أشياء غريبة تفعلها يومياً قد يكرهك الآخرون بسببها !
ليس من السهل أن تجعل الناس يحبونك، لكن من الأسهل بكثير أن تجعلهم يكرهونك .. ما عليك إلا أن تهتم بموضوع ما أو أن تكون ناجحاً لترى نظرات عدم الرضا تحيط بك من كل الجوانب.
و قد يتعدى الأمر هذا إلى كراهيتهم لك لأشياء لا سيطرة لك عليها كلون بشرتك أو انتمائك إلى بلاد معينة أو حتى لأشياء تافهة كأن تسرح شعرك بطريقة اعتيادية أو ترتدي ملابس غير رائجة.
و لتبسيط الأمر : الكراهية غالباً لا تمتلك سبباً وجيهاً لممارستها فالبشر بطبيعتهم يحبون أن يكرهوا، و في هذا المقال سنناقش بعضاً من هذه الأسباب المعاصرة وطبعاً دون تحيز لأن جميعها مبنية على أسس دراسات علمية قامت بها جامعات مرموقة من حول العالم. إليكم هذه إياها :
نشر صورك على الفيسبوك
هذا ما يحدث، تقرر في يوم من الأيام العادية الخروج إلى مكان ما لتروح عن نفسك وفجأة ترى صديقاً أو شيئاً يستحق أن تأخذ صورة (سيلفي) معه وتنشرها على الفيسبوك وتكمل يومك دون أن تدري أن كل متابعينك الآن يظنون أنك مغفل.
في بداية 2013، قررت ثلاث جامعات بريطانية القيام بدراسة مشتركة عن كيف يؤثر نشر الصور على العلاقات الاجتماعية، ووجدوا أن النتائج سلبية “بشكل كبير”. فكلما ازدادت مشاركة أحدهم للصور، تم النظر إليه على أنه ينتقص الحميمية في حياته الاجتماعية .. و لايصلح ليكون صديقاً على الواقع.
أصل المشكلة أن الغالبية لا يهتمون بتعديل إعدادات خصوصية الفيسبوك لديهم، مما يعني أن الصورة التي ستنشرها سينتهي بها المطاف لتظهر في آخر الأخبار لدى مئات الناس – والذين قد يكون معظمهم من الأصدقاء العاديين أو المعارف، ومرة وراء مرة .. سيضيقون ذرعاً من رؤية صورك عند تصفح حساباتهم، فإن كنت من الناس كثيري نشر الصور وخاصة السيلفي فهنيئاً لك فالناس الآن يكرهونك أكثر من هتلر.
أن تمتلك وجهاً عريضاً
قد يبدو الأمر غريباً، لكن ببساطة، امتلاكك لوجه عريض لن يؤثر فقط على تصرفاتك ولكن أيضاً على تصرفات من حولك. العديد من الدراسات على مر السنوات استنتجت أننا نرى الأشخاص ذوي الوجوه العريضة على أنهم عدوانيون، غير جديرون بالثقة ولا يتمتعون بالأمانة .. وبشكل غريب أكثر، أظهرت دراسات أخرى أن وجهات النظر هذه على الغالب صحيحة.
و السبب يعود إلى انحياز الناس اللاواعي ضدك وتصرفهم بأنانية معك سيثير تلك الصفات فيك! حتى لو لم يكن صاحب هذا النوع من الوجوه شخصاً سيئاً.
أن تكون متملقاً
كلنا نحب أن يتم الإطراء علينا، حتى لو كان شخصاً يريد مصلحة معينة منا .. فكيف لك أن تكره أحداً يقول عنك أنك رائع؟
الجواب : أنت لن تكرهه، لكن الجميع سيكرهه. في دراسة أجرتها The Journal of Consumer Research، عاين باحثان ردود فعل الناس بعدما سمعوا مندوب مبيعات يقوم بمديح زبون أمامهم. ووجدوا أنه حتى عندما كان البائع صادقاً، كانت ردة فعل الناس تجاه المندوب سلبية فوراً والسبب أن شعور الحسد تولد فيهم..
و هذا الشعور سيكون أعمق إن كان الشخص الممدوح هو نظير أو منافس (أي كزميل في العمل أو الدراسة). فإن كنت من النوعية التي توجه الكثير من المديح، فعليك بالتقليل منه لتجنب المقت الاجتماعي الذي قد يسلط عليك.
التعرق
إليك هذه المعلومة : البشر يتعرقون بثلاث طرق مختلفة اعتماداً على الحالة التي يمرون فيها. فعندما نتمرن أو ترتفع درجة الحرارة نتعرق بالمجمل من خلال الغدد الناتحة eccrine glands. و عندما نكون متوترين تقوم الغدد المفترزة apocrine glands بإفراز ذلك العرق الذي يجعل رائحة الابطين كريهة.
التعرق من الغدد الناتحة له تأثير صغير على الآخرين، لكن نفحة واحدة من تعرق التوتر ذاك ستجعل الناس يظنون أنك ذلك العامل الأخرق غير الجدير بالثقة. وفي دراسة، تم تعبئة زجاجة من عرق التوتر و تم جعل رائحته تنبعث على الناس الذين يجري عليهم الاختبار وهم يشاهدون فيلماً عن نساء يمرون بأوقات عصيبة في العمل .. و طلبوا منهم أن يصدروا أحكامهم عليهن.
و النتيجة الغالبة كانت أن النساء تم النظر إليهن على أنهن حمقاوات عديمات الجدوى لا يمتلكن أي ثقة بالنفس.
لذا إن كنتي امرأة عاملة في مجال يشكل عليكي ضغطاً نفسياً كبيراً، ضعي في الحسبان أن زملائك الرجال ليسوا متحيزين ضد النساء أو يظلمونك .. لكن ببساطة هكذا تمت برمجة تفكيرهم عندما يشتمون رائحة تعرقك.
الاهتمام بشيء ما
لنلعب لعبة، سأقول شيئاً و أنت ستخبرني أول ما يخطر في بالك عنه .. جاهز؟
حسناً، هذه الشيء هو : “ناشطة لحقوق المرأة” .. إذا كان أول ما خطر في بالك هو “كارهة للرجال” أو “وقحة” فبالاستناد إلى العلم, أنت لست وحيداً.
معظمنا عندما تواجهه الحملات بمختلف أنواعها، لا يعود دماغه يتعرف إلا على شيء سوى الأنماط الظاهرية.
في دراسة أجريت لمعرفة كيف ينظر الناس إلى الذين يدعون إلى التغييرات السياسية أو الاجتماعية، كانت النتائج سلبية بمجملها، تم النظر على سبيل المثال إلى ناشطات حقوق المرأة على أنهن كارهات للرجال، بينما المناصرين للبيئة أُخِذَت صورة عنهم على أنهم معانقي أشجار غريبي الأطوار.
و بكلمات أقل، مهما كنت مولعاً بشيء ما وتريد أن تصنع فرقاً في هذا العالم فللأسف .. ستتم مقابلتك بالأحكام المسبقة السلبية و بالكراهية.
أن تستمع بالعلم
أعتقد أن هذه ليست أخباراً جيدة لكم، بما أنكم تستمتعون بهذه المقالة المستندة إلى العلم، لأن دراسات متعددة أظهرت أن حماسك للعلم يؤثر على الطريقة التي يراك الناس فيها، و ليس بطريقة جيدة.
بالرجوع إلى عام 2002، قام ثلاثة باحثين باختبار كيف يؤثر اهتمام المرأة بالعلم على الطريقة التي نراها فيها. حيث دعوا مجموعة مؤلفة من 114 طالباً و طالبة لمشاهدة امرأة تصف تخصصها العلمي في الكيمياء و مدى التزامها به، وكم ستكسب من المال بالاعتماد عليه ومدى سعادتها لدراسته.
في الحين الذي تمت رؤية الالتزام العالي كشيء إيجابي، كان هناك شيء جعل تلك الإيجابية كلها تختفي .. الكيمياء.
نعم هذا ما حدث، عندما قوبل الطلاب و الطالبات بامرأة أرادت أن تكون كيميائية بحماس، قالوا عنها أنها مضطربة اجتماعياً ومصيرها التعاسة في المستقبل. و لزيادة الطين بلة، قال الطلاب الذكور بأنه يستحيل أن يفكروا فيها عاطفياً. فعلاً إنه لأمر محزن.
أن تكون ناجحاً
لا أحد يكره النجاح، لكن القائمة تطول و تطول عندما يتعلق الأمر بمن يكره الناجحين. فإذا كنت ممن في طريقهم نحو النجاح، كن على استعداد لاكتساب عداوة شخصين أو ثلاثة. لكن لن يفاجئك هذا بقدر ما سيفاجئك من الذي سيكرهك. صدق أو لا تصدق فإن الشخص الذي سيكرهك قد يكون حبيبك.
في دراسة مشتركة بين جامعتي فلوريدا و فيرجينيا، طلب الباحثون من ثنائيات (حبيب وحبيبته) أن يؤدوا سلسلة من من خمس مهام للتركيز على النجاحات الذكائية والاجتماعية. و وجدوا أنه عندما اُعتبر الرجل ناجحاً جعل هذا منه ومن حبيبته كليهما سعيدين.
لكن عندما كان العكس وأظهرت النتائج أن المرأة هي الناجحة، تحول حبيبها إلى كتلة سوادء من الكراهية. فقد تحطمت معنويات هؤلاء الرجال وشعروا أنهم يقفون في ظل حبيباتهم. وبالرغم من أن المهام لم تكن ذات طبيعة تنافسية، انتاب الرجال إحساس بالكآبة بعد رؤية النتائج وحتى أنهم رأوا أن لا مستقبل لعلاقتهم بعد هذا. وعلى النقيض، احتفلت النساء بنجاح أحبائهم من الرجال دون أن يدركن أنهن قد يكن يواعدن مجموعة من المغفلين.
الشعور بالوحدة
من المحزن أن تكون منعزلاً و تعيساً، لأن رفقتك ستصبح أمراً غير محبباً. فهذا سيضعك في الموقف الذي تحاول فيه أن تكوّن صداقات جديدة لكن بسبب وحدتك لا أحد يريد مصادقتك فتصبح وحيداً أكثر. هذه الدورة قد تستمر وحتى أصدقائك الموجودين سيبدؤون بتجنبك .. و بالاستناد إلى العلم فلهم كامل الحق في ذلك.
جمع باحثون 5000 شخص في عام 2009 لوضعهم تحت الدراسة في جامعة ماساتشوستس ووجدوا أن التعاسة يمكن أن تنتشر في الشبكات الاجتماعية كالفيروس. وأن هذا الشعور سيبعد أصدقائك عنك ثلاث درجات (أي سيصبحون أصدقاء أصدقاء أصدقائك) بالإضافة إلى احتمالية 15% أن تنتقل إليهم مشاعرك الكئيبة.
و يزداد الأمر سوءاً بازدياد مستوى الحميمية، فاحتمال انتقال كآبتك إلى أصدقائك المقربين و عائلتك عندما تكون كئيباً هو 52% (طبعا بسبب قربك منهم أكثر من أي أحد آخر). فكما يجعل أصحاب الوجوه العريضة مشاعر الأنانية تنتشر من حولهم، فمشاعر الكآبة تنشر مشاعر الكآبة من حولها، و لن ينتهي الأمر بابتعاد أصدقائك عنك لأن ابتعادهم عنك سيجعلهم تعساء أيضاً.
# هذه كانت أبرز الأسباب للكراهية، و من وجهة نظري الشخصية، أرى أن الكراهية تنبع من الاختلاف .. فمن المؤكد أن المجتمع لن يتقبل شيئاً جديداً ومختلفاً دون محاربته و اتهامه بالغباء، لكن حجم العداء الذي ستكسبه يمكن تضخيمه أو تقليله بالطريقة التي تتبعها.
عليك بالاعتدال، لست مضطراً إلى نشر الكثير من الصور على الفيسبوك أو أن تتعب مسامع الناس بالحديث عن مبادرتك أو تدخل في التفاصيل الدقيقة للعلم الذي تدرسه.
كن متنوعاً في المواضيع التي تتكلم فيها لترضي كل الأذواق، و ا تكثر من المديح لدرجة التملق. كن متفهماً واجعل عقلك يستوعب كل الناس وستجدهم لا شعورياً ينجذبون إليك، فمن الأسهل بكثير أن تتقدم و أنت تسبح مع التيار على أن تقوم بمعاكسته ? .
اراجيك
من هم الضحايا الذين يستهدفهم فيروس كورونا بالذات ؟
شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على فيسبوك