الثلاثاء , نوفمبر 26 2024
رئيس الوزراء يصارح السوريون: الوضع الاقتصادي صعب والمسكنات لم تعد تنفع

رئيس الوزراء يصارح السوريون: الوضع الاقتصادي صعب والمسكنات لم تعد تنفع

رئيس الوزراء يصارح السوريون: الوضع الاقتصادي صعب والمسكنات لم تعد تنفع

جلسة صراحة وشفافية حول الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطن تحدث بها رئيس الحكومة المهندس حسين عرنوس أمام أصحاب الخبرة والاختصاص من أهل العلم والاقتصاد في جامعة دمشق أمس.. مؤكداً أن الوضع الاقتصادي صعب لكن الحل قادم ولا يمكن أن «نبيع العلم بحارة السقائين». عرنوس اعترف أن هناك فجوة كبيرة بين الرواتب وبين احتياجات المواطن اليومية وأن هذا الموضوع هو حديث الشارع وشاغل الناس وأن الدولة لن ترفع الدعم عن المواطن!

وأكد رئيس الحكومة أن هناك شريحة في المجتمع لن تتخلى الحكومة والدولة عن دعمها مهما حدث وسوف يستمر الدعم للمواد الأساسية لمعيشة المواطن ولاسيما لأصحاب الدخل المحدود وبالمقابل هناك شرائح سوف يتم إخراجها من الدعم لأنها ليست بحاجة لهذا الدعم. وأضاف عرنوس إن تخفيف الدعم ضمن شرائح معينة سوف يتم تطبيقه مع بداية العام القادم وسوف يتم إبعاد نحو 25 بالمئة من مجمل الشعب السوري إلى خارج الدعم والجميع يوافقني، علماً أن هناك أكثر من هذا الرقم ولكن لن نظلم أحداً.

دعم التعليم

وعن دعم التعليم أضاف إن معظم طلاب سورية تدرس بشكل شبه مجاني وأصغر جامعة خاصة دخلها يعادل ضعف دخل جامعة دمشق التي تضم أكبر عدد من الطلاب، موضحاً أن هذا الدعم مستمر ولا يمكن المساس به.

200 مليار للصحة

وبخصوص الصحة أضاف إن الحكومة دعمت القطاع الصحي بـ200 مليار ليرة هذا العام وسياسة الدعم جزء لا يتجرأ من سياسة الحكومة، لكن كيف سوف نتعاطى مع الدعم هو الأهم، وإن استمرار الوضع على ما هو عليه غير وارد لأن المسكنات لم تعد تنفع! عرنوس أكد أن كل ما يتوافر في ميزانية الدولة جراء الإجراءات المتخذة سوف يصب في واقع تحسين وضع العاملين في الدولة وسيبقى عجز الموازنة كما هو ولكن أي وفر سيكون من نصيب العاملين وأول الإجراءات أن كل التعويضات ستكون على الراتب الحالي.

لدينا أكثر من 60 ألف موظف وصلوا إلى السقف أي لم يعد يحق لهم الترفيع في الراتب، والحكومة تدرس حالياً فتح السقف ليستفيد منها أكبر عدد من العاملين، لافتا إلى أن الحكومة تعمل أيضاً على السير بخطوات جدية بشأن التعويض العائلي، مؤكداً أن هذه المنظومة الكاملة سوف يتم تعديلها قدر الإمكان ليكون الموظفون والعاملون بالدولة والمتقاعدون والقوات المسلحة بوضع أفضل. وطالب عرنوس من أهل الاختصاص في الجامعات بالتوجه للبحث العلمي بما يخص مشكلات المجتمع وتحسين واقع العمل مع تقديم الحلول، وبالمقابل أن تكون الجامعة هي الصانع الأساسي للجيل القادم لقيادة البلد في مرحلة إعادة الإعمار وربط البحث العلمي بسوق العمل.

وأشار عرنوس إلى أن سورية كانت تنتج بحدود 4/5 ملايين طن قمح لكن القمح اليوم يعتبر من أقل المحاصيل بسبب قلة الأمطار مع العلم أن زراعة هذا المحصول يعلم الجميع أين تتوضع وأنتم أهل العلم و«لا نبيع العلم بحارة السقائين» بأن كل الزراعات الإستراتيجية أساسية والموجودة بالمنطقة الشرقية، لافتاً إلى أن ما أنفقته الحكومة السورية على استصلاح الأراضي في الرقة أرقام تصل إلى ترليونات الدولارات باعتبارها الخزان لسورية كلها تجاوزت مساحة الأراضي المستصلحة 300 ألف هكتار بمشاريع عملاقة أولها كان سد الفرات اليوم هذه المناطق خارج السيطرة،

وما توصلنا إليه من إنتاج القمح من الأراضي التي هي داخل السيطرة لم يتجاوز 400 ألف طن، علماً أن استهلاكنا الشهري يتجاوز 180 ألف طن شهرياً علماً أن تأمين القمح فيه مشكلة بالعالم كله نظراً للتغير المناخي، ومن المفترض أن يكون هذا الموضوع على طاولة البحث في جامعة دمشق وكل الجامعات لتقديم حلول بديلة، لافتاً إلى أن العام الماضي كانت نسبة تخزين السدود 53 بالمئة في محافظة اللاذقية وفي سنوات سابقة كنا نخشى على المنشآت المائية من المشاكل الفنية نتيجة الغزارة من الأمطار.

بون شاسع

وعن النفط قال رئيس الحكومة إن تمركزه بدير الزور والرقة والحسكة وكان إنتاجنا في سورية 350 ألف برميل يومياً قبل الحرب، اليوم لا يتجاوز 20 ألف برميل، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط عالميا بأرقام وصلت إلى 80 دولاراً للبرميل الواحد، عرنوس أضاف قائلاً إن ليتر المازوت والبنزين يكلف كل منهما تقريباً نحو 3300 ليرة سورية، مبيناً أن هناك بعداً كبيراً بين سعر التكلفة وبين سعر المبيع متحدياً أي اقتصاد بالعالم أن يحمل كل أشكال الدعم الموجودة في سورية بأن يباع ليتر المازوت بـ500 ليرة سورية والبنزين 750 ليرة مقابل سعرهما الحقيقي، علماً أن كل هذه المواد يتم استيرادها بالدولار.

وقال أمام هذا الوضع ليس أمامنا خيارات إما أن نصل إلى طباعة العملة وتوزيعها وهذا يعتبر من أخطر ما يكون على الاقتصاد الوطني وإما تخفيف جزء من هذه التكاليف وتحميلها للمواقع القادرة على ذلك بهدف إيصال الدعم إلى مستحقيه، والبداية كانت بفتح الباب برفع سعر المازوت لشرائح معينة لديها رأسمال وقادرة من رجال أعمال وصناعيين، أي إن 1/8 من مادة البنزين أو المازوت التي تباع وتوزع بالمحافظات يعادل كل قيمة القسم المتبقي من الدعم الموزع بالسعر المدعوم.

الخبز خط أحمر

الخبز خط أحمر لأن الحكومة قبل الحرب لم تكن تخسر من دعم الخبز أما اليوم فالدعم المقدم للخبز كبير حيث إن تكلفة الربطة 1300 ليرة سورية وتباع بـ200 ليرة كذلك السكر والأرز وغيرهما.

رئيس الحكومة قال: ندعم البحث العلمي قدر المستطاع وهناك انفراج قادم على المستوى الاقتصادي وتم توقيع أول عقد استثمار قوي جداً بمئات ملايين الدولارات بـ300 ميغا للطاقة الشمسية وبوشر العمل به مشيراً إلى أن الانفتاح على الأردن خطوة مهمة للاقتصاد، وغيرها من دول الخليج وسورية رغم كل الظروف هي مع أي عمل مفيد لأي دولة عربية سواء خط الربط مع الدول المجاورة من الكهرباء والغاز بما يعود بالمنفعة على الاقتصاد الوطني.

ومن الجدير ذكره أن رئيس مجلس الوزراء كان قد أكد في بداية حديثه أن أعداء الوطن هم الذين أوصلونا إلى حالات الضيق في العيش، ولو استمر النمو الاقتصادي المتسارع في سورية قبل الحرب لكنا من أهم الدول مشيداً بالعقل السوري واليد الفنية السورية القادرة على الإبداع في الأمور باتجاه الأفضل.

ومن الجدير ذكره أن رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس كان قد افتتح مبنى توسع كلية الآداب والعلوم الإنسانية (الكتلة A) بجامعة دمشق بمساحة طابقية إجمالية 12000 م2 بكلفة ثلاثة مليارات ومئتي مليون ليرة سورية. ويتألف المبنى من ثلاثة مدرجات كبيرة سعة كل منها 300 كرسي، أحدها مجهز بتجهيزات صوتية وضوئية وتعليمية لإقامة المؤتمرات والندوات والنشاطات الأخرى، إضافة إلى المحاضرات التعليمية.

كما يضم المبنى 15 مدرجاً تعليمياً بطاقة استيعابية 140 طالباً في كل منها، و12 قاعة تدريسية تتسع كل منها لـ110 طلاب، إضافة إلى 16 مكتباً إدارياً لخدمة العملية التعليمية، وهو مجهز بخمسة مصاعد أحدها لذوي الاحتياجات الخاصة، ويعد المبنى داعماً لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ويخفف الضغط عن الكليات الأخرى عند الضرورة. بمساحة طابقية إجمالية 12 ألف متر مربع وبكلفة 3 مليارات و200 مليون ليرة.

من جهته قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم إن المبنى صرح علمي حضاري ضمن توسع مشروع كلية الآداب، وسيكون له دور في تخفيف الضغط عن كلية الآداب وجامعة دمشق، مشيراً إلى أن العمل يجري حالياً في التوسع بالكتلة ( ونسبة إنجازها وصلت إلى 70 بالمئة، وأن هناك كتلاً أخرى يتم التوسع فيها في كل الجامعات. وقد حضر الافتتاح رئيس جامعة دمشق وأمين فرع الجامعة لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية وأعضاء مجلس الجامعة وحشد من الطلاب.

الوطن

اقرأ ايضاً:مرسوم رئاسي يلغي منصب المفتي وإحالة مهامه للمجلس الفقهي العلمي