الجمعة , نوفمبر 22 2024

منشق عن “مغاوير الثورة السورية” يكشف معلومات هامة

منشق عن “مغاوير الثورة السورية” يكشف معلومات هامة

نجح أحد مسلحي ما يسمى “جيش مغاوير الثورة” بالهروب من القاعدة الأمريكية في منطقة التنف في ريف حمص الشرقي على الحدود السورية العراقية والوصول إلى مدينة تدمر وسط سوريا.
وخلال لقاء صحفي، فضّل المسلح المنشق عدم الكشف عن اسمه، حفاظًا على أرواح أقاربه الموجودين في منطقة التنف، والتي يطلق عليها منطقة الـ 55 (عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن ضمن البادية السورية)، مشيرا إلى أنه غادر مع أهله وأقاربه مدينة (القريتين) في البادية السورية إلى مخيم (الركبان) خوفا من بطش تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول) بعد سيطرته على المنطقة.
وأضاف: “تركنا بيوتنا وهربنا من تنظيم “داعش” إلى مخيم الركبان وهناك عرض علينا الأمريكيون أن نقوم بمحاربة “داعش” مقابل راتب مالي نعيل به عائلاتنا”.

وأردف قائلا: “لقد وافقنا على الانضمام إلى جيش “مغاوير الثورة” على أساس محاربة “داعش” وحماية المدنيين، واكتشفنا أننا نقوم بعكس ذلك”.
ويعد تنظيم “مغاوير الثورة” أحد الأذرع الضاربة للاستخبارات الأمريكية في سوريا، وقد تم تأسيسه من تنظيمات أخرى كانت تتوزع على الجغرافية السورية خلال الحرب، وتم توطينه في “مخيم الركبان” الملاصق لقاعدة “التنف” التي يتخذها الجيش الأمريكي بشكل لا شرعي قاعدةً عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي.

واستطرد المسلح المنشق عن ما يسمى (جيش مغاوير الثورة)، قائلا: “في قاعدة التنف كان الأمريكيون يزودوننا بخمس سيارات (بيك آب) محملة بالأسلحة والذخائر والقذائف والصواريخ والوقود لنقوم بعد ذلك بالتسلل من بين نقاط الجيش العربي السوري بعد تفكيك الألغام للوصول إلى أماكن تواجد مسلحي داعش لنتفاجأ أنهم كانوا بانتظارنا لتسلم حمولات السيارات الخمس منا، ثم نعود أدراجنا من حيث أتينا بعد إعادة الألغام كما كانت وعرفنا حينها أننا لا نحارب داعش بل نقدم له الدعم والمساعدات (الأمريكية) ونعود ثانية إلى التنف”.
وتابع المسلح المنشق: “كان الأمريكيون يؤمنون لنا الطريق للخروج من منطقة الـ 55، وكنا نحمل معنا الأسلحة والذخائر والدعم بعلمهم لكي نوصلها إلى مقاتلي داعش”.
وتشكل منطقة الـ (55 كم) فضاء صحراويا متداخلا مع بوادي حماة وحمص والرقة ودير الزور، شرقي سوريا.

ولطالما شكلت الـ (55 كم) التي تخضع (لحماية) الطائرات الحربية الأمريكية، مسرح نشاط كبير لفلول تنظيم “داعش” الإرهابي، وهي عبارة عن نصف دائرة تتحلق حول قاعدة التنف التي تتخذها القوات الأمريكية على الحدود (السورية – العراقية – الأردنية) مقرا لجنودها ولبعض مسلحي التنظيمات العميلة لها، مثل تنظيم “مغاوير الثورة السورية” و”أسود الشرقية” وغيرهما..
ويتخذ الجيش الأمريكي وقوات أجنبية أخرى حليفة له ضمن ما يسمى (التحالف الدولي)، 28 قاعدة عسكرية لا شرعية معلنة في سوريا، تتوزع في القوس الممتد من معبر (التنف)، وحتى حقول (رميلان) النّفطية قرب المثلث الحدودي السوري العراقي التركي شمالا.

وفي مؤتمر صحفي عقده، في فبراير/شباط الماضي، كشف نائب قائد مركز المصالحة الروسي في سوريا، الأدميرال أوليغ جورافليوف، عن “مواصلة أمريكا وبريطانيا (العفو) عن مئات الإرهابيين في سوريا”، مؤكدًا “الإفراج عن المئات وقبولهم في الوحدات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، وتم نقل بعضهم إلى التنف”.
“العكيدات” تناشد أبناءها الانشقاق عن الجيش الأمريكي
في سياق متصل، دعت قبيلة العكيدات العربية شرقي سوريا، أبناء القبائل المنخرطين في التنظيمات المسلحة التابعة للجيش الأمريكي في قاعدة التنف وتنظيم “قسد” (الانفصالي) للعودة إلى حضن الدولة السورية والانضمام إلى المصالحة الشاملة.

وفي رسالة له مسجلة عبر الفيديو، دعا زعيم القبيلة الشيخ ماهر عبود جدعان الهفل، أبناء القبائل الذين التحقوا بصفوف الجماعات المسلحة غير الشرعية في منطقة الجزيرة السورية (شرق نهر الفرات) وقاعدة التنف للعودة إلى حضن الوطن. وقال: “نحن نعلم أنكم لا تريدون العيش تحت نيران الغزاة وسرعان ما ستعودون إلى حضن سوريا”.

وأضاف الهفل: “أدعوكم يا أبناء وطني إلى المصالحة الشاملة والوقوف ضد المغتصبين.. ألقوا أسلحتكم.. فالحكومة (السورية) مستعدة لمقابلتكم وهي تسامح أبناءها.. سنبدأ العيش مرة أخرى من أجل بناء وطننا سوريا”، مشيرا إلى أن “قبيلة العكيدات تضم 600 ألف نسمة وتعد من أقدم القبائل في سوريا”.
وتجدر الإشارة إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية أنشأ قاعدة التنف في مطلع عام 2016، لمواجهة تنظيم “داعش” على حد زعمه، وهي تقع على بعد 24 كم إلى الغرب من معبر التنف ( الوليد ) عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني في محافظة حمص السورية واستخدمت لتدريب مقاتلين مناهضين للحكومة السورية ولتنفيذ عمليات إرهابية ضد المدنيين والعسكريين السوريين وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباري لخلايا “داعش” الموجودة في البادية والشرق