تقليد ياباني شهير للقضاء على الكسل.. كيف أصبح رونالدو أنجح لاعب في العالم؟
البعض يتساءل: ما أهم عنصر لنجاح لاعب كرة القدم؟
أعتقد أنه الجوع، عدم الاكتفاء بالحال الراهنة، إذا نظرت إلى أي لاعب تحترمه بين الذين وصلوا لأعلى مراتب الإنجاز ستجد دوماً نظرة عدم الرضا في عينيه.
المهارة تميّز مهم بشكل لا يصدق، شيء ثمين بالنسبة لأي لاعب، ولكن كثيراً ما تجد أصحاب المهارات يعجزون عن فعل أبسط الأمور.
ما يهم هو الجوع، الجوع المستمر، جوع للتعلم، جوع للنمو، جوع للإنجازات، جوع لمساعدة الفريق، جوع لإحداث طفرات كبيرة.
الكثير من اللاعبين يسترخون بعد تحقيق الإنجاز الأول، ولا يوجد مشكلة كبيرة في ذلك، ولكن الأمر ليس له علاقة بالإنجاز، بل أعتقد أنه يخص نمو اللاعب نفسه لأن كل لاعب إما أن ينمو أو يندثر.
كريستيانو رونالدو هو المثال لحالة التلهف والتعطش نحو الإنجازات، بل هو الجوع بحد ذاته، التعطش للمزيد، الرغبة في التحدي، إنه كالكلب يلهث وراء نفسه ليشبع رغباتها من النمو والتطور وإثبات الذات.
لماذا كريستيانو رونالدو ناجح جداً؟
هناك لاعبون كثر يعملون بجد أيضاً، لكن لا يوجد أحد قريب منه في مستوى التصميم والإصرار والنجاح.
ما الشيء المميز الذي يجعل رونالدو بهذه الحالة؟
كلمتان «الثبات» و «الانضباط».
تخيل أن هناك شخصين نرمز لهما «أ» و «ب». كلاهما يتدرب يومياً، يقومان بـ 20 تمريناً رياضياً مختلفاً، 200 تسديدة يومياً. لكنك لاحظت أن «أ» أكثر نجاحاً من «ب». هنا تتساءل: كيف ولماذا؟
هنا تبدأ العقلية في الدخول لمعادلة النجاح. يقوم «ب» بعمل الركض 5 كيلومترات يومياً، لكنه يقوم بذلك عندما يكون متفرغاً. قد يفعل ذلك في صباح يوم الإثنين أو مساء يوم الثلاثاء حسب المزاج.
أما «أ» فيستيقظ في السابعة ويقوم بالتمرين الخاص به يومياً في نفس الوقت مهما حدث.
من الناحية النظرية لا ينبغي أن يحدث ذلك فرقاً، لكنك ترى عملياً، عندما تفعل نفس الأشياء كل يوم في نفس الوقت، فإنها لا تعمل على تحسين جسمك فحسب، بل تعمل أيضاً على تحسين عقليتك.
هذه تقنية يابانية شهيرة للقضاء على الكسل، وإذا نظرت إلى نظام كريستيانو فهو دقيق للغاية ومنضبط للغاية بشأنه. وعلى الرغم من وجود العديد من اللاعبين في العالم يقومون بنفس القدر من العمل مثله، لكن لا يمكن لأي شخص اللحاق به بسبب انضباطه المجنون الذي يقوم به بعمله. هذا يزيد من تأثير تدريبه ما يجعله أفضل بكثير من الآخرين. هذه هي قوة الانضباط والثبات على الانضباط.
وإذا تأثر نظام عمله وتدريباته الخاص بسبب ارتباطات مثلاً، فإنه يعاقب نفسه من خلال مضاعفة العمل كشكل من أشكال العقوبة. هذا يجعله حاد جداً عقلياً ويساعده على تنفيذ هذا القدر الكبير من العمل الشاق دون الحاجة إلى التفكير فيه.
حتى أثناء المباريات يجب أن تكون قد لاحظت أنه قبل الركلة الحرة أو قبل ركلة الجزاء، يأخذ ثلاثة أنفاس عميقة، ويقف بطريقة معينة، أو تراه يقفز قفزة مفاجئة في الهواء قبل أن يدخل الملعب، هذه هي طقوسه. هذه هي الطريقة التي يدخل بها إلى منطقته، هذه المنهجية تمنعه من الخمول عقلياً.
نعم، هذا الشكل المتطرف من الانضباط الذي يتبعه كدين بالنسبة له هو ما يميزه عن الآخرين.
يقول كريستيانو رونالدو إن مفتاح نجاحه المذهل هو الاعتقاد بأن لا أحد أفضل منه، الجميع ينتقده عندما يصف نفسه بالأفضل، ولكن هو يعتقد أن ذلك الإيمان سر نجاحه، الإيمان بأنه الأفضل، الإيمان بالحتمية الدائمة لإثبات أنه الأفضل، هذا هو المحرك، هذا ما يدعى بالشغف.
تلك العقلية هي سبب تحول ذلك الإيمان والرغبة إلى شغف محموم لا يتوقف لإثبات الذات، ذلك الشغف يحوله إلى وحش أمام من يقف في طريق أحلامه.
تحدٍّ ثم تحدٍّ ثم تحدٍّ ثم تحدٍّ.. هكذا هي حياة كريستيانو رونالدو، إنه الجائع دائماً، حتى بعد نهاية مسيرته الكروية ونشاطه في أي مجال سيظل بتلك العقلية وحب الانتصار.
عربي بوست