كش سلطان.. هكذا سقط أردوغان في الشمال السوري
كمال فياض
مساحات في كل الإتجاهات تشكل دولة كبيرة بحد ذاتها ..
من ارياف حماه الى ارياف ادلب الى ارياف حلب وصولا الى اقرب نقطة من معبر باب الهوى وأنا اتجول في تلك المناطق كالمشدوه ..
مساحات ومساحات من اجمل البقاع السورية اشاهدها ولا اصدق انها كانت تحت سيطرة هؤلاء القتلة والخونة عملاء الحكومة التركية ..
عندما وقع الهجوم التركي لإستعادة سراقب كان هجوما مختلفا عن باقي الهجمات السابقة ..
اكثر من مائة وخمسين طائرة مسيرة تحمل القنابل الهجومية في فضاء المنطقة ..
مئات من الدراجات النارية يقودها انتحاريون ومئات من الآليات المدرعة والآليات المفخخة التي منحتها تركيا لجبهة النصرة والجيش التركستاني انطلقت في وقت واحد مع قصف عنيف ينفذه الجيش التركي من كافة مواقعه عند الحدود ومن الداخل السوري المحتل ..
كي أكون صادقا فإن اغلب خسائرنا من الشهداء لم يسقطوا بسبب الاشتباكات مع المسلحين بل سقطوا بالقصف الموجه من الطائرات المسيرة التركية إضافة الى العديد من الدبابات والآليات التي تدمرت او تضررت بسبب هذا القصف خاصة واننا لم نكن مجهزين لتدخل هذا النوع من الطائرات ..
كان القرار هو بإحتواء الهجوم من خلال الإنسحاب من سراقب وتعزيز القوات في محيطها ومناطق القتال المحتملة ..
قاتلنا بشراسة وتصدينا لمحاولات التقدم المستمرة ونجحنا في صد جميع الهجمات في المناطق الأخرى حتى كان التحرك السريع من قيادة العمليات المشتركة مع الحلفاء ..
لم نتأخر ..
ليل اول من أمس وفي اسطورة من اساطير المعارك الليلية دخلت قوات النخبة من مجموعات الرضوان من قوات الاصدقاء ( ح.ز.ب. ا.لله ) المجهزة بتجهيزات القتال الليلي ومعها رجال من افراد ووحدات الجيش العربي السوري وفي خط واسع يضيق ويضيق حتى شكل حدوة حصان وابتدأ يتجول داخل سراقب وهو يطلق النار على كل هدف يراه دون أن يراه احد ..
الجميع من المسلحين ومن عناصر القوات الخاصة في الجيش التركي كان في حالة ذهول فهو لا يرى شيئا ولا يعرف من أين يأتيه اطلاق النار ..
وتتراكم جثث الارهابيبن في شوارع سراقب وبدأ الصراخ والإنسحاب الفوضوي من المدينة بإتجاه داديخ وكفر بطيخ والنيرب ..
كانت مدفعية وصواريخ الجيش العربي السوري تشعل سراقب والمناطق المحيطة بها بوابل من نار جهنم وعندما توقفت ححم صواريخنا كان الدخول الإسطوري لمجموعات اسطورية من الرجال تدخل وتشتبك .. تدخل وتحيد المسلحين واحدا تلو الآخر .. تدخل وتتوزع في شوارع مخطط لها مسبقا ..
وتتابعت معارك الشوارع حتى الفجر وحتى النصر وحاولت الطائرات المسيرة التركية ان تدخل المعركة غير ان الصواريخ السورية المضادة والتشويش الراداري الذي تم تجهيزه كان كفيلا بإسقاط تلك الطائرات وإبعاد اغلبها عن سماء المعركة ..
معركة تحرير سراقب الثانية هي قصة خيال في العلم العسكري .. كأنك تمارس لعبة فيديو حربية تشاهدها من غرفة عمليات القيادة المشتركة آمل أن يفرجوا يوما عن فيلم تحرير مدينة سراقب وتشاهدوا بكل دهشة احد افلام الإعجاز في الحروب الحديثة ..
قوات الاصدقاء قوات الجيش العربي السوري قوات الفرقة ٢٥ صنعوا عملية عسكرية تفوق بذكائها الذكاء الإصطناعي ..
لقد أذللنا القيادة التركية بأكملها في عملية تحرير سراقب ..
وهنا سقط اردوغان .. في سراقب
ووعد النصر يبقى وعدنا ..
وكم سأروي لكم من قصص ..
إقرأ أيضا: الكشف عن مقر متزعم “النصرة” أبو محمد الجولاني بريف حلب.. شاهد!