«كنا نشتري بالأوقية وصرنا نشتري بنصفها»، بهذه العبارة التي تحمل الكثير من معاني الألم والفقر علَّق العديد من المواطنين بحماة على ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء غير المسبوق منذ بداية العام الحالي للضعف، وهو ما زاد الفجوة بين قدرتهم الشرائية والأسعار!
وبيَّن المواطنون أن سعر كيلو لحم الغنم قفز منذ أول الشهر الحالي عدة مرات متتالية من 25 ألف ليرة إلى 35 إلى عتبة الـ50 ألفاً حالياً، وبين كثيرون منهم أنهم كانوا يشترون قبل هذا الارتفاع الكبير في الأسعار بالأوقية، وصاروا اليوم يشترون بنصف الأوقية، لـ«تطعيم» الطبخة برائحة اللحمة فقط، وكي يلبوا رغبة أطفالهم بتذوق طعمتها أو شم رائحتها لا أكثر بحسب تعبيرهم!
من جانبه، بيَّنَ رئيس الجمعية الحرفية للحامين بحماة مصطفى الصباغ الشيرازي أن كل ما يشكو منه المواطنون صحيح مئة بالمئة، وأوضح أن سعر الكيلو المدهن من لحم الخروف حالياً 50 ألف ليرة، وأما من الهبرة إن طُلبَ فليس له سعر محدد! ولفت إلى أن هذا السعر ينطبق على لحم الجدي والماعز أيضاً.
وعزا سبب ارتفاع الأسعار غير المسبوق بحماة التي هي موطن تربية الثروة الحيوانية، إلى تضاؤل قطعان الماشية، وارتفاع سعر الخروف في أسواق بيع الغنم إلى نحو 18 ألف ليرة للكيلو الواقف.
ولفت رئيس الجمعية إلى أن اللحامين – وعددهم بالمحافظة نحو 450 وفي مدينة حماة نحو 300 – يعانون كثيراً من غلاء الأسعار، فقبلاً كانوا يذبحون عدة خراف وأما اليوم فيذبحون خروفاً واحداً فقط، وهو ما يعني حركة بيع «سيئة» جداً، ما ينعكس سلبياً على صاحب المحل الذي بالكاد يستطيع تسديد الضرائب وقدرها نحو 1.6 مليون ليرة بالسنة!
وذكر أن اللحامين يعانون أيضاً من الانقطاع الطويل للكهرباء، وشرائهم المازوت للمولدات بسعر 10000 ليرة لليتر، علماً أنهم لا يحصلون على أي مخصصات من لجنة المحروقات المركزية.
ومن جانبهم، بيَّنَ عدد من مربي الأغنام بحماة، أن الثروة الحيوانية بالمحافظة تتناقص بشكل مستمر، نتيجة عدم توافر الأعلاف الكافية لها في الأقنية الرسمية – مؤسسة الأعلاف – فيضطرون لبيع قسم كبير منها ليتمكنوا من إطعام البقية!
ومن جهته بيَّنَ مدير التجارة الداخلية رياض زيود أن حماية المستهلك نظمت العديد من الضبوط خلال الشهر الجاري بحق العديد من باعة اللحوم والمطاعم الذين يبيعون بسعر زائد، أو يعرضون ذبائح مذبوحة خارج المجزر البلدي.
الوطن
اقرأ أيضا: ازدحام على أمانات السجل التجاري ..الحلاق: تكاليف استخراج السجل قد تصل إلى مليون ليرة