“الخس والنعنع والبقدونس” ممنوع في سندويشة الفلافل.. والتهمة نقلها لمرض الكوليرا؟
تتواصل الإجراءات الاحترازية لمواجهة الكوليرا، حيث عممت مديرية الشؤون الصحية في محافظة دمشق على كافة أصحاب المطاعم وبائعي السندويش بالامتناع عن تقديم جميع أنواع الخضراوات الورقية تحت طائلة الإغلاق بسبب نقلها لمرض الكوليرا مع التشدد على النظافة الشخصية للعمال.
وطبعاً هذا التعميم أثار حفيظة الشارع الذي وضعه في خانة “أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي”، خاصة أن موضوع سقاية الخضروات بمياه الصرف الصحي طرح ومنذ سنوات طويلة دون أن يلقى استجابة جدية من الجهات المعنية وبقيت الأمور في إطار الوعود غير المنفذة وهذا ما ساعد على توسع المساحات التي تعتمد في سقاية أرضها على مياه الصرف الصحي تحت مبرر عدم وجود مياه للري أو كهرباء ومحروقات للضخّ من الآبار، وهذا الواقع ليس جديد العهد بل هو مستمر منذ سنوات سواء في غوطتي دمشق أو في المحافظات والمناطق الأخرى.
والجميع يعلم أن معظم الخضار تسقى من الصرف الصحي، ووزارة الزراعة وغيرها من الجهات سواء الإدارة المحلية أو الصحية تعلم ذلك من دون أن تقوم بخطوات فعلية لحل ومعالجة هذه المشكلة المستعصية رغم خطورتها وتهديدها المباشر لصحة الناس، وهذا ما تثبته العديد من الدراسات التي تؤكد على أن الخضروات المروية بمياه الصرف الصحي فيها نسب عالية من الرصاص وبشكل يخالف الحدود المسموح بها من قبل منظمة الصحة العالمية بعشرات الأضعاف، هذا إلى جانب احتوائها على المعادن الثقيلة مثل الكادميوم والزئبق، بالإضافة إلى النتريت وغيرها من المواد الخطيرة على الصحة حيث يؤكد العديد من الأطباء على أن الخضار التي تسقى من الصرف الصحي بنسب الرصاص العالية الموجودة بها تتسبب بالعديد من الأمراض وهي من المسببات الرئيسية للأوبئة كالكوليرا، كما أن مادة الكادميوم التي تحتويها هذه الخضار تعتبر مسرطنة وتسبّب هشاشة العظام وتشوهات عظمية والزئبق الذي تحتويه عنصر سام بالنسبة للجهاز العصبي والهضمي وجهاز المناعة ويسبب أضراراً بالنسبة للرئتين والكليتين.
بالمحصلة هذا التعميم لن يساهم في الحد من انتشار الأمراض وهو من حيث النتيجة ليس إلا محاولة لنثر الرماد خاصة مع تدفق آلاف الأطنان من الخضار المسقية بمياه الصرف الصحي إلى دمشق ومنها البندورة والخيار وغيرها من خارج تصنيف الخضار الورقية، ولذلك لابد أولاً من العمل على تأمين مستلزمات العمل الزراعي “المحروقات والمياه النظيفة “، والتعامل بجدية مع سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي قبل أن تقع الكارثة التي يتم التحذير من مخاطرها منذ سنوات طويلة دون جدوى.
فهل تستنفر محافظة دمشق وريفها وباقي المحافظات ووزارة الزراعة لوقف سقاية الخضروات بمياه الصرف الصحي، أم أنها ستبقى نائمة حتى لاتكشف عورتها وعجزها عن تأمين كل مايحتاجه الفلاح لانتاج محاصيل نظيفة خالية من الامراض والجراثيم ؟!
البعث