أقالت اللجنة المؤقتة في الاتحاد السوري لكرة القدم قبل أيام، المدرب الروماني تيتا فاليريو من تدريب المنتخب السوري بعد الخسارة أمام كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022.
وفشل المنتخب السوري في الحصول على انتصار وحيد من أي لقاء في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022 بعد أن تعرّض لأربع خسائر وتعادلين، ليقبع في المركز الأخير في مجموعته برصيد نقطتين فقط.
لم تقتصر النتائج السلبية على منافسات التصفيات، إنما فشل في التأهل من دور المجموعات في بطولة كأس العرب، التي ودعها من الدور الأول بعد أن تعرض لخسارتين أمام موريتانيا والإمارات مقابل انتصار وحيد على تونس، ليخرج بنتائج مخيبة لآمال جماهيره، في كانون الأول من العالم الماضي.
أخطاء إدارية:
رافقت بعثة المنتخب في الإمارات مشاكل عديدة مثل نسيان 4 جوازات سفر للاعبين المحترفين في دمشق، وكاد الخطأ أن يتسبب بحرمان بعض اللاعبين المغتربين من اللعب في الإمارات، لأن اللاعبين القادمين من أوروبا جاؤوا عبر جوازاتهم الأوروبية، في حين تتطلب مشاركتهم في المباريات جوازات سفرهم السورية.
ورد الاتحاد السوري لكرة القدم أن مسؤولية جوازات السفر محصورة بالإداريين في المنتخب، وتعهد بمحاسبتهم.
إياز عثمان:
تبع حادثة نسيان الجوازات الاستغناء عن اللاعب إياز عثمان، بدعوى الحفاظ على تماسك المنتخب ووحدته وذلك قبل يومين من انطلاق الجولة السابعة.
وجاء قرار الاستغناء عن إياز بحجة شروط اللاعب غير المنطقية، وربط وجوده مع المنتخب بأن يلعب أساسياً، بحسب بيان نشره الاتحاد السوري لكرة القدم.
ليرد اللاعب بانتقادات واتهامات لاذعة، واصفاً المنتخب بأنه لم يعد منتخب وطن بل منتخب أشخاص، ويتحكم فيه أربعة لاعبين دون ذكر أسمائهم وسط غياب للعمل الإداري والفني الاحترافي.
المنتخب السوري في موسوعة غينيس”:
منذ سنتين ونصف تقريباً منذ بداية التصفيات الآسيوية، فعل السوريون ما لم يفعله أحد قبلهم في عالم التخطيط ووضع الاستراتيجيات، حيث جاء لقيادة كرة القدم السورية اتحادين ولجنة مؤقتة، وتولى قيادة المنتخب السوري فنياً 4 مدربين والخامس قادم بعد أيام، وتم تعيين 5 مدراء إداريين للمنتخب والسادس سيأتي مع المدرب القادم، وتم اختيار أرضين افتراضيتين للمنتخب السوري، الإمارات ثم الأردن ثم عُدنا إلى الإمارات.
فهل تدخل كل هذه الأرقام النادرة المنتخب السوري إلى موسوعة “غينيس”؟
إلى أين وصلنا؟
ما الذي تغيّر بعد كأس آسيا 2019، عاد فجر إبراهيم إلى قيادة المنتخب السوري بعد فشل الألماني شتانغه، واستطاع تحقيق 15 نقطة من الجولة الماضية من التصفيات الآسيوية، ثم جاء اتحاد حاتم الغايب وأتى معه التونسي نبيل معلول، والذي قاد المنتخب السوري في مباراتين رسميتين فقط ثم غادر، بعدها قبل نزار محروس بالمهمة المستحيلة وفشل أيضاً بتحقيق أي انتصار خلال 6 مباريات واستقال اتحاد حاتم الغايب، ثم أتت اللجنة المؤقتة بقيادة نبيل السباعي وجلبت الروماني تيتا الذي لعب مباراتين فقط في التصفيات ثم أُقيل.
3 أعوام تُلخص مدى التخبط الإداري الذي يعيشه واقع الكرة السورية، مع أن قبل هذه الأعوام لم يكن أفضل وبكل تأكيد ما استطاع المنتخب السوري تحقيقه عام 2018 بالوصول إلى الملحق الآسيوي لم يكن إلا طفرة كروية لن تتكرر.
الأخطاء والمحاسبة:
لم تُنشر حتى اليوم النتائج التي توصلت لها لجنة التحقيق التي أعلن عنها رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا بعد استقالة اتحاد حاتم الغايب.
وربما لم تُشكل لجنة التحقيق بعد، أو ربما توصّلت إلى نتائج ووضعت في درج ما وباتت طي النسيان.
ولماذا لا توجد مطالبات من أعضاء مجلس الشعب بالاطلاع على الخفايا خلف الأبواب الموصدة، وكيف تُصرف أموال من حق الشعب السوري وبملايين الدولارات دون أي نتائج مرضية، لا بل يُصرف ذلك المال من جيوب السوريين لزيادة قهرهم وأوجاعهم.
اقرأ أيضا: معاون وزير التعليم العالي: لا يوجد جامعة مجانية بالعالم إلا في سوريا