الجمعة , نوفمبر 22 2024
ماذا يخبرنا زلزال اليابان 2011 حول مستقبل المناطق المنكوبة في سوريا وتركيا؟

ماذا يخبرنا زلزال اليابان 2011 حول مستقبل المناطق المنكوبة في سوريا وتركيا؟

ماذا يخبرنا زلزال اليابان 2011 حول مستقبل المناطق المنكوبة في سوريا وتركيا؟

نشرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية اليوم الجمعة محاكاة لما ينتظر المناطق المنكوبة إثر زلزال الإثنين المدمر في تركيا وسوريا؛ اعتمادا على السيناريو الذي وقع في اليابان قبل نحو 12 عاما.

وضرب زلزال مدمر بلغت قوته 8.9 على مقياس ريختر شمال اليابان وتحديدا منطقة توهوكو في 11 مارس 2011 وأعقبه تسونامي عنيف خلف جبالا من الركام والمعادن الملتوية ونشر الموت على نطاق واسع.

وتساءلت أسوشيتد برس: “ما الذي تبقى بعد كارثة طبيعية قوية لدرجة أنها زلزلت أسس المجتمع؟ ما الذي بقي بعد أكثر من عقد من الزمان؟”.

وأضافت الوكالة: “قد تقدم أوجه التشابه بين الكارثة التي تكشفت هذا الأسبوع في تركيا وسوريا والكارثة التي ضربت شمال اليابان في عام 2011 لمحة عما يمكن أن تواجهه المنطقة في السنوات المقبلة”.

الدرس الكبير من اليابان هو أن كارثة بهذا الحجم لا تنتهي أبدًا

وتستذكر الوكالة مشاهد زلزال توكوهو بالقول: “بعد فترة وجيزة من الزلزال، التقطت الكاميرات على طول الساحل الياباني جدار المياه (تسونامي) الذي ضرب منطقة توهوكو.. كان الزلزال واحدًا من أكبر الزلازل على الإطلاق، وأدى تسونامي إلى جرف السيارات والمنازل والمباني وآلاف الأشخاص، وتسبب في انهيار محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية”.

وأضافت: “ألقيت قوارب ضخمة على بعد أميال من المحيط وسط الأنقاض الشاهقة المتداخلة لما كان في السابق مدنًا، وانقلبت السيارات على جوانبها مثل اللعب بين الشوارع المدمرة والمباني المدمرة.. حينها، تساءل الكثيرون عما إذا كانت المنطقة ستعود إلى ما كانت عليه من قبل”.

كارثة لا تنتهي

وخلصت أسوشيتدبرس إلى القول: “الدرس الكبير من اليابان هو أن كارثة بهذا الحجم لا تنتهي أبدًا- وهو درس تعرفه تركيا جيدًا من زلزال عام 1999 في شمال غرب البلاد والذي أودى بحياة حوالي 18000 شخص.. على الرغم من الخطب حول إعادة البناء، ترك زلزال توهوكو شرخًا عميقًا في الوعي الوطني والمناظر الطبيعية”.

ماذا تخبرنا اليابان؟

وفي استشراف ما سيجري في تركيا وسوريا بناء على ما حصل في اليابان قبل أكثر من عقد قالت: “الوفيات التي تُعزى مباشرة إلى الزلزال في تركيا ستستقر في الأسابيع المقبلة، لكن من غير المرجح أن تكون النهاية”.

وأوضحت الوكالة: “آلاف الأشخاص الآخرين الذين ماتوا لاحقًا في اليابان بسبب الأزمات القلبية المرتبطة بالتوتر، أو بسبب الظروف المعيشية السيئة”.

أشياء لا تعود أبدا

واعتبرت الوكالة أنه على الرغم من إنفاق مئات المليارات من الدولارات في اليابان على إعادة الإعمار، فإن “بعض الأشياء لن تعود أبدًا بما في ذلك الإحساس بالمكان”.

وقالت: “قبل الزلزال، كانت توهوكو مليئة بالمدن والقرى الصغيرة، وكانت محاطة بالمزارع، والموانئ ممتلئة بأساطيل قوارب الصيد.. كانت واحدة من أروع وأجمل السواحل في اليابان، واليوم، بينما تم إزالة حطام الزلزال والتسونامي إلى حد كبير وإعادة تشييد العديد من الطرق والمباني، لا تزال هناك مساحات كبيرة فارغة، ولم تتم إعادة زراعة المزارع”.

حماس ولكن

وأضافت أسوشيتد برس: “مثلما فعل العمال ذات مرة في اليابان، يقوم جيش من المنقذين في تركيا وسوريا بالحفر في المباني المدمرة، والتقاط المعادن الملتوية والخرسانة المسحوقة، لكن ما سيأتي بعد ذلك لن يكون سهلاً”.

وتابعت: ” في اليابان، كان هناك في البداية اعتزاز واضح بقدرة البلاد على تحمل الكارثة. وقف الناس بهدوء في طوابير طويلة ومنظمة للحصول على الطعام والماء، وقاموا بنشر إخطارات على لوحات الرسائل في البلدات المدمرة مع أوصاف أحبائهم على أمل أن يعثر عليهم عمال الإنقاذ، لكن على المدى الطويل كان العمل متفاوتًا، وفي بعض الأحيان بطيئًا بشكل مؤلم، أعاقه عدم كفاءة الحكومة والبيروقراطية. نزح ما يقرب من نصف مليون شخص في اليابان، عشرات الآلاف لم يعودوا بعد إلى ديارهم”.

لا يزال ما يقرب من 2500 شخص في عداد المفقودين في جميع أنحاء توهوكو، ومازال الناس يبحثون عن رفات أحبائهم.
مأساة المفقودين

وقالت الوكالة: “شهدت اليابان فشلًا آخر، فقد اعترف أحد المسؤولين بعدم القدرة على مساعدة أولئك الذين أصيبوا بصدمات نفسية مما مروا به”.

واختتمت بالقول: “لا يزال ما يقرب من 2500 شخص في عداد المفقودين في جميع أنحاء توهوكو، ومازال الناس يبحثون عن رفات أحبائهم.. لا يزال الناس يكتشفون أحيانًا ألبومات صور الضحايا وملابسهم وممتلكاتهم الأخرى”.

اقرأ ايضاً:بأعجوبة وبعد 5 أيام.. شاب سوري ووالدته يخرجان أحياء من تحت الأنقاض في جبلة