خلال ساعتين.. كيف تربح 650 دولار مقابل رأس مال 5 دولارات فقط (فيديو)
وصلك مظروف يحتوي على 5 دولارات ، وبجانبه ورقة تخبـرك أن هذه الدولارات الخمس هي رأس مالك ، وأن أمامك من الوقت ” ساعتين فقط ” لاستثمار هذه الدولارات الخمس للإتيان بأي ربح يتجاوز هذا المبلغ ؟
في الواقع انها ليست لعبة اطفال، بل اختبار حول مفهوم التفكير الإبداعي تقوم به ” تينا سيليغ ” المحاضرة والمتحدثة في جامعة ستانفورد، لتدريب طلّابها على ” فن التفكير الإبداعي ” لرواد الاعمال. وقد اجرت هذا الاختبار لعدة مواسم مع عدد كبير من الفرق في مراحل تعليمية مختلفة، وكان لديها العديد من القصص المدهشة بخصوص ابداعات الطلاب في خلق فرص تأتيهم بربح جيد جداً، وهو المؤشر الأول لإمكانية خلق شركات ناشئة ناجحة لاحقاً.
هذا الواجب تم اعطاءه للطلاب يوم الاربعاء ، وُطلب منهم الحضور يوم الاثنين التالي الى محاضرة عامة أمام الاساتذة وبقية زملاءهم، ويقف كل فريق من هذه الفرق ليحكي ماذا فعل ، وفكرته التي عمل عليها ، ومقدار المال الذي جمعه ، وكيف نفذوا الفكرة .. فقط في 3 دقائق سريعة هي مدة العرض.
وبدأت مسابقة التفكير الابداعي
تروي ” سيليغ ” القصة بنفسها ، انها اكتشفت العديد من ملامح التفكير الابداعي التي أظهرها الطلاب بشكل كبير، ملخصها:
بعض الطلاب – الأقل ابداعاً – كانت وجهة نظرهم أن يمارسوا القمار بهذه الدولارات الخمسة، لربما كان من نصيبهم الكسب الكبير من وراءها بأقل مجهود. بالطبع ، كانت هذه الفكرة هي اكثر الافكار خيبة واقلها فعالية، لأن الاعتماد على الحظ لا يعتبر ابداعاً من قريب او من بعيد.
احد الفرق كانوا اكثر ذكاء، قاموا بتأجير منفاخ بسيط لاطارات الدراجات، ونصبوا خيمة صغيرة أمام منطقة عبور الطلاب بالدراجات، ووضعوا لافتة مكتوب عليها ( نقيس لك اطار العجلات ونقوم بنفخها مقابل دولار واحد ) بدأ الطلاب يتوافدون عليهم ، حتى أنهم بعد ان وجدوا اقبالاً جيداً ، ازالوا اللافتة ، ووضعوا مكانها : ننفخ لك اطار الدراجة ، تبرّع بأي مبلغ.
وبالفعل، مع هذا التشجيع، بدأ الطلاب في الذهاب اليهم لنفخ دراجاتهم، والتبرع لهم بمبالغ تراكمت حتى وصلت الى مبلغ جيد جداً.
فكرة ممتازة!
احد الفرق الاخرى قاموا بتحديد مشكلة شائعة في البلدة، وهي ساعات الانتظار الطويلة للدخول للمطاعم القليلة بالبلدة. فقاموا بالحجز في عدد من اكثر المطاعم ازدحاماً، ومع اقتراب المواعيد عرض كل عضو في الفريق على المنتظرين ، ان يشتري حجزه في المطعم مقابل مبلغ بسيط من الدولارات. النتيجة، ان الفكرة لاقت قبولاً واسعاً بين مرتادي المطعم، أنهم يشترون الحجوزات المبكرة في مقابل عدم الانتظار لفترات طويلة!
الفكرة الأكثر ابداعاً
أما الفريق الفائز في المسابقة، والذي استطاع حصد مبلغ 650 دولاراً ، فهو في الواقع أتى بفكرة عبقرية. فكرة ابداعية حقيقية تستهدف ” خلق قيمة الفرص ” من حيث كونها فرصة ، وليست العبرة برأس الماله نفسه. بل بالفكرة التي اذا حسُن تنفيذها وعرضها للشريحة الصحيحة، فإنها ستجلب اكبر قدر من المال !
كانت فكرة الفريق الرابح، بأنهم بدلاً من استثمار الخمسة دولارات، فإنهم ركزوا على شيء آخر .. تواصلوا مع إحدى شركات التوظيف التي تسعى لتعيين مجموعة من طلاب الجامعات كمتدرّبين Interns لديها ، ويكون هؤلاء المتدربين من جامعة مرموقة بأفكار ابداعية مثل الجامعة التي ينتمون اليها. وبالفعل تمّ عقد اتفاق مع هذه الشركة ، مفاده هو ” بيع الثلاثة دقائق الخاصة بعرضهم التقديمي ” لهذه الشركة ، بالاعلان عنها امام الطلاب الآخرين ، والاعلان انها تريد توظيف كفاءات بالشروط كذا وكذا وكذا .. مقابل 650 دولاراً يحصل عليها هذا الفريق !
وهو ما حدث ..
صعد طلاب هذا الفريق على المنصة امام بقية زملاءهم ومعلّميهم ، ثم بدأوا في عرض معلومات عن شركة التوظيف هذه ، ومتطلباتها التي تريد ان تعيّن متدربين للعمل لديها .. ثم اعلنوا في نهاية العرض التقديمي ، ان عرضهم هذا هو اصلاً خدمة اعلانية مدفوعة لهذه الشركة عاد عليهم بمبلغ قيمته 650 دولاراً ، بدون ان يقوموا باستخدام الخمسة دولارات ” رأس المال ” على الإطلاق !
هذا هو بالضبط محور التفكير الابداعي لريادة الأعمال، التركيز على خلق قيمة للفكرة في حد ذاتها ، والعمل على تحويلها الى واقع ربحي بأقل قدر من رأس المال. او ربما بلا رأس مال على الإطلاق في هذه الحالة ، بل تحركات لها طابع تسويقي ابداعي ذكي بأقل تكلفة.
اقر أيضا: بعدما اصطاد 9 أشخاص.. هكذا اصطادوا النمر “آكل البشر”