تقع مدينة سيفار الغامضة في سلسلة “طاسيلي ناجر” وسط الصحراء الكبرى بولاية إليزي جنوب شرقي الجزائر، ويعود تاريخها إلى آلاف السنين.
ويقول بعض العلماء: “إن تاريخها يعود للعصر الحجري الحديث”. فمن جاء إلى مدينة جانت ولم ير سيفار، فإنه لم ير شيئًا مهمًا، بحسب المرشد السياحي في مدينة سيفار مشار إبراهيم. ويقول: “مهما رأى من أماكن أخرى في أنحاء العالم”.
اكتشاف سيفار
وبحسب أحد جيران مدينة سيفار، أيوب بركا، فقد “اكتُشفت سيفار قديمًا من السكان المحليين، وقد جاء رجل أوروبي اسمه هينري إليوت وأعلن اكتشافها؛ أمّا الدليل السياحي فهو الشيخ جبريل إيك محمد”.
ويضيف إبراهيم: “إنّ هذا الأوروبي جاء إلى سيفار في وقت الاستعمار الفرنسي وكان الحاكم العسكري المسؤول حينها اسمه كولونيل روسي حاكم ولاية جانت”.
وجاء الرقيب هنري إليوت إلى المنطقة التي يسكن بها الشيخ جبريل واتفق الاثنان ونزلا إلى منطقة في سيفار وأقاموا مركز مخيمهم.
الشجرة الفريدة
ويوجد في الصحراء العظيمة شجرة يعود تاريخها إلى آلاف السنين وهي غير موجودة في العالم والوحيدة الموجودة في الصحراء. وهي مسجلة ومحمية في منظمة اليونيسكو.
ويبلغ عمر هذه الشجرة حوالي 2000 أو 3000 سنة وكان الشيخ جبريل يسكن أسفل هذه الشجرة.
وقد اختلف كثيرون قديمًا في تسمية المدينة، وهناك من يقول إن الاسم يأتي من تمر النيجر وطرحه فعندما رأوا المنطقة صفراء اللون قالوا هي ذلك التمر القادم من النيجر ومنطقة طارجة الحدودية سابقًا، بحسب إبراهيم.
وتعني كلمة سيفار جبلًا فيه حجارة صفراء، والجبل في سيفار محدّب وشكله مثل التمر الأصفر، ولذلك سميّت سيفار.
رسوم الجن أو الفضائيين
ورويت عن سيفار أو “الأعجوبة الثامنة” كما يصفها كثيرون، أساطير وغرائب مختلفة أثارت حيرة من يزورها وبعض جيرانها، من بينها رواية المدينة المفقودة والجن.
وتقول هذه الرواية إنّ الرسومات والنقوشات الصخرية المنحوتة على الجبال مرسومة من طرف الجن.
كما يتداول سكان المنطقة رواية مفادها بأن الرسومات على صخور المدينة، لم يرسمها أهل الأرض بل سكان الفضاء. وقال إبراهيم: “إن مختلف المكتشفين لهذه الآثار قالوا إنها ربما رُسمت من طرف الفضائيين”.
ومن جهته، قال المؤرخ التاريخي فريد ايغيل احريز: إن بعض الرسوم تمثّل أجسامًا غريبة ولا يعرفونها ولهذا قالوا إن الكائنات الفضائية رسمتها. وأضاف: “جاؤوا من الفضاء في هذه المنطقة ولهذا نجد هذه الرسومات”.
وبحسب إبراهيم، تفيد هذه الرواية بأن هذه الشعوب التي قطنت المدينة كانت تتمتع بطاقات هائلة ولربما تطورات مذهلة لذلك فإن مختلف التطورات والاختراعات والتجارب التي قاموا بها أحدثت فيهم التدمير والاختفاء الذاتي ما أخفى ملامح هذه المدينة.
“مثلث برمودا الجزائر”
كما يسمي البعض المدينة بـ”مثلث برمودا الجزائر” كون أن أجزاء منها لم يصل إليها المستكشفون بعد، حتى الذين قاموا بالاكتشافات الكبرى في المدينة لم يستطيعوا الدخول لكامل هذه المدينة بسبب شساعتها ولصعوبة طرقها.
وقال إبراهيم: “هنا تحضر قصة الساحر الذي قيل إنه دخل أحد كهوف هذه المدينة برفقة 30 شخصًا ولم يعد منه غير هذا الساحر”.
وعلى الرغم من تداول هذه الروايات لعقود من الزمن إلّا أن هناك من يفنّد تلك الأساطير ويقول إنها مجرّد شائعات.
وقال أحد جيران المدينة: “عاش فيها أجدادنا وأجدادهم فقط، كل هذا محض إشاعات”، مضيفًا يعتقدون أنها المدينة المفقودة ونحن نراها مغارات وكهوف وكأنها منازل في الصحراء”.
وقال بن شرودة أحمد وهو من جيران مدينة سيفار: “لم نسمع عن الجن أو نرهم في سيفار، هو كلام الخائفين نحن لم نسمعهم”.
وتجذب المدينة الغامضة والزاخرة بالعجائب آلاف السياح سنويًا، ويتوافدون منذ عقود متحدين صعوبة الطريق الواصل إليها. وتسمى أول منطقة تبدأ بها الرحلة إلى سيفار “تاسا توفت”. وتتوقف السيارات هناك وتستخدم الحمير فقط في الرحلة إلى المدينة.
المصدر: التلفزيون العربي
اقرأ ايضا: “إيزيس” التي أحيت زوجها بعد الموت و”تحوت” الذي يزن قلوب الموتى.. رحلة في أساطير الآلهة المصرية