رحيل الأديب السوري قمر الزمان علوش عن عمر يناهز الـ 74 عاماً.. وهذا أخر ما كتبه
توفي اليوم الأديب والكاتب السوري الكبير قمر الزمان علوش بعد معاناة مع المرض
الراحل من مواليد مدينة جبلة عام 1948، عمل في الصحافة السورية منذ عام 1974، ثم انتقل إلى الكتابة الدرامية في التلفزيون، فقام بكتابة العديد من المسلسلات الهامة أبرزها: “نزار قباني، هوى بحري، طيور الشوك، كليوباترا..”
وكان الكاتب الراحل قد تعرض لوعكة صحية شديدة, اقترب من الموت بسببها قبل أيام حيث كتب منشوراً عن تلك التجربة قال فيه:
راجعٌ من صوب الموت حقاً . أقولها وأنا أحس ببعض الغرابة .
كيف بدأت الرحلة لاأذكر ولا أعرف ماذاكان ينتظرني هناك . في بداية الرحلة عادة ونحن في كامل الوعي لانعرف الفرق بين المصادفة والقدر لن نعرف ذلك إلا بعد نهاية الرحلة .. فكيف نعرف او نتحسس إذاّ بداية الموت وهي الأغرب والأشد غموضاّ عند حدوثها ؟
من خلال تجربتي الصغيرة او إن شئتم هلوساتي اللاهية أظن ان نهاية الرحلة كلها كانت كما السقوط في العدم السحيق الذي لا عودة منه . لجة من العماء بلا بداية ولا نهاية نتطاير فيها بحثا عن نور قادم .
لكنه العدم اللذيذ الذي لايخيف .. لاتخافوا . ولكن هل هو مبرمج ؟ أظن نعم .
يقولون عدت من الموت !! وانا أعتقد أنني ربما لم أمت بما فيه الكفاية لأعتبر في عداد الموتى .. فهل تستوي الكفتان ؟ احتفلوا احبائي حولي في اللحظة نفسها وانا ذاهل . ضحكوا من كل قلوبهم وانا متأمل . اقتربوا من التهريج فاقتربت من الغضب ماذا تفعلون ؟!
افعل ماتشاء المهم انك عدت .
صدقت وابتجهت بعودتي حيا . احمق من لايفعل ذلك امام تلك العودة كانت مزحة ثقيلة من الطب . أوخرافة . أومعجزة صغيرة كما يحدث في الحياة عادة ؟ ام تدخلا الهيا لاترقى اليه عقولنا ؟ فان ترى طريق العودة من السفر مفروشة بالزهور سوف ترى لامحالة الشمس والقمر يسيران معك .
مجازا هذا ماكنت أفكر به نظريا في حمى الحيرة وكان دائما قابلا للنقض أو القبول .
الشيء الوحيد الذي لم يكن قابلا للنقض او القبول او الاختلاف هو جردةالحساب على الاعمال الي قمت بها في خلال حياتي كلها كانسان عادل . هنا كل شيء كان واضحا ومكتوبا وموثقا بآلة زمن خرافية جليلة على الخطأ لانها أداة بيد العقل الأسمى الذي هو الله .
اكتمل ابتهاجي . لم اتهيب . لم اقرأ قائمة الحساب . لم اخف . لم يرهنني الموت القادم والمتجدد رغم انوفنا بانذاراته .. شددت الهمة من جديد . ساستمر كما كنت انا نفسي .. كل شيء قابل للسؤال . ونحن في النهاية جميعا موتى أو أحياء خلق تجمعنا مملكة الرب .
سأسير محصنا اليه . مرتاح الضمير . خاليا من المخاوف . لدي ذخيرة لاتصدأ لأنني وأيم الله لم أورط تفكيري وضميري وقلمي في يوم واحد من عمري إلا في الكتابة عن آلام شعبي ومعاناة الانسان المقهور في كل مكان .
واظن بكامل الثقة .. لن يرضي الله من الانسان أكثر من ذلك .
اقرأ ايضاً:وفاة شاب سوري في غابات اليونان