الجمعة , نوفمبر 22 2024
هل تنبأ كتاب عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي بوباء كورونا؟

هل تنبأ كتاب عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي بوباء كورونا؟

هل تنبأ كتاب عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي بوباء كورونا؟

يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي نصا من كتاب مزعوم يحمل اسم “عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي، ت 565 هجرية”، اي في القرن الثاني عشر، والذي “يتنبأ”، وفقا للمزاعم، باجتياح #فيروس كورونا المستجد العالم. غير أن هذه المزاعم كاذبة، و”النبوءة” المتناقلة مفبركة، لان الكتاب المذكور وهمي، و”لا وجود له”، وفقا لما سبق أن أعلنه “مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية” بهذا الشأن. FactCheck#

الوقائع: النص المتناقل (مثل هنا، هنا، هنا…) عبارة عن أبيات متلاحقة، 21 منها. وتبدأ بـ: “ورد في #كتاب عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي ت 565 هـ”، أي في القرن الثاني عشر. وجاء في حرفيتها (من دون تدخل): “عندما تحين العشرون، قرون وقرون وقرون، يجتاح الدنيا كورون، من فعل البشر الضالون، فيميت كبارهم ويستحيي صغارهم، يخشاه الأقوياء، ولا يتعافى منه الضعفاء، يفتك بساكني القصور، ولا يسلم منه ولاة الأمور، يتطاير بينهم كالكرات ويلتهم الحلقوم والرئات، لا تنفع معه حجامه، ويفترس من أماط لثامَه، يصيب السفن ومن فيها، وتخلو السحب من راكبيها، تتوقف فيه المصانع، ولا يجدون له من رادع، مبدأه من خفاش الصين، وتستقبله الروم بالأنين، وتخلو الشوارع من روادها، وتستعين الاقوام بأجنادها، يضج منه روم الطليان، ولا يشعر من جاورهم بأمان…”.

التدقيق:

– يبيّن البحث ان تناقل هذا النص سبق أن تكثّف خصوصا في آذار ونيسان 2020، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا…)، ليتجدد في الأيّام الماضية.

– بحثا عن الكتاب المزعوم على الانترنت، يتبين ان المواقع التي تزعم انه يمكن تحميله منها لم تقدم سوى روابط تحميل وهمية. وما عرضه بعضها من مقتطفات من الكتاب وسيرة حياة “أبو علي الدبيزي” المزعوم (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا…) لم يستند الى اي مصدر أو مرجع موثوق به. حتى الزعم ان موسوعة ويكيبيديا تعرّف بالرجل، لا صحة له.

– اثر انتشار هذا النص على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في صفحته في الفيسبوك، أن “الأقاويل التي تزعم أن وباء كورونا مذكور في كتاب «عظائم الدهور» لأبي علي الدبيسي المتوفىٰ في القرن السادس الهجري (565 هـ)، كذب”. وأورد الآتي:

أولًا: لا يوجد كتاب بهذا الاسم، كما أن مؤلفه شخصية مغمورة ومبهمة.

ثانيًا: الكلام الوارد بشأن هذا الفيروس؛ فيه ما فيه من الركاكة والضعف، ولا يتماشىٰ مع أساليب الكتابة العلمية الرَّصينة في القرن السَّادس الهجري.

ثالثًا: قافِية القصيدة المُنتشِرة ورويّها غير موحدَين، في حين أنَّ قصائد الشِّعر العربي لم تخرج عن وحدة القافية والرّويّ حتى العصر الأندلسي، والأبيات منسوبة للعصر العباسي.

رابعًا: جاء في الكلام المُتداول كثيرٌ من الأمور الغيبيّة التي لا يمكن لأحد من البشر الاطلاعُ عليها بحال من الأحوال، إلا أن تكون معجزة لنبي… لذا يُحذِّر مركزُ الأزهر العالميُّ للفتوى الإلكترونية مِن تَدَاول هذه المنشوراتِ وأمثالها، لِمَا في نشْرها مِن بثٍّ للخوف، وترويجٍ للكَذِب على سيدنا رسول الله…”.

كذلك، نقل موقع “اليوم السابع” الاخباري المصري عن الدكتور أيمن فؤاد، وهو مؤرخ مصري معروف متخصص بالتاريخ والحضارة العربية الإسلامية، تأكيده أنه “لم يسمع من قبل بمؤرخ عربي بهذا الاسم (أبو علي الدبيزي)، كما أنه لم يسمع بكتاب بعنوان “عظائم الدهور”، مشيرا إلى أن “ما يتم تداوله عار تماما من الصحة”.

ولاحظ أن “جميع المصادر العربية القديمة وكتب التاريخ والتراث الإسلامي، لم تعتمد على التاريخ الميلادى من الأساس. وأي أقاويل تنسب لكتب تراثية عن أمور بالتاريخ الميلادي لا قيمة لها بتاتا”، موضحا أن “البعض يتداول أسماء لكتب أسطورة ومجهولة، ولا يوجد أي سند تاريخي أو إثبات على وجودها من الأساس”.

النتيجة: الزعم ان “النص من كتاب عظائم الدهور لأبي علي الدبيزي”، يتنبأ بوباء كورونا، زعم عار من الصحة. الكتاب المذكور وهمي، و”لا وجود له”، بتأكيد “مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية”. والنص الذي فيه “ركاكة وضعف”، مجرد فبركة وتأليف.

المصدر: النهار

اقرأ أيضا: وزارة الصحة: اللقاح سيتوفر في سوريا خلال أشهر