سوريا تبدأ بتسوية أوضاع المطلوبين في الغوطة الشرقية من داخل البلاد وخارجها
في ظل عودة الأمن والأمان للغوطة الشرقية في ريف دمشق وعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وبدعم من الحلفاء الروس، أطلقت الدولة السورية عملية تسوية أوضاع المطلوبين والفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية في مدينة دوما و11 من بلدات الغوطة الشرقية، لتتيح الفرصة أمام الشباب من أبناء المنطقة للعودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.
افتتاح مركز التسوية جرى وسط أجواء احتفالية، وجاء في إطار توسيع عملية تسوية أوضاع المطلوبين بهدف تسوية أوضاعهم وفق مرسوم العفو الرئاسي.
والمركز يعنى بتسوية أوضاع السوريين المقيمين داخل سوريا وخارجها من أبناء محافظة ريف دمشق في حال العودة، والأولوية هي لتسوية أوضاع المتخلفين عن خدمة العلم والفارين منها، إذ لا يترتب عليهم بعد تشميلهم بالتسوية أي مساءلة قانونية.
أما بالنسبة للعائلات الموجودة في مناطق انتشار الإرهابيين في الشمال السوري، فستتم تسوية أوضاعهم ودخولهم من خلال المعابر التي فتحتها الدولة باتجاه المناطق المحررة مع كل ممتلكاتهم من أثاث وأغنام وسيارات مجاناً دون رسوم أو أي مساءلة.
وأكد خالد القصير، شيخ بلدة حمورية في غوطة دمشق، لـ “سبوتنيك”، مشاركة جميع الأرياف الدمشقية التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين في هذا المهرجان الذي يعد فرصة لجميع الشباب الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء لتسوية وضعهم وعودة حياتهم الطبيعية كأي من أٌقرانهم السوريين، سواء في العمل أو التعليم.
وشدد الشيخ القصير على أهمية “اغتنام الفرصة من قبل الشباب لتسوية أوضاعهم، لأن الوطن هو الملاذ الآمن لكل أبنائه ولا كرامة للإنسان إلّا على أرض وطنه”.
بدوره، أشار طالب فاضل، مختار بلدة شبعا، في تصريح لـ ” سبوتنيك” إلى أن “التسوية اليوم هي تطبيق للمرسوم الرئاسي حرصاً على سلامة أبنائها وإرساء قواعد الأمن والاستقرار وهو فرصة لعودة جميع الشباب من مدنيين وعسكريين لمتابعة دراستهم وحياتهم اليومية”.
وبيّن المختار فاضل قيام “حوالي 300 شاب بتسوية وضعهم خلال هذا المهرجان الكبير”، مؤكدا أنهم “عادوا على الفور إلى ممارسة حياتهم كما كانت، وسط إعادة الإعمار وعودة عجلة الإنتاج الزراعي والصناعي للغوطة الشرقية”.
من جهته أكد مبارك محمد العبيد، مختار مدينة عدرا العمالية لـ “سبوتنيك”، مشاركة المدينة بالتسوية، معتبرا أنها “مكرمة من السيد الرئيس وهي مطلب عدد كبير من الشباب الذين يرغبون بتسوية أوضاعهم والعودة إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بين أهالي منطقتهم”.
بدوره، بيّن المهندس هشام المما، رئيس بلدية مدينة دوما، أن “كل شخص مغرر به سواء كان موجوداً داخل القطر أم خارجه، بات بإمكانه العودة والاستفادة من مرسوم العفو لاستكمال مسار حياته”.
ومع فتح مركز التسوية بدأ عشرات المواطنين بالتوافد إليه لتسوية أوضاعهم وسط توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة تزايداً في أعداد الراغبين بتسوية أوضاعهم من مختلف مناطق المحافظة..
وعبّر أهالي منطقة دوما والغوطة الشرقية والمناطق المحيطة والمجاورة لها لـ “سبوتنيك” عن سعادتهم بانطلاق عملية التسوية التي ستتيح لجميع من غرر بهم العودة إلى أرضهم ومتابعة مسيرة حياتهم بين أهلهم وذويهم، بما يؤسس لمرحلة جديدة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة خصوصا وفي ريف دمشق عموما.