كشف خبير مالي واقتصادي بأن البحث في تأثير رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سورية بشكل جزئي ومؤقت لمدة ستة أشهر، هو بحث يحتاج للتريث قليلاً لحين توضح الرؤية الإجمالية للملفات الاقتصادية التي ستتأثر بشكل مباشر وفوري والملفات التي تحتاج وقت لبيان درجة تأثرها.
وأوضح الخبير المالي في تصريحه لصحيفة سنسيريا بأن إحدى الملفات الهامة التي ستتأثر بقرار الرفع الجزئي والمؤقت للعقوبات هو ملف سعر الصرف في سورية، حيث نتأمل بأن يكون له انعكاسات إيجابية وهامة على الوضع الاقتصادي والمالي في سورية.
تداعيات
وكشف الخبير بأنه على علم من عدة مصادر في دول الجوار وخاصة في لبنان بأن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي قد شهد انخفاضاً بسيطاً منذ ثلاثة أيام، أي من قبل صدور قرار رفع العقوبات المؤقت من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
وهذا الانخفاض يعود بحسب الخبير المالي إلى حدوث حالة شبه جمود في سوق الصرافة بدول الجوار نتيجة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا، أما الحديث بأنه يجب أن ينخفض سعر الصرف بشكل فوري نتيجة الرفع المؤقت للعقوبات الأميركية فهو حديث من المبكر الدخول فيه، ومن الواضح بأن تداعيات الزلزال أثرت على سعر الصرف.
اليوم عطلة
أما لماذا سعر الصرف لم يتغير وفق نشرة مصرف سورية المركزي، فالسبب بأن اليوم السبت يعتبر يوم عطلة ولا تصدر فيه نشرة أسعار، وعليه يجب أن ننتظر حتى الغد حتى يتبين إن انخفض السعر لدى المصرف المركزي، طبعاً مع الإشارة (والحديث للخبير المالي) إلى أن مصرف سورية المركزي لديه آلية تسعير قائمة على معايير ومتغيرات محددة ومن ضمنها الصادرات والمستوردات وبعض العوامل الأخرى للحصول على سعر الصرف التوازني، وليس كما يظن البعض بأن المركزي يسعر وفق سعر السوق الموازي، ولكن منطق سير الأمور المتوقع يدعو للتفاؤل ونأمل بأن نشهد تحسناً قريباً.
ستة أشهر!
وأوضح الخبير المالي بأنه ووفق المعايير المتبعة فإن أي مصرف محلي يريد فتح حساب لدى مصرف خارجي في أي دولة، فالأمر يحتاج لفترة شهر أو أكثر للانتهاء من الإجراءات الروتينية لفتح الحساب وهي إجراءات عادية، فما بالنا إن كان هناك فتح حسابات لمصارف سورية لدى المصارف الخارجية، وهنا يكون التساؤل عن جدوى فتح حسابات تحتاج لفترة ليست قليلة ليتم افتتاحها وذلك ضمن مهلة ستة أشهر فقط؟ وهو أمر لا يمكن الإجابة عليه الآن.
الحوالات
أما بالنسبة للتحويلات المالية التي ستحول من جمعيات أهلية وخيرية أو منظمات إغاثة أو من الجاليات السورية في دول الاغتراب، فإنها ستكون ميسرة الإجراءات بعد قرار رفع العقوبات المؤقت، وكمثال يمكن اعتبار أن الجالية السورية في كندا قامت بفتح حساب باسمها لدى مصرف كندي ما، وأرادات تحويل أموال التبرعات من حساب الجالية إلى منظمة الهلال الأحمر السوري فإن إجراءات التحويل أصبحت أسهل حالياً وهذا الأمر سيساعد بوصول التبرعات بشكل أسرع إلى البلد وللمتضررين.
دعم الليرة
وكان قد تم تداول أخبار في الأيام الماضية عن نية جمعية الصرافين في الأردن بإرسال الحوالات إلى سورية بالليرة السورية، وعن إطلاق مبادرة في الأردن تتضمن شراء الليرة السورية، بحيث يقوم كل مواطن أردني بشراء ليرات سورية ولو بدينار واحد لرفع قيمة الليرة أمام الدولار.
وحول هذه المبادرات تحدث الخبير المالي لصحيفة سنسيريا بأن هذه المبادرات إن تمت بشكل حقيقي وفاعل في دول الجوار لسورية، ستكون إجراء مفيد جداً للاقتصاد السوري، حيث من المعلوم بأن هناك كميات كبيرة من الليرة السورية موجودة في دول الجوار ويتم المضاربة بها على سعر الصرف، وفي حال نفذت هذه المبادرات فإنها ستحقق فائدة كبرى لسعر صرف الليرة مقابل الدولار، مع الإشارة إلى أن أي مساعدة تصل إلى سورية سواء بالليرة أو الدولار فهي مساعدة للمتضررين وللاقتصاد.
الذهب
وبالنسبة لأسعار الذهب وإمكانية انخفاضها، أجاب الخبير المالي بأنه فمن المعروف بأن السعر المحلي مرتبط بالتسعير العالمي للأونصة الذهبية، والسعر العالمي في حالة صعود حالياً، ولكن يمكن لتحسن سعر صرف الليرة السورية أن يخفض من سعر غرام الذهب محلياً بشرط عدم ارتفاع سعر الأونصة الذهبية العالمية.
علي محمود سليمان – سنسيريا
اقرأ أيضا: نحلاوي: نواجه معادلة صعبة تتعلق بسعر الصرف.. الحلاق: التنافسية هي الحل الوحيد