الجمعة , نوفمبر 22 2024

موسكو غاضبة.. هل اقتربت العلاقات الروسيّة الإسرائيليّة من حافّة الانهِيار؟

موسكو غاضبة.. هل اقتربت العلاقات الروسيّة الإسرائيليّة من حافّة الانهِيار؟

بعد انقِضاء ثماني أشهر على اشتِعال فتيل الحرب الأوكرانيّة، تبدو العلاقات الروسيّة الإسرائيليّة على حافّة الانهِيار في ظل تفاقم الخِلافات بين موسكو وتل أبيب، وسط تقارير إخباريّة شِبْه مُوثّقة تُؤكّد أن “إسرائيل” على وشك أن تتخلّى عن “حِيادها” الكاذِب في هذه الحرب، وتضع كُل ثقلها السّياسي والعسكري خلف الرئيس الأوكراني “اليهودي” فولوديمير زيلينسكي.
ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، والرّجل الثاني في السُّلّم القِيادي، حذّر اليوم الاثنين “إسرائيل” من تداعياتِ تزويدها لأوكرانيا بالأسلحة، قائلًا في بيانٍ رسميّ “إنّ أيّ خطوة تَصُبُّ في إطار دعم القوّات الأوكرانيّة ستَضُرُّ بشدّةٍ بالعلاقات الثنائيّة” في رَدٍّ على الأنباء المذكورة آنفًا حول عزم تل أبيب تزويد نظام كييف بمنظومات القبّة الحديديّة الصّاروخيّة وغيرها من المَعدّات العسكريّة.
التّصريحات التي أدلى بها أمس الأحد نحمان شاي وزير الشّباب الإسرائيلي والمُقرّب من لابيد رئيس الوزراء، دعا فيها إلى دعم أوكرانيا بالسّلاح والذّريعة، تقريرٌ إخباريّ لصحيفة “الواشنطن بوست” يقول “إنّ إيران تنقل صواريخ باليستيّة لروسيا” ونسبت الصّحيفة الخبر لمسؤولين أمريكيين لم تَكشِف عن أسمائهم.
الأمر المُؤكّد أن روسيا طفَحَ كيْلها من سياسة الرّقص على جميع الحِبال الإسرائيليّة، وباتت على قناعةٍ تامّة بأنّ تل أبيب تقف في الخندق الأوكراني، وأنها تمدّه بالأسلحة والخُبرات العسكريّة، وتسمح لجُنود وضبّاط مُرتزقة إسرائيليين مُتقاعدين، أو من قوّات الاحتِياط بالقِتال ضِمن قوّات الجيش الأوكراني في الصّفوف الأولى.

هُناك اربعة أسباب تَعكِس تسارع التوتّر في العلاقات الروسيّة الإسرائيليّة:

أوّلًا: إدانة يائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحاليّ لـ”الغزو الروسي لأوكرانيا” وتأكيده عِندما كان وزيرًا للخارجيّة أن كيانه يجب أن يقف في خندق الحليف الأمريكيّ في هذه الحرب.
ثانيًا: طعن الوكالة اليهوديّة العالميّة لروسيا في الظّهر بتسهيل هِجرة أكثر من 16 ألفًا من خِيرَة الخُبراء الروسي “اليهود” في صِناعة التّكنولوجيا المُتطوّرة جدًّا إلى فِلسطين المُحتلّة مُنذ بداية الحرب الأوكرانيّة علاوةً على 34 ألفًا آخَرين هاجَروا تحت غِطاء السّياحة وغيرها، كانَ أبرزهم حاخام موسكو.
ثالثًا: انزعاج السّلطات الروسيّة من استِعداد “إسرائيل” لبيع مِليارات الأمتار المُكعّبة من الغاز إلى دُوَلٍ أوروبيّة كبَديلٍ للغاز الروسي، ووضع خطط لبناء خط غاز البحر المتوسّط إلى اليونان لإلغاء خطّيّ أنابيب “نورد ستريم” اللّذين يَربِطَان روسيا بأوروبا.
رابعًا: الارتباط العُضوي بين إسرائيل وأمريكا الذي تأكّد من خِلال “إعلان القدس” الذي أُعلن أثناء زيارة الرئيس جو بايدن لفِلسطين المُحتلّة في تمّوز (يوليو) الماضي.

سيرغي لافروف وزير الخارجيّة الروسي كانَ أوّل من سلّط الأضواء على هذه السّياسة الإسرائيليّة المُخادعة عندما أعاد الكشف عن مُمارسة كُتَل ومُنظّمات يهوديّة لمُعاداة الساميّة، وتعاونها مع النازيّة، في إشارةٍ إلى تأكيد تعاون زيلينسكي مع جماعاتٍ نازيّة أوكرانيّة، وأشار بكُلّ وضوح إلى أُصول هتلر اليهوديّة تأكيدًا لمقولته السّابقة.
بعض المُراقبين داخِل الأوساط الإسرائيليّة وخارجها، يتوقّعون أن تكون تحذيرات ميدفيديف من تداعياتِ تزويد دولة الاحتِلال أوكرانيا بالأسلحة هي قمّة جبل الجليد، وقد تكون مُقدّمة لرُدودٍ انتقاميّةٍ روسيّةٍ من حيثُ الإقدام على عدّة خطوات أبرزها إغلاق الأجواء السوريّة في وجْهِ الغارات الجويّة والصاروخيّة الإسرائيليّة، وتفعيل منظومات صواريخ “إس 300″، ونظام “بوك إم 2 آي” الدّفاعي الجوّي اللّذين يُوْجَدان في حوزة الجيش العربي السوري في الوقتِ الرّاهن، ومن الاحتِمالات الانتقاميّة الأُخرى تحريض روسيا نسبة عالية من “مُواطنيها” في فِلسطين المُحتلّة الذين يُقَدَّر عددهم بحواليّ مِليون مُهاجر نِصفهم غير يهود ضدّ الحُكومة الإسرائيليّة وتُسيطِر قِيادات من هؤلاء على ما يُعرَف بـ”المافيا الروسيّة” التي تُشَكِّل خَطَرًا أمنيًّا داخليًّا خطيرًا لدقّة تنظيمها وشراستها.
العلاقات الاستراتيجيّة الروسيّة الإيرانيّة المُتنامية، وتوظيف الصّواريخ الباليستيّة والمُسيّرات الإيرانيّة الدّقيقة في خدمةِ روسيا وحربها في أوكرانيا (حسب التّقارير الغربيّة)، ووجود قوّات روسيّة على الأراضي السوريّة، كُلّها عوامل جعلت من روسيا دولة شرق أوسَطيّة جارة لفِلسطين المُحتلّة، وحائط سد في وجْهِ أيّ عُدواناتٍ إسرائيليّةٍ محدودةٍ أو مُوَسَّعةٍ ضدّ دول محور المُقاومة في المُستقبل المنظور.
“رأي اليوم”