الإثنين , ديسمبر 23 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

التأثير الخطير للباراسيتامول ( البنادول ) على العلاقات الغرامية والزوجية

شام تايمز

التأثير الخطير للباراسيتامول ( البنادول ) على العلاقات الغرامية والزوجية

شام تايمز

إنها ضربة صاعقة في عالم الطب.

شام تايمز

أظهرَت دراسة جديدة لأوكسفورد، نُشِرَت في مجلّة Social Cognitive and Affective Neuroscience، أن الباراسيتامول (أو البنادول) الذي يخلّصنا من معاناتنا يخفّف أيضًا وبشكل واضح من قدرتنا على فهم معاناة الآخرين ومشاركتها معهم!

هذا ليس مفاجئًا إذا تمعنّا في الأمر. تابعوا معنا من آي فراشة لتكتشفوا التأثير المدمر للباراسيتامول وادوية ايقاف الألم:
فالدوائر العصبية (في جسمكم ودماغكم) التي تُشعِركم بالألم الجسدي هي نفسها تلك التي تنشط عندما ترون أحدًا يعاني أو يتعذّب أو يغلق الباب على أصابعه. إذا حجبتُم الأولى فالأخرى أيضًا ستُحجَب.

يُضاف هذا الأثر غير المرغوب فيه إلى الآثار السيئة الأخرى التي في الباراسيتامول مثل مخاطره على الكبد.
يمكن للباراسيتامول أن يدمّر خلايا الكبد. يمكن أن يحصل هذا حتى في غياب تناول جرعات زائدة أي مع استخدام طبيعي له وذلك بحسب دراسة نُشِرَت في 23 تشرين الثاني 2011 في صحيفة British Journal of Clinical Pharmacology.

ولكن بالطبع يزداد الخطر كثيرًا إذا تخطَّيتُم الجرعة الموصى بها. إذا تناولتم أكثر من 4 حبوب بحجم غرام واحد في اليوم لمدّة 7 أيام تدخلون إذًا في منطقة الخطر حيث قد تموتون من فشل كبديّ حادّ (وهو تدمير سريع وكامل للكبد). ومن هنا أهميّة الحذر من هذا الدواء المعروف بأنه “آمن”.

النتائج المُحتَملة على الأزواج والحياة الغراميّة

الباراسيتامول هو الدواء الأكثر استهلاكًا في العالم.

في الولايات المتّحدة شخص من أصل 4 يتناول الباراسيتامول كلّ أسبوع. في هذا المستوى من الاستهلاك يمكن الافتراض أن الباراسيتامول يؤثّر على العلاقات الاجتماعيّة بنسبة كبيرة.

تخيّلوا مثلًا أنكم تشاجرتم مع شريككم.تقولون أو تفعلون أمورًا تجعله يعاني ويبكي.

في العادة سرعان ما تفهمون أنكم تؤذونه وأنكم يجب أن تتوقّفوا وأن تطلبوا السماح. ولكنكم تناولتم الباراسيتامول لأن رأسكم يؤلمكم أو مفاصلكم تؤلمكم.

من دون أن تدركوا، هذا الدواء يحجب، على الأقل جزئيًا، قدرتكم على التعاطف. أنتم تقلّلون من أهميّة حزن شريككم ولا تدركون كم جرحته كلماتكم وأفعالكم. ومن دون انتباه تعتبرون أن لا داعي لأن تعتذروا أو أن تتوقّفوا عمّا تفعلون.
وبالتالي بدلًا من تبنّي سلوك إنساني مسالم تجاهه وتجاه علاقتكم الزوجية (وبالتالي تجاه أنفسكم) تتجاهلون الإشارات التي يرسلها إليكم وتدعون الصراع يتطوّر.

وإذا تكرّر هذا المشهد مع الوقت تنتهون بتدمير علاقة الثقة والصداقة والحب التي بنَيتموها حجرًا حجرًا.

نتائج دراماتيكيّة متسلسلة

ذكرنا المشاكل الزوجيّة.
ولكن بالطبع يمكن أن يحصل الأمر نفسه بين ربّ العمل والأجير وبين الأشقّاء والشقيقات وبين الجيران أو الأصدقاء.

ويمكن أن يحصل الأمر نفسه على مستوى المجتمع بكامله حيث يلجأ الكثير من الناس إلى الحلّ الأسوأ لأنهم لا يستطيعون تقييم الإساءة التي يفعلونها لمحيطهم.

يرى الصحافي ألكساندر إمبرت في مسكِّنات الألم تفسيرًا ممكنًا لانعدام العاطفة والتقبُّل اللذين نُظهِرهما أمام المآسي الاجتماعية والعالمية المتتالية المرعبة

كيف وصلنا إلى هنا؟

منذ 150 سنة وحضارتنا تصنع الأدوية المسكِّنة للأوجاع على مقياس صناعي.
إلى حدّ كبير بُنِيَت صناعة الأدوية الألمانية الأصل على الأسبيرين (باير) والأفيون (المورفين) واليوم على كافّة أنواع المهدّئات (الباراسيتامول والأيبوبروفين) ومضادات الالتهاب غير الستيرودية (مثل ديكلوفيناك).

تهدف كافّة هذه المواد إلى إيقاف الأوجاع الجسديّة.

صيدليّاتنا ممتلئة بشكل أساسي بآلاف العلب الملوّنة لإيقاف الألم. هناك أكثر من 60 تركيبة مختلفة مصنوعة من الباراسيتامول. تجدون علبًا كرتونيّة ملوّنة تملأ جدران الصيدليات.

الباراسيتامول هو من الأدوية التي يسمح بتوزيعها بحريّة في الطائرات والمدارس. أما في المستشفيات فيستهلكون كميّة كبيرة منه ويضعونه بطريقة منهجيّة في كافّة الحقّن تقريبًا.

التخلّص من الألم، إنه الحلم الدفين لكلّ إنسان. لذا رأى الناس هذه الأدوية في البداية قفزة كبيرة إلى الأمام للبشريّة.
مشكلة: لا يمكن التخلص من الألم من دون تخدير الكنز الأثمن الذي تتمتّع به البشريّة، الكنز الذي منعنا من تدمير أنفسنا: الرحمة.
باختراع هذه الأدوية ونشرها في العالم هاجمنا ومن دون أن ندرك ذلك، الشعور الأكثر إنسانيّة والأكثر أهميّة والأكثر منفعة.

الحلّ

لحسن الحظ يكفي أن تعرفوا ذلك.
في المرّة القادمة التي تأخذون فيها مسكِّنًا للألم فكرّوا مليًّا بأن مشاعركم وربّما تصرّفاتكم ستتغيّر. وأنكم قد تصبحون أكثر قساوة وعديمي الشفقة وربّما غير عادلين مع محيطكم.وأن ذلك قد يؤذي الناس الذين تحبّونهم وقد تؤذون أنفسكم.

اتركوا الأدوية إلى الحالات الملحّة.

لا تتناولوها من أجل الراحة. واختاروا بقدر الإمكان الوسائل الطبيعية (النباتات والمراهم) التي تخفّف الألم من دون إحداث خلل في كلّيّتكم.
بصحّتكم!

فيروس كورونا : 11 نصيحة ضرورية لتقوية جهاز مناعتكم

شام تايمز
شام تايمز