من أين أتت تسمية شارع الحريقة بدمشق بهذا الاسم ؟
الحريقة هي المنطقة الواقعة جانب سوق الحميدية من جهة الجنوب في دمشق، وسوق مدحت باشا من جهة الشمال؛ بين جادة الدرويشية غرباً وسوق الخياطين شرقاً.
الواضح أن اسم المكان عرف بهذا الاسم إثر حريق شب فيه، وهذا صحيح .. فهذه التسمية حديثة ،وتعود إلى منتصف العشرينات من القرن الماضي، عندما قامت قوات الانتداب الفرنسي بقصف مدينة دمشق إثر الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي .
وكانت المحلة تعرف قبل ذلك باسم محلة «سيدي عامود» نسبة لولي اسمه أحمد عامود كان مدفونا فيها، وأصبحت تعرف باسم «الحريقة» بعد الحريق الذي شب فيها إبان القصف الفرنسي لدمشق عام 1925 ،وأدى إلى دمار واسع أتى على الكثير من البيوت والآثار المعمارية الهامة.
كانت الخسارة أكبر من أن تعوض، فقد تواجدت في هذه الحريقة بيوتات دمشقية عريقة الطراز، تميزت بغنى زخارفها الداخلية حسب أسلوبي الباروك والركوكو، إلى جانب المشيدات التاريخية الهامة التي لم يسلم منها إلا نذر يسير، ولم يبق لها من أثر سوى الخرائب والأطلال. من هذه البيوت التي خربت دار القوتلي، التي شيّدها مراد أفندي القوتلي في زقاق العواميد، وزارها الغراندوق الروسي نقولا عند زيارته لدمشق. كما احترق معها في نفس الوقت ضريح سيدي عامود، الذي سميت المنطقة باسمه.
ونتيجة للخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، أطلق على هذه الحادثة اسم “نكبة دمشق”. وفيها كتب أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدته الشهيرة “سلام من صبا بردى” .
متابعات وكالة أوقات الشام الإخبارية