السبت , نوفمبر 23 2024

البقول توشك مغادرة موائد غالبية السوريين.. صحن المسبحة بـ4500 ليرة

البقول توشك مغادرة موائد غالبية السوريين.. صحن المسبحة بـ4500 ليرة

حملت بداية الشتاء أنباء غير سارة بالنسبة لغالبية السوريين، مع ارتفاع سعر الحبوب والبقول مثل العدس والفول والحمص التي يعتمد عليها كثيرون لتكون وجبة الطعام الرئيسية لهم. بعد أن تخلت عنهم اللحوم والدجاج لارتفاع ثمنهما بدرجات كبيرة.

“أمية هنداوي” ٥٢ عاما تعمل كربة منزل من “السويداء”. يكفيها وزوجها وابنتها كيلو العدس لأكثر من شهرين كما اعتادت سابقاً. لكن هذه السنوات أصبح الكيلو الذي تقسمه لأكلتين لايكفي أكثر من شهر لقلة الخيارات الأرخص ثمناً.

تقول لـ”سناك سوري”: «اشتريت نوع متوسط من العدس بسعر ٥٨٠٠ للكيلو كان سعره العام الماضي ٣٨٠٠ إلى ٤٠٠٠ ويعرض التاجر نوعا فاخرا من العدس بسعر ٧ آلاف. وعرضت جارتي كيلو العدس البلدي بست آلاف هذا العام مع العلم أنني اشتريته منها العام الماضي بسعر ٤ آلاف كوننا منطقة ريفية».

تخبرنا الخمسينية أن البقوليات عماد وجبات الشتاء وفي حال اشترت من كل نوع كيلو من الأنواع المتوسطة أي ٦٠٠٠ عدس و فول ٦٠٠٠. والعدس المجروش ٧٥٠٠ والحمص ٥٨٠٠. ستدفع قرابة ٢٧ ألف اشترتها في ذات الشهر من العام الماضي بأقل من ١٥ ألف ليرة من راتب زوجها المتقاعد الذي لم يصل مئة ألف.

اشترت “هنداوي” نوعين من تلك الحبوب نصف كيلو من كل نوع، كما تقول وتضيف: «عندما تنتهي يدبرنا الله».
من 2 إلى 3 آلاف ليرة

يقول “مجد ص” وهو صاحب محل بقوليات لـ”سناك سوري”، إن كل مادة من الحبوب ارتفعت بقيمة ٢ إلى ٣ آلاف عن العام السابق. أي أن العدس بداية شتاء ٢٠٢١ كان النوع الفاخر منه ٤ آلاف اليوم أصبح ٧ آلاف للأنواع المعلبة. خاصة النوع الأوكراني أما الحوراني فقد وصل إلى ٦٥٠٠ والبلدي بسعر لم ينخفض عن ستة آلاف. ويقاس ذلك على الحمص الذي يقارب ٦ آلاف والفول حسب الحبة وحجمها بين ٥٦٠٠ إلى ٦٠٠٠ والفاصولياء البيضاء عشرة آلاف. بعد أن كانت في ذات التاريخ من العام الماضي ٧ آلاف.

الطلب على الحبوب قليل جداً حالياً، وفق البائع مضيفاً أنه كلما تقدم الشتاء فإن لا بديل عن هذه الأنواع ومن سيشتري سيكون مضطرا لقلة البدائل.

المشكلة نفسها واجهت مطاعم المسبحة والفول والفلافل ليختصر أصحاب المطاعم مؤونتهم من الحبوب المطلوبة بشكل يومي إلى مؤن أسبوعية. لضمان استمرار العمل الذي يتقاطع أيضا مع غلاء الزيت مئة بالمئة بين تشرين أول الفائت وهذا العام من كل الأنواع.

يخبرنا “زيد ع” ٤٥ عام صاحب أحد مطاعم المسبحة في حي الدبيسي أنه اشترى ٤ ليتر من الزيت بسعر ٦٢ ألف. اشتراها في ذات التاريخ من العام الماضي بسعر ٤١ الف وهذا الارتفاع ينطبق على الحبوب.

صاحب المطعم الذي اشترى الحمص بسعر ٥٨٠٠ منذ أيام اضطر لرفع سعر كيلو الحمص المسبحة إلى ٩ آلاف و كان سعره العام الماضي ٦ آلاف ليرة. وكذلك الفول الذي ارتفع بذات النسبة حيث جاء ارتفاع المادة الأولية حمص وفول إلى جانب أسعار الغاز وسعر كيلو الطحينة ليضاعف المشكلة.

وصل سعر الصحن الواحد من المسبحة ٤٥٠٠ ليرة إذا قدم بالمطعم مع الخبز والمخلل، بينما كان أقل من 3000 ليرة العام الفائت. كما يقول “زيد” ويضيف أن سعر سندويشة الفلافل بـ4 أقراص وصلت إلى 2500 ليرة. ومع ذلك فإن هوامش الربح انعدمت تقريبا وقل الطلب بشكل كبير.

العائلة التي كانت تشتري نصف كيلو من الفول ومثله من المسبحة، أصبحت اليوم تشتري بالأوقية ومن نوع واحد. وفق البائع، لافتاً أن كثير من الزبائن يطلبون كميات قليلة جدا بألفي ليرة أو أكثر بقليل.

أخطر مافي حالة الارتفاع الجديدة حالياً، هو تراجع حالة التسوق الغذائي لأصحاب ذوي الدخل المحدود لأنواع غذائية ضرورية. لم يتبقّ غيرها على قائمة الغذاء الشحيحة التي افتقدت اللحوم والدجاج والفواكه، بينما مايزال الراتب ثابتاً دون أي تغيير يذكر.

سناك سوري-رهان حبيب