الجمعة , نوفمبر 22 2024

الجعفري يصف ما فعله الغرب في سوريا بـ”خلاصة تجارب إبليس”

الجعفري يصف ما فعله الغرب في سوريا بـ”خلاصة تجارب إبليس”

قال السفير السوري في روسيا، بشار الجعفري، إنه لو لم تكن سوريا دولة مهمة لما شاركت 101 دولة، من أصل 193 دولة في العالم، في تصدير الإرهاب إليها.
جاء هذا خلال لقاء تكريمي للجعفري أقامه اتحاد الكتاب العرب، اليوم الثلاثاء، في مقره في دمشق بمناسبة نيله عضوية الشرف في الاتحاد وتسميته سفيرا للجمهورية العربية السورية في جمهورية روسيا الاتحادية.

وخلال اللقاء، أشار السفير السوري في روسيا إلى أن العالم وصل إلى ما وصل إليه اليوم لأن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لم يتم معاقبتهما على ما تم فعله في العراق وفي ليبيا.
وأضاف: “خلال عملي مندوبا لسوريا في مجلس الأمن وفي كل بيان لي في جلسات المجلس، كنت أبدأ حديثي بفلسطين والعراق وليبيا ثم سوريا، وكان الغربيون يمتعضون من ذلك لأنهم لا يريدون تذكيرهم بملفات المنطقة وبجرائمهم فيها”.

وأردف: “لو لم تكن سوريا مهمة بالنسبة لدول الغرب لما صرفوا تريليونات الدولارات لتدميرها ولما اخترعوا تنظيم “داعش” الإرهابي الذي يطلق عليه مندوب فرنسا في مجلس الأمن بـ “تنظيم دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام” لأنه لا يريد أن يعترف بأنه تنظيم إرهابي رغم أنه مقتنع بذلك”.
وردا على تساؤلات الحضور، قال الجعفري: “ما فعلوه في سوريا لم يفعلوه في العراق وليبيا وما حصل في سوريا خلال سنوات الحرب الماضية يمثل خلاصة تجارب إبليس”، مضيفا: “هناك 101 دولة من أصل 193 دولة في العالم صدّرت الإرهاب إلى سوريا، ولو كان الغرب جادا في مكافحة الإرهاب لقضوا عليه في ساعات”.

وأوضح: “في سوريا اخترعوا مصطلح “المعارضة المسلحة المعتدلة، فلماذا لا يعطون أصحاب السترات الصفراء في فرنسا أسلحة ويسمونها معارضة مسلحة معتدلة هناك”، مضيفا: “الغرب ناقمون على ميثاق الأمم المتحدة لأنه يساوي بين جميع الدول وهو ما لم يتحمله عقلهم”.
وفي سياق الحديث عن مهمته الجديدة سفيرا لسوريا في روسيا والملفات المطروحة أمامه، أكد الجعفري أن “روسيا هي عاصمة السياسة العالمية وهي الحليف الأهم بالنسبة لسوريا”.

وقال بشار الجعفري: “إن العلاقات بين سوريا وروسيا علاقات فوق استراتيجية”، مضيفا أن “الوقت الحالي هو الوقت المثالي للعمل مع روسيا التي ستعيدنا إلى عصر القطبية المتعددة بعد أن فقدت البشرية الأمل في ذلك”.
وأضاف الجعفري أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول إن الفضاء الأوراسي هو الفضاء الطبيعي لروسيا كما هي حال سوريا حين طرحت شعار التوجه شرقا، وقال: “الفضاء الأورو-آسيوي هو الفضاء المقبل للتوازن الدولي”.
وفي تعليقه على الإجراءات التركية في الشمال السوري، قال الجعفري: “هناك احتلال وتعدي تركي على السيادة السورية وهناك نهب للموارد المائية لنهر الفرات مما كان له الأثر البالغ على توليد الكهرباء، فالمياه لا تصل إلى مستوى العنفات التي تولد الكهرباء من السدود على النهر، وهناك انتهاكات تركية للسيادة السورية ونحن نتعامل معها بمنتهى الحسم والقوة”.

وحول رؤيته لأهمية العمل الدبلوماسي، قال الجعفري: “في ظل تطور المفاهيم السياسية الدولية لم تعد الدبلوماسية عملا سياسيا فقط بل أصبحت عملا اقتصاديا وثقافيا وسياحيا، فقد توسع طيف العمل الدبلوماسي، وهو ما يزيد الأعباء على من يريد أن يعمل في الميدان الدبلوماسي”.
وأضاف: “هناك دول تفضل الدبلوماسية الاقتصادية على الدبلوماسية السياسية وهناك من يفضل الدبلوماسية السياحية على السياسية، وذلك يتناسب مع أجندة كل دولة من الدول”، مشيرا إلى أنه “أصبح هناك دبلوماسية باتجاه الداخل وليس باتجاه الخارج، وأن العالم أصبح متداخلا ولم يعد التمييز بين الغث والثمين أمرا صعبا”.

وردا على سؤال مراسل “سبوتنيك” حول ما يجري في العالم من تبلور نظام عالمي جديد خلال حديثه للصحفيين عقب اللقاء، قال الجعفري: “ما كان يسمى بالنظام العالمي الجديد القائم على القطب الواحد، فشل وسقط”.
وقال السفير السوري في روسيا: “اليوم نحن في إطار الانتقال إلى نظام عالمي جديد فيه تعددية قطبية وهذه التعددية القطبية تعني العودة إلى التوازن في العلاقات الدولية”.
يشار إلى أن بشار الجعفري من مواليد دمشق عام 1956 وعمل نائبا لوزير الخارجية والمغتربين في سوريا وممثلا دائما لسوريا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال الفترة من 2006 – 2020 ويتقن اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والفارسية، ويحمل إجازة في الأدب الفرنسي وله العديد من المؤلفات منها “الجماعات المسلحة الضاغطة في الولايات المتحدة الأمريكية، والسياسة الخارجية السورية (1946 – 1982)، والأمم المتحدة والنظام العالمي الجديد، وسياسة التحالفات السورية (1918- 1982) وسوريا وعصبة الأمم”.