ماذا سيحدث لو فتحت باب الطائرة أثناء الرحلة؟!
ربما كنت قد جلست ذات مرة قرب باب الطوارئ في الطائرة، وتساءلت عما سيحدث إذا قام أحدهم بفتح باب الطائرة أثناء الرحلة، كما يحدث في أفلام جيمس بوند؟!
هل يمكن فتح باب الطائرة أثناء الرحلة؟
الجواب هو لا.. فقد حدث ذلك مرات عديدة، إذ حاول الكثيرون فتح باب الطائرة أثناء تحليقها، آخرها كانت مؤخراً على متن رحلة لشركة British Airways المتجهة من لندن إلى العاصمة السعودية الرياض، عندما نشر أحد الركاب الذعر أثناء محاولته فتح الباب الأمامي للطائرة وفق موقع BBC Mundo باللغة الإسبانية.
كان الرجل يسحب الباب صارخاً: «أريد أن أخرج!».
حاول عدة ركاب منعه، ومن بينهم شقيق الملاكم البريطاني ديليان وايت، وتمكنوا أخيراً من إعادته إلى مكانه وأُجبر على البقاء فيه لبقية الرحلة.. واتّضح أنه كان في حالة سُكْر.
وعلى الرغم من أن غالبيّة الركاب كانوا خائفين، لم يكن في الواقع بإمكان هذا الراكب فتح الباب؛ لأن الضغط كان سيمنعه.
لماذا لا يمكن لأحد فتح باب الطائرة أثناء تحليقها؟
السبب الأول هو أن الأبواب مغلقة بصورة آلية، فالطيار هو من يتحكم في النظام الذي يبقي الأبواب مغلقة بإحكام.
وتقول إدارة الطيران الفيدرالية بالولايات المتحدة (FAA): إنه «يجب اتخاذ الاحتياطات في التصميم لتقليل احتمال فتح أحدهم الباب عمداً أثناء الرحلة ولهذا السبب تعمل مقابض أبواب الطائرة بصورة آلية».
فعندما تهبط الطائرة وتتجه نحو باب الخروج، يمكنك سماع الطيار يقول»Doors to Manual»، أي تحويل الأبواب إلى وضع الفتح اليدوي».
عندها فقط يمكن للطيار أن يرفع التحكم ويمكن لأي شخص أن يفتح الأبواب.
وكتب الطيار باتريك سميث في مدونته AskThePilot أنه يمكن فتح الأبواب عند الهبوط، في حالة الحاجة إلى إخلاء الطائرة.
كيف يسمح الضغط للطائرة بالارتفاع!
السبب الثاني هو أنَّ الضغط الطريقة الوحيدة الممكنة لتتمكن الطائرة من الطيران فوق 10 آلاف متر دون تعريض صحة الطاقم والركاب للخطر.
كلما زاد الارتفاع في الجو، انخفض الضغط على جزيئات الأكسجين، لذلك يصعب علينا التنفس. الذي يفسر أيضاً سبب انسداد آذاننا عند ركوب الطائرة.
ما علاقة ذلك بالأبواب؟
التفسير بسيط للغاية: ضغط الكابينة هو ما يبقيها مغلقة، مثل سِدادة حوض الاستحمام.
أبواب الطائرات مصممة بحيث تظل مغلقة بسبب الضغط العالي داخل الطائرة، وبذلك يكون ضغط المقصورة عادةً أقل من الظروف العادية عند مستوى سطح البحر، وبالتالي فإن الإغلاق بقوة الضغط يبدأ فقط في العمل عند ارتفاعات عالية».
ويوجد داخل المقصورة ضغط أعلى بكثير من خارجها، إذ يتطلب فتح الباب «قوة هائلة».
وبغض النظر عن مدى قوة الشخص الذي يحاول فتح الباب، سيكون ذلك مستحيلاً من الناحية الفيزيائية.
النافذة هي نقطة ضعف الطائرة وليس الباب .. إن النقطة «الأضعف» في الطائرة هي النوافذ (وليست الأبواب).
وفي حال تمكن أحد فعلاً من كسر النوافذ فسيحدث «فقدان للضغط الداخلي» ويتسبب في كسر جزء من سطح الطائرة، حينها سيضطر الطيار إلى الهبوط الاضطراري (وبدون سقف!).
بالرغم من أن ذلك صعب وشبه مستحيل، فهو يعطي سبباً إضافياً لارتداء حزام الأمان دائماً إذا كنت لا تزال تفكر في أفلام جيمس بوند عندما تنظر إلى أبواب الطوارئ.
اقرأ أيضا: “اختطفتني كائنات فضائية”.. مارادونا يثير الجدل بتصريحات “نارية”