الجمعة , نوفمبر 22 2024

وفد برلماني روسي يقدم مساعدات طبية لأكبر مستشفيات دمشق

وفد برلماني روسي يقدم مساعدات طبية لأكبر مستشفيات دمشق

زار وفد برلماني روسي ضم كلا من رئيس اللجنة الصناعية التجارية في البرلمان الروسي وعبد الحكيم غجييف رئيس لجنة الأمن في البرلمان الروسي وعدد من رؤساء الجامعات الروسية مستشفى دمشق المركزي صباح اليوم.
وقدم الوفد مساعدات طبية للمستشفى تضمنت حاضنات أطفال وتجهيزات طبية بحضور مدير المشفى الدكتور أحمد عباس والكوادر الطبية والتمريضية في المشفى.
وعبر مدير المستشفى عن شكره للوفد الروسي على تقديم المساعدات الطبية التي تأتي في وقت تعاني فيه سوريا من حصار اقتصادي قسري وتواجه صعوبة في إمكانية تأمين المواد والمعدات الطبية اللازمة لاستمرار العمل الطبي للمستشفى لا سيما التجهيزات الطبية الخاصة بالتصوير الشعاعي والطبقي المحوري.
غوتينوف: مشروعات صناعية سورية – روسية مشتركة
بدوره أشار رئيس لجنة الصناعات في البرلمان الروسي فلاديمير غوتينوف، نائب رئيس اتحاد الشركات الصناعية الروسية، إلى أن “الوفد يضم عدداً من ممثلي الشركات الصناعية الكبرى في روسيا الذين يقومون بتوقيع الاتفاقيات المشتركة في مجال الصناعة ما سيعطي الفرصة للاقتصاد والتجارة في سوريا”، موضحاً أن “الغاية من تقديم هذه المساعدات هي تزويد الكوادر الطبية السورية بتجهيزات متطورة لكي يتم التعرف على طرق استخدامها تمهيداً لتوسيع التعاون في هذا المجال”.

وأكد غوتينوف أن “كل هذه النشاطات المنفذة بين الجانبين السوري والروسي هي بفضل علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين وقبل كل شيء بين السيدين الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين”.

غجييف: من الشعب الروسي للشعب السوري الصديق
بدوره قال عبد الحكيم غجييف رئيس لجنة الأمن في البرلمان الروسي: “نحن اليوم جئنا مع الوفد برئاسة السيد غوتينوف وهو رئيس اللجنة الصناعية التجارية في البرلمان الروسي وهو نائب رئيس اتحاد الشركات الصناعية الروسية الذي يضم كل الشركات الصناعية الروسية المختلفة التي تقوم بتصنيع العتاد والمعدات المختلفة وخاصة في المجال الطبي لهذا السبب نرغب بمعرفة ما هي احتياجات المستشفى من الأدوات والتجهيزات الطبية، وهي مساعدة متواضعة من الشعب الروسي للشعب السوري الصديق”.

وفي تصريح للصحفيين قال غوتينوف: “نحن بدأنا العمل هنا في سوريا لتقديم مساعدات إنسانية إغاثية متنوعة في المركز الثقافي الروسي للأطفال السوريين الذين نسميهم (أطفال الشمس) المصابين بمتلازمة داون وبعد ذلك توجهنا إلى إحدى مناطق الفقيرة ووزعنا هناك مساعدات إنسانية كالأدوات والمستلزمات الدراسية في إحدى المدارس السورية واليوم نحن نقوم بتسليم عتاد طبي لهذا المستشفى”.
ورداً على سؤال حول آفاق التعاون المستقبلي بين سوريا وروسيا في المجال الطبي قال غوتينوف: “الوفد الذي وصل معنا يتكون من بعض الأطباء وأنا شخصياً ممثل اتحاد الشركات الصناعية الروسية التي تقوم بتصنيع العتاد والمعدات الطبية بالإضافة إلى مدراء جامعات، ونحن نعتقد أن تعليم وتأهيل الأطباء أمر مهم جداً للمستقبل”.

وأردف: “نحن منذ عدة أيام قمنا بتوقيع بعض الاتفاقيات مع الجامعات السورية التي تقوم بإجراء بحوث علمية التي نعتبرها من أهم اتجاهات العمل بالإضافة إلى الجامعات التي تقوم بنشاطات مختلفة لا سيما في تصنيع العتاد والمعدات الطبية، ولذلك نعتقد أن هذا العمل مهم جداً لكي يكون عند سوريا استقلال في هذا المجال”.

وحول إمكانية أن تشهد الفترة المقبلة تعاوناً بين سوريا وروسيا في مجال تصنيع الأجهزة والمعدات الطبية، سيما وأن في سوريا خبرات في التصنيع وخبرات أكاديمية وخريجين متخصصين بهذه المجالات، قال غوتينوف لمراسل “سبوتنيك”: “بطبيعة الحال نحن نعتقد أنه توجد آفاق وطرق وخطوات لتنفيذ هذا المشروع الذي ذكرته وأنا شخصياً التقيت ورأيت واشتركت في مؤتمر الطلاب الدولي الذي جرى هذا العام في روسيا الاتحادية، وكان هناك العديد من الطلاب السوريين الذين يقومون بإجراء البحوث العلمية في مختلف المجالات وخاصة في مجال الطب والصناعات الطبية”.

وقال: “الوفد يضم بعض ممثلي الصناعات والشركات الصناعية الروسية الذين يدرسون الإمكانيات المختلفة لإنشاء وإقامة بعض الشركات والصناعات بشكل مشترك في سوريا ليس فقط في المجال الطبي بل في مختلف المجالات، ومنها تصنيع العتاد في كافة المجالات وهذا الشيء نعتبره أمراً مهماً جداً”.
عباس: خلافا لما يدعيه الغرب نعاني من حصار طبي في سوريا
وأوضح مدير مشفى دمشق الدكتور أحمد عباس في تصريح خاص لـ “سبوتنيك” أن “المعدات الروسية هي عبارة عن حواضن أطفال وبعض التجهيزات الضرورية لقسم الإسعاف وغرف العناية المركزة”.

وقال: “ناقشنا مع أعضاء الوفد الروسي الصديق إمكانية توسيع مجالات التعاون وتقديم المعدات الطبية خصوصاً مع الظروف التي تعاني منها سوريا بسبب الحصار الجائر الأحادي الجانب الذي طال مختلف المجالات بما في ذلك المجال الطبي للأسف الشديد، وخلافاً ما يدعيه الغرب فنحن محاصرين طبياً فمثلاً يعتبر مستشفى دمشق من أكبر مستشفيات دمشق يقدم خدمات واسعة لكل المواطنين من مختلف مناطق سوريا حتى المناطق الواقعة خارج مناطق سيطرة الدولة يأتينا منها مرضى ونقدم لهم الخدمات الطبية الأساسية الضرورية، ومع ذلك نعاني كمستشفى منذ عام 2011 وحتى اليوم لم تدخل معدات طبية متطورة حديثة جديدة بسبب ظروف الحصار”.

وتابع عباس: “عندما نطلب أي تجهيزات طبية من أي شركة فوراً يقولون لنا بأنهم يخشون فرض عقوبات عليها في حال تزويدنا بأي تجهيزات طبية ولهذا نحن فعلاً بحاجة لتوسيع مجالات التعاون مع الدول الصديقة لتأمين مختلف المعدات ليس فقط الحواضن فنحن بحاجة إلى تجهيزات أوسع وقد بحثا هذا الموضوع مع الوفد الروسي لتوسيع إمكانية توسيع مجالات التعاون حول تأمين التجهيزات وفي مجال الأبحاث”.

ومضى قائلاً: “لدينا خبرات جيدة في مجال التصنيع الطبي والدوائي ولكن ينقصنا الدعم الكافي والمواد الأساسية التي تمكننا من التصنيع محلياً بخبراتنا الوطنية نقوم بأعمال الصيانة لتكون قادرة على تقديم الخدمات الأساسية للمرضى، لدينا الخبرة ولكن المواد الأولية والدعم والتعاون من قبل الدول الصديقة”.
وفي ختام الزيارة قام الوفد بجولة على قسم حاضنات الأطفال واطلع على واقع الخدمات والأجهزة الطبية معربا عن استعداد الجانب الروسي لتزويد المستشفى باحتياجاته من التجهيزات الطبية تعبيراً عن عمق الصداقة بين البلدين الصديقين سوريا وروسيا.