السبت , نوفمبر 16 2024
العبث مع الكبار.. هل قررت الصين تدمير إمبراطورية علي بابا؟

العبث مع الكبار.. هل قررت الصين تدمير إمبراطورية علي بابا؟

العبث مع الكبار.. هل قررت الصين تدمير إمبراطورية علي بابا؟

في نهاية عام 2020، وبدون سابق إنذار، اختفى رجل الأعمال الصيني الأشهر “جاك ما” عن الساحة العامة. كان اختفاء مؤسس منصة “علي بابا” الشهيرة للتجارة الإلكترونية، وواحد من أغنى أغنياء الصين بثروة تقترب من الخمسين مليار دولار، مفاجئا وغامضا، الأمر الذي أدى إلى اشتعال الصحافة ودوائر المال والأعمال العالمية في البحث عن إجابة سؤال واحد: أين اختفى “جاك ما”؟

مع مطلع عام 2021، عاد “جاك ما” إلى الظهور في بعض الفعاليات البسيطة، وبشكل رمزي مختصر، وهو الشخص الذي اعتاد الظهور في كل مكان وإلقاء محاضرات مطوَّلة، مما زاد من التكهنات حول الصراعات التي يخوضها رجل الأعمال الصيني الأشهر مع النظام الحاكم في الصين. (1)

للوهلة الأولى، ومع ثروة ونفوذ كبيرين كالذي يملكهما “جاك ما”، قد تظن أنه بدأ رحلته في الحياة في بيت عُرف عنه الثروة والنفوذ، ولكن الحقيقة أن صاحب الخمسين مليار دولار لم تبدأ قصته في قصر، ولم يتخرج في كلية هارفارد لإدارة الأعمال، لكن البداية كانت أكثر تواضعا بكثير. (2، 3، 4، 5، 6)

البدايات: مراهق مشاغب

لأسرة صينية تقليدية تنتمي إلى طبقة فقيرة، وفي مدينة هانغتشو التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من الصين، وُلد “ما – يون” (Ma – Yun) عام 1964، ثالثا لإخوته في مدينة هامشية في دولة مترامية الأطراف محكومة بنظام شيوعي حديدي. كانت الستينيات فترة دموية في تاريخ الصين التي كانت أشبه بسجن كبير منعزل تماما عن العالم.

بقدوم السبعينيات، ومع بدء دخول “ما – يون” إلى مرحلة المراهقة التي قضاها بين المدرسة وممارسة بعض الأعمال لمساعدة أسرته الفقيرة، بدا أن هناك بوادر انفتاح صيني على العالم، خصوصا مع زيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون لمدينة هانغتشو، وهو ما حوَّل المدينة بالتدريج إلى مدينة سياحية. بدأ المراهق المشاغب في التوجُّه إلى الفندق الرئيسي للمدينة، عارضا على السياح اصطحابهم في جولة حول المدينة مقابل أن يُعلِّموه بعض الكلمات الإنجليزية.

وفي إحدى تلك الجولات، شعر أحد السياح الأجانب بالأُلفة مع المراهق الصيني وأصبح صديقا له، لكنه -السائح- كان يجد صعوبة في نُطق اسمه ناهيك بتذكُّره، كعادة الغربيين في التعامل مع الأسماء الصينية، فقرَّر أن يُطلق عليه اسم “جاك” ليتحوَّل اسمه إلى “جاك – ما”. ربما لم يكن يتخيل ذلك المراهق الصيني البسيط أن هذا الاسم الذي أطلقه عليه السائح وراق له سيتحوَّل لاحقا إلى واحد من أشهر الأسماء في عالم المال والأعمال داخل الصين وخارجها.

الكثير من (لا)!

بعد انتهاء فترة المدرسة، واجه “جاك ما” صعوبات كبيرة للالتحاق بالكلية، حيث حاول الالتحاق بكلية المُعلمين في المدينة لكنه فشل مرتين في اجتياز الاختبارات، خصوصا اختبار الرياضيات التي كانت نقطة ضعفه دائما. وأخيرا، وفي المحاولة الثالثة، قُبِل “جاك ما” في كلية المعلمين ليتخرج فيها سنة 1988 حاملا درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، وليبدأ -مثله مثل آلاف الخريجين سنويا- رحلة البحث عن وظيفة مناسبة.

في سيرته الذاتية، يقول “جاك ما” إنه بعد التخرج في الجامعة تقدَّم إلى 31 وظيفة، وكانت النتيجة أنه رُفِض فيها جميعا. ويذكر دائما في محاضراته وندواته أحد أشهر المواقف الطريفة التي مرَّ بها في بداية حياته الوظيفية، إذ ذهب للتقديم للحصول على وظيفة في أحد فروع متجر “كنتاكي” (KFC) الذي كان قد افتُتح حديثا في مدينته، مع بدء اتخاذ الدولة إجراءات انفتاحية على الغرب. يقول إن عدد المتقدمين للعمل كان 24 شخصا، قُبِل منهم 23 شخصا وكان هو الوحيد الذي رُفِض من بينهم جميعا!

خلال الفترة ما بين تخرجه عام 1988 حتى عام 1994، عمل “جاك ما” في عدد من الوظائف الثابتة والمستقلة، حيث عمل مُدرِّسا للغة الإنجليزية في جامعة هانغتشو براتب شهري 12 دولارا فقط، مما اضطره إلى شغل بعض الوظائف المستقلة مثل مترجم للغة الإنجليزية، كما عمل في بعض الوظائف المؤقتة في الفنادق. حاول “جاك ما” التقديم إلى العديد من الوظائف وفرص الدراسة المميزة، كان أبرزها التقدُّم لكلية هارفارد للأعمال، لكنه رُفِض 10 مرات، بحسب تصريحه.

اقرأ ايضاً:إسرائيل تتجهز لضرب إيران بشراء 4 طائرات تزوّد مقاتلاتها جوا بالوقود