة السورية قبيل حلول الاستحقاقات الانتخابية، بعد أن أعلنت واشنطن رفضها إعادة التطبيع مع دمشق وتحريضها أنقرة على عدم التقارب مع العاصمة السورية، على أن يواصل أردوغان شخصياً سياسة الانفتاح على العاصمتين الروسية والسورية، وبالتدريج، بغية ردم عمق الفجوة مع الأخيرة للتوصل إلى «حلول وسط» تصر الأولى عليها، من شأنها وضع الحل السياسي للأزمة السورية على سكته الصحيحة، وفق رؤيتها للحل، بعد تعليق أو إلغاء الحل العسكري.

وأعربت المصادر عن قناعتها بأن تغير خطاب أنقرة حيال دمشق لا يزال إعلامياً وفي سياق الأقوال لا الأفعال.

وكان وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أكد خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الفائت، أن هناك استحقاقات يجب أن تقوم بها تركيا وأن تتم على أساس احترام سيادة الدول، لكي تعود العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل بدء الحرب الإرهابية على سورية، موضحاً أن هذه الاستحقاقات هي إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية وحل مشكلات المياه بين البلدين، معتبراً أن هذا يشكل مقدمة لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه.

اقرأ أيضا: كُرد سوريا.. مطرقة إردوغان وغاياته الخفية