أخذ مجال التسويق الرقمي حيزاً له وسط باقي القطاعات ودخل الساحة الاقتصادية كون التطور التكنلوجي بات يفرض متطلبات تحاكي الواقع الجديد.
عن هذا المجال شرحت خبيرة التسويق الرقمي غزل برجود لـ”أثر” أنه حتى اليوم لايزال مصطلح التسويق الرقمي يقتصر في أذهان الكثيرين على أنه منشور عبر صفحات الفيسبوك، على الرغم من أنه عالم واسع يستخدم الأدوات الرقمية المختلفة من مواقع الكترونية ووسائل تواصل اجتماعي بالإضافة للإيميل وتطبيقات الهاتف المحمول، ولكل أداة من هذه الأدوات أدوات فرعية تحسن عملها منها ما يُعرف بالـ SEO وهو ما يعني تحسين التسويق عبر محركات البحث الأكثر استخداماً.
وبحسب برجود، لاقت فكرة التسويق عبر الإنترنت عموماً ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً قبولاً واسعاً بين أفراد المجتمع السوري، كونه يحقق دخلاً مادياً مقبولاً ويساعد أصحاب المشاريع الصغيرة بشكل أساسي في خلق منصات تسويقية لمنتجاتهم وأفكارهم بأقل التكاليف، وذلك عبر توفير النفقات اللازمة للتسويق الكلاسيكي، كما يحقق لمنتجاتهم الوصول إلى شريحة أوسع من الزبائن، محذرة من أن الجهل في أساسيات هذا النوع من التسويق غالباً ما يسبب الفشل لهذه المشاريع.
وترى خبيرة التسويق الرقمي، أن استغلال الشبكة العنكبوتية بكل وسائلها التسويقية المتاحة يمكن أن يحقق نتائج مبهرة للمستخدمين، لكن الأمر يحتاج إلى نشر ثقافة التسويق الرقمي الصحيحة والفهم الكامل للمصطلح وكيفية سير العملية التسويقية الرقمية لتحقيق النتائج المرجوة، وهو ما تفتقر إليه السوق السورية، فمن الضروري جداً اتباع دورات تدريبية تتمحور حول البداية الصحيحة لأي مشروع تسويقي على الشبكة، وكيفية جعل المعروضات أو المنتجات تصل الى أكبر شريحة من المستخدمين، والأهم من ذلك كله هو فهم كيفية الاستمرار والحفاظ على وتيرة ثابتة للعمل، فعلى سبيل المثال يغفل الكثيرون من العاملين في مجال التسويق الرقمي عن مصطلح الـ SEO الذي يعني “تحسين محركات البحث”، لأنها تسهم بشكل كبير في دعم التصدير إلى أسواق خارجية وإيجاد زبائن للبضائع والمنتجات في مختلف دول العالم ليس فقط داخل سوريا.
أما عن معوقات العمل بهذا المجال في سوريا، تقول برجود: أهم ما يُعيق من يرغب العمل في التسويق الرقمي في سوريا هو عدم وجود مراكز تخصصية أو أكاديميات تقدم فرصة لدراسة عميقة وأكاديمية لهذا المجال المتشعب والكبير جداً، حيث تنحصر المعرفة على اجتهادات شخصية يقدمها بعض المختصين في المجال كدورات تدريبية يعرضون من خلالها بعض ما تعلموه أو الشخصية، علاوة عن العقوبات الاقتصادية التي فرضت تعقيدات كبيرة على عمليات التسويق الرقمي القائمة من وإلى سوريا، وأهمها التضييق على عمليات الدفع الالكتروني الذي يعتبر من أهم الأدوات التي تدعم العملية و تجعلها أكثر سهولة.
وتؤكد الخبيرة بهذا المجال، أن التسويق الرقمي -كعملية تجارية تعتبر أولوية في معظم بلدان العالم- يحتاج إلى دعم حثيث من الجهات الرسمية في سوريا عن طريق دعم ثقافة التسويق والتسوق الرقمي بين الأفراد ومحاولة رفد سوق العمل بمختصين في هذا المجال ونشرهم حتى في القطاعات الحكومية لمحاولة تحقيق عملية تسويقية سليمة وناجحة.
الجدير بالذكر أن الحكومة السورية أقرت عدة قوانين تتعلق بالعمل الإلكتروني والرقمي وأهمها قانون الجريمة المعلوماتية الذي تطرق لتنظيم التعاملات التجارية الالكترونية بين الأفراد والمؤسسات والذي يعتبر نقطة حماية ودعم يستطيع استثمارها المختصين والعارفين في هذا المجال لصالحهم على الجاهلين به.
اثر برس
اقرأ أيضا: فرانس برس في دمشق القديمة.. أبو النور ملك العطور.. شاهد!