رفع تسعيرة نقل الركاب ليلاً من البرامكة.. وبسطات بيع المحروقات “علنية” في المعضمية والسومرية
شهدت منطقة البرامكة بدمشق، ليل السبت أسعاراً غير منطقية لنقل الركاب، من قبل التكاسي التي عادت لتستثمر أزمة المحروقات وسط انقطاع عدد كبير من حافلات نقل الركاب عن العمل لعدم توفر الوقود.
أحد سائقي التكاسي الذين كانوا ينتظرون جمع أربعة ركاب إلى منطقة “معضمية الشام”، طلب مبلغ 10 آلاف عن كل راكب، وعندما سأله مراسل “أثر برس” عن سبب رفع السعر أشار إلى أنه اشترى البنزين بـ 15 ألف ليرة سورية لكل ليتر، وبعد حساب المسافة التي سيجتازها التكسي لنقل ركابه والتي تصل إلى ثمانية كيلو مترات، وبالتالي تستهلك أقل من ليتر، تبين أن السائق سيحصل على مبلغ 40 ألف ليرة سورية، على حين أن كلفة المحروقات التي سيستهلكها أقل من 10 آلاف، ما يعني أن ربحه سيصل لـ300%.
وطلب بعض أصحاب التكاسي مبلغ 13 ألف ليرة لنقل الراكب الواحد إلى منطقة “مفرق جديدة عرطوز”، ما يعني أن تكلفة نقل أربعة ركاب لمسافة 12 كم بلغت 52 ألف ليرة سورية.
وتقول “نور” التي تعمل نادلة في أحد مقاهي دمشق، إنها ربما تضطر لدفع كامل أجرها اليومي لسائق تكسي في حالات انقطاع الركاب، فالأسعار ترتفع بعد غياب الشمس، وكلما تأخرت ساعات الليل ترتفع أكثر وتصبح خاضعةً لمزاج سائق التكسي أو الحافلة.
حافلات نقل الركاب ليست أفضل حالاً، ففي ساعات الليل تصبح تسعيرة نقل الراكب إلى جديدة عرطوز مثلاً، بين 1500-2000 ليرة سورية، أي من ثلاثة إلى أربعة أضعاف التسعيرة الجديدة التي حُدِّدت قبل أيام.
أبو أحمد، أحد الركاب الذين ينتظرون ساعة أو أكثر لتصل حافلة تقله إلى جديدة عرطوز بعد يوم طويل من العمل لا يزيد أجره فيه على 10 آلاف ليرة سورية، يقول في حديثه لمراسل “أثر برس”: “كل ما يحدث في منطقة البرامكة يحدث أمام أعين شرطة المرور، لو أن شرطة المرور ترغب بمتابعة الأسعار، أو حتى دوريات التموين (التجارة الداخلية)، تعمل بضمير لكان الوضع مختلفاً، لكن ترك السائقين وتجار السوق السوداء ينهبون الناس هو ما يحدث، وتصريحات المسؤولين عن محاربة السوق السوداء ما هي إلا حكي جرايد”.
بينما يقول مؤيد وهو سائق تكسي لمراسل “أثر برس”: “نحن ضحايا أيضاً، من يريد أن يحارب تجارة المحروقات فليراقب محطات بيع الوقود وبسطات بيع المحروقات مراقبة علنية في المعضمية والسومرية، البيع علني وبأسعار تتبدل من الصباح للمساء، وإن قرر سائق التكسي مقاطعة السوق السوداء فسيجلس في منزله من دون عمل، ولن يقدم له أحد من الحكومة ليرة سورية واحدة”.
اثر برس
اقرأ ايضاً:دموع مسن سوري تثير انقساماً حول برامج مساعدة الناس أمام الكاميرا